خبر عبادة الموت -هآرتس

الساعة 08:16 ص|23 مايو 2011

عبادة الموت -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

خطة وزارة التعليم التي نشرها أور كشتي في "هآرتس" أمس وبموجبها سيتبنى تلاميذ الصفوف العليا في مدارس اسرائيل نصبا تذكارية وقبورا لجنود، هي خطة خاسرة ولا داعي لها. ثمة بالتأكيد مكان للتعليم في المدارس عن الشخصيات القدوة الذين ضحوا بأنفسهم من اجل بلادهم، وعن اعمال البطولة في ميدان المعركة، ولكن لهذا الغرض لا توجد أي حاجة لارسال التلاميذ الى تسلق القبور وتبني نصب تذكارية للشهداء.

        جهاز التعليم في اسرائيل يجد صعوبة في إكساب ما يكفي من المعرفة للتلاميذ في مجالات عديدة. تراث البطولة والتضحية في المعركة قد يكون أحد هذه المجالات، ولكن مشكوك أن يكون هو أكثرها حيوية. التراث القتالي يجب ان يُعلم أولا وقبل كل شيء في الجيش الاسرائيلي. أما في المدارس فيجب التركيز على إكساب التعليم، المعرفة والقيم، الوطنية والعالمية على حد سواء. السجود للأموات، مهما كانوا أبطالا وسامين، هو عبادة موت وليس تراث حياة. ذكرى الشهداء يجب احترامها، تخليدها وتبجيلها في ايام الذكرى. أما باقي ايام السنة فيجب تكريسها لأهداف تربوية اخرى.

        محظور ان تصبح ذكرى الموتى مُعرفا للهوية الوطنية، كما يسعى الى فعله واضعو الخطة، بما فيهم منظمة "يد للأبناء". كما لا ينبغي تجاهل الجانب العسكري في الخطة. جهاز التعليم يعاني على أي حال جدا من تغلغل خطير ومبالغ فيه للجيش بين جدرانه. كما انه في عرض اسرائيل (والشعب اليهودي) كضحية دائمة، ولا سيما كضحية وحيدة، هناك ما هو مرفوض.

        خطة تبني النصب التذكارية والقبور التي سيُقرها وزير التعليم، لم تولد في الفراغ. فالخطة تشكل جزءا من مبادرة جدعون ساعر لتعظيم تعليم "القيم الوطنية"، والذي يشكل ميلا جديدا: محاولة من جهاز التعليم الرسمي لدولة اسرائيل لاكساب التلاميذ فصول في الوطنية والعسكرية، وذلك على حساب التعليم المدني والانساني.

        من الأفضل له، لوزير التعليم، أن يسارع الى سحب خطة تطوير القبور، وتكريس كل جهوده ومقدرات وزارته لمهمات أكثر حيوية.