خبر إسرائيل: عباس ليس شريكا ويركز على ميراث له خشية من طرده مثل مبارك

الساعة 08:23 ص|22 مايو 2011

الخارجية الإسرائيلية: عباس ليس شريكا

فلسطين اليوم- القدس المحتلة

كشفت "يديعوت أحرونوت" عن وثيقة سرية أعدت من قبل مستشارة وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان جاء فيها أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ليس شريكا للسلام، وأنه يرهن الشعب الفلسطيني من أجل ضمان مكانة له في التاريخ.

 

وبحسب الصحيفة فإن الوثيقة التي قدمت لوزير الخارجية وكبار المسؤولين في الوزارة، والتي أعدت بناء على محادثات أجريت في الوزارة تعتبر تحليلا سياسيا لـ"استراتيجية خروج رئيس السلطة الفلسطينية" والذي لا ينوي الترشح مرة أخرى للرئاسة.

 

وجاء في الوثيقة أنه "يبدو، في الشهور الأخيرة، أن أبو مازن، وخاصة بعد التطورات في العالم العربي، قرر عدم الترشح مرة أخرى لمنصب رئاسة السلطة في الانتخابات القادمة، وأن يركز على بناء ميراث يتركه خلفه بعد أن يغادر السلطة بإرادته وليس طردا مثل مبارك".

 

وادعت مستشارة وزير الخارجية أن قرار عباس يؤثر بشكل درامي على أدائه تجاه إسرائيل وعلى احتمالات التقدم السياسي.

 

وخلصت الوثيقة إلى نتيجة مفادها أنه "يمكن القول بشكل واضح إن أبو مازن ليس شريكا للدفع بالعملية السياسية، وإنما العكس".

 

واختتمت الوثيقة بالقول "أبو مازن يرهن مصالح وموارد السلطة الفلسطينية والعملية السياسية بسلامته الشخصية، وسلام عائلته ومكانه في التاريخ".

 

كما تضمنت في ما أسمته "التحليل السياسي الحساس" أن رئيس السلطة الفلسطينية قد تأثر بشكل عميق بالثورات التي تحصل في الشرق الأوسط في الشهور الأخيرة. وجاء فيها أن "الأحداث الأخيرة في العالم العربي، في مصر وليبيا واليمن وسورية والبحرين، جعلت أبو مازن يتبنى استراتيجية الخروج من الحياة السياسية".

 

وجاء أيضا أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن عباس ينوي التوجه، بعد استقالته، إلى الأردن أو إلى إحدى دول الخليج.

 

كما كتب في الوثيقة أن "استراتيجية عباس تلزمه من جهة على إرضاء الجناح العربي ودفع المواجهات السياسية مع إسرائيل إلى حدها الأعلى من أجل أن يذكر في التاريخ الفلسطيني كمن قاد إقامة الدولة الفلسطينية رغما عن أنف إسرائيل. ومن جهة أخرى فهو ملزم بإرضاء الجناح الغربي من أجل الحصول على دعم أكبر عدد من الدول الغربية في أيلول/ سبتمبر، ولكي يستقبل باحترام في العواصم العربية بعد استقالته".

 

كما كتبت الوثيقة أن المصالحة بين حركتي فتح وحماس كانت من ضمن استراتيجية عباس لإرضاء "الجناح العربي"، ولكن حركة حماس مست بخططه مقابل الغرب عندما أعلنت عن بن لادن شهيدا. وبحسب الوثيقة فإن إعلان حماس ذكرت العالم بشريك عباس.

 

وبحسب "يديعوت أحرونوت" فإن الوثيقة تدعي أن حركة حماس تراكم مصاعب على خطط عباس في المناورة وإرضاء كافة الأطراف، حيث أن تشكيل حكومة وحدة مع حماس بدون أن تعترف الأخيرة بشروط الرباعية الدولية من الممكن أن يمس بجهود عباس في إرضاء "الجناح الغربي"، في حين أن إصرار الغرب على إبقاء سلام فياض في منصب رئيس الحكومة يصعب على عباس استكمال المصالحة.

 

وادعت مستشارة وزير الخارجية أن "عباس معني بأن يجعل نفسه الأب الروحي للدولة الفلسطينية ليتجاوز مكانة الرئيس الراحل ياسر عرفات. وتعويضا عن تنازله عن الكفاح المسلح خلافا لعرفات، فإن عباس يعرض في السنوات الأخيرة عدم جاهزية للتسوية، كما يعرض مواقف متشددة أكثر من تلك التي عرضها عرفات، حتى في مجال حق العودة وتبادل الأراضي وإبقاء الكتل الاستيطانية، ويتركز في البناء في الأحياء اليهودية في القدس".

 

إلى ذلك، تعمل الخارجية الإسرائيلية في الشهور الأخيرة على وضع تقرير بشأن الإعلان المرتقب في أيلول/ سبتمبر عن الدولة الفلسطينية. وبحسب "يديعوت أحرونوت" فإنه بالرغم من أن التقرير سري، إلا أن التحليل السياسي يشير إلى أن نشاط أبو مازن للاعتراف بالدولة يخلق سقف توقعات عاليا جدا لدى الشعب الفلسطيني، الأمر الذي قد يؤدي إلى "انفجار" على الأرض عندما يدرك الفلسطينيون أن الواقع لم يتغير، وأنه ربما ازداد سوءا".

 

كما كتب في الوثيقة أن "أبو مازن يعمل ويواصل العمل في هذا الاتجاه بشكل صارم، وهو ليس معنيا بالتسوية أو بالمفاوضات مع إسرائيل، رغم أنه يعتقد أن قرارا من جانب واحد من الأمم المتحدة سوف يؤدي إلى مواجهات بين إسرائيل والفلسطينيين، وتقل احتمالات إقامة دولة فلسطينية فعلية على الأرض أو تؤجل ذلك لفترة طويلة".