خبر في غزة.. مجنون في نعيم

الساعة 09:39 ص|24 مايو 2011

في غزة.. مجنون في نعيم

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

من اللافت للنظر، أن وسائل التعبير عن الاحتجاج أو رفض وضع ما، أو طلب حاجة ما، باتت مختلفة ومتنوعة، وفي حي الرمال وضواحي أخرى في مدينة غزة، ترى شاباً يحاول أن يكون مختلفاً ليس بطبيعة ظروفه وحسب بل بأسلوبه الذي يبحث فيه عن مخرج لإنقاذ ماتبقى من سنين عمره التي تتلاشى أمام ناظريه..

فهناك في مدينة غزة تراه يمشي في شوارعها باحثاً عن حياة كريمة، ومع ضيق الحال وعدم انتباه الناس ومعاملته معاملة المجانين أخذ على نفسه أن يبقى كذلك حتى تحن إليه القلوب الرحيمة وتسمع الآذان الصاغية وتلتفت لحالته وتهتم بوضعه.

ويقضي هذا الشاب الذي يدعى "ع. ع" (40 عاماً) معظم أوقاته سيراً في عدة شوارع وأهمها الرمال بين المحالات حتى وصل الحال إلى أن يكون شخصاً مألوفاً لدى أصحاب المحلات الذين لايقدمون له شيئاً.

وفي يوم ظهيرةٍ أحرقت فيه الشمس وجوه الموظفين العائدين لمنازلهم، شاهدوا هذا الشاب يسير بلا ملابس، وأخذ بعض الناظرين يضحكون, فيما ردد بعضهم:" سبحانك ربنا والحمد لله على أن خلقتنا على حالنا ونسأل من الله أن يحفظ هذا الشاب.

ولم تقتصر القصة هنا، فقد سارع أحد الخياطين وهو صاحب أحد المحلات ليسحب الشاب من يده ليدخله لمحله بين الكثير من الملابس حتى ألبسه بنطالاً وبلوزة جديدة مفضلاً أن  يكون بصورة أفضل مما كان عليه في السابق.

ويقول أبو أحمد لمراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنه شاهد منظراً غير لائق ولا يعجب أحداً, ومن طابع إنساني فلابد المحافظة على هؤلاء ورعايتهم وليس تركهم في الشارع بهذه الأحوال.

ويقول الرجل ويعتصره الألم :" نرى "ع.ع" منذ سنوات طويلة حاملاً معه المذياع يستمع لعدد من الإذاعات المحلية خلال سيره في الشوارع العامة إلى جانب بعض الأغاني ومنها الثورية".

ويأمل أبو أحمد أن تهتم المؤسسات المعنية والأهل بهؤلاء والعمل على توفير رعاية خاصة لهم حتى لا يكون عالة على المجتمع وتأخذهم أحوالهم إلى ما وصل إليه هذا الشاب.

أما الشاب "ع.ع" فقد حاولنا الحديث معه، إلا أنه رفض وبشدة، معللاً ذلك بأنه لا يريد الحديث لأحد، فالكل يعرف قصته ووضعه ليس بحاجة للحديث.

يّذكر، أن قطاع غزة يعاني أوضاعاً معيشية صعبة، جراء الحصار الإسرائيلي الخانق على أبناء شعبنا منذ مايقارب 5 سنوات، حيث تزايدت أعداد العاطلين عن العمل، ومعدل الفقر بين المواطنين.