خبر رغم خطاب أوباما.. لا ثقة بأمريكا ..عبد الستار قاسم

الساعة 06:01 ص|23 مايو 2011

رغم خطاب أوباما.. لا ثقة بأمريكا  ..عبد الستار قاسم

حاول الرئيس الأمريكي أوباما في خطابه هذا اليوم الموافق 19 مايو 2011 أن يكون نبي التغيير في المنطقة العربيَّة، وأن يقف إلى جانب الشعوب ضدّ الظلم والاستبداد، لقد تحدث الرئيس عن الظلم الذي لحق بالشعوب العربيَّة بطريقة يظنُّ الجاهل أن البراءة قد استلهمت معانيها من قلبه الكبير، لقد قال إنه مع الثورات العربيَّة، وسيعمل على دعم الشعوب العربيَّة، وسيضغط على الحكام العرب من أجل التغيير.

 

لم يقل الرئيس الأمريكي للمستمعين كيف أن أمريكا كانت هي الحريصة جدًّا على قتل نفوس العرب والمسلمين، وتدمير معنوياتهم، والإبقاء عليهم مجرد عبيد يخدمون سادتهم من الحكام الطغاة والذين كانوا دائمًا شرَّ متآمرين على مصالح الأمَّة العربيَّة، وهنا أسجل النقاط التالية:

 

1- أمريكا هي التي استلمت تركة بريطانيا وفرنسا في السيطرة على الحكام العرب المنصبين وعلى رأسهم الحكام الملكيين القبليين، وهي التي دعَّمت العديد من حكام الاستبداد الذين وصفوا أنفسهم بالثوريين، أمريكا دعَّمت الاستبداد والطغيان في البلدان العربيَّة، وأصرَّت على إبقاء العرب خارج إطار الحرية.

 

2- أمريكا هي التي تنهب ثروات العرب على مدى عشرات السنين.

 

3- أمريكا هي التي تدعم إسرائيل في مختلف المجالات، وهي التي تتنكَّر للحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني.

 

4- أمريكا هي التي تآمرت على كل نظام عربي وقف في وجه إسرائيل.

 

5- أمريكا احتلَّت العراق، وهي تحتفظ بقواعد عسكريَّة في دول عربيَّة كثيرة بهدف ملاحقة شعوب المنطقة عربًا ومسلمين.

 

6- أمريكا قتلت من العرب والمسلمين أكثر مما قتل الاستبداديون العرب، واقترفت جرائم حرب مرعبة ضدّ المدنيين في العراق وأفغانستان وباكستان وفلسطين ولبنان، الخ.

 

7- أمريكا ساهمت في تزوير الانتخابات في عدد من الدول العربيَّة مثل مصر والأردن، وصمتت أو شجَّعت على صياغة قوانين انتخابيَّة متخلفة من أجل تمكين عملاء إسرائيل من الحكام، ورفضت الاعتراف بانتخابات الجزائر وفلسطين، وكل حديثها عن الديمقراطيَّة كاذب ولا أساس له.

 

8- أمريكا اشترت آلاف المثقفين العرب وأساتذة الجامعات ليكونوا سماسرة على شعوبهم، لقد أغدقت أموالا طائلة على هؤلاء الخونة من أجل الترويج لسياساتها في المنطقة.

 

9- أمريكا شجعت الحروب الداخليَّة في المنطقة وبالذات بين العرب أنفسهم، وبين العرب وإيران، وما زالت تعمل بهذا الاتجاه.

 

10- أمريكا تستنزف طاقات الخليج المالية بشراء السلاح.

 

قائمة الجرائم الأمريكيَّة ضدّ العرب والمسلمين كثيرة.

 

هل بعد كل هذه الجرائم ستتحوَّل أمريكا إلى حمل وديع، أو إلى حمامة محبة وسلام؟!

 

تحاول أمريكا الآن أن تتأقلم مع الظروف العربيَّة الجديدة، ولا مانع لديها أن تلقي بعملائها من الحكام في القمامة، وأن تحاول الدَّجَل على الشعوب لكسب ودِّها، الأمريكيون يرون انتصارات الشعوب العربيَّة، ويرون شجاعة الإنسان العربي، ويرون في ذلك ما يهدد مصالحهم، إنهم يدركون أن مواجهة الشعوب لا تنفع، والأفضل العمل على كسب ودها من خلال الدجل والخداع والكذب والتضليل.

 

لقد أجرمت أمريكا بحق العرب والمسلمين، ولا ثقة بها، وقد دلَّل الرئيس الأمريكي على نواياه في استمرار الإجرام من خلال دعمه لإسرائيل والتزامه بأمنها، لقد تحدث عن الإرهاب العربي، وعن أمن إسرائيل، متناسيًا تمامًا أن إسرائيل هي التي صنعت الحروب في المنطقة، وهي التي تستمرُّ في عدوانها ليس فقط على الشعب الفلسطيني وإنما على كل شعوب المنطقة.

 

ولهذا يجب أن نكون حذرين جدًّا، وألا تخدعنا عبارات أوباما التودديَّة، ومن المهم أن يعلم أن صداقة العرب والحرص على إسرائيل لا يلتقيان، إذا أراد الرئيس الأمريكي ودَّ العرب فعليه أن يتخلى عن إسرائيل أولا.