خبر حدود ناقصة الدفاع- هآرتس

الساعة 08:17 ص|22 مايو 2011

حدود ناقصة الدفاع- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

الكثير من الكلمات المنشودة قيلت في نهاية الاسبوع. من خطاب الرئيس اوباما الذي حيّا الثورات المدنية في الشرق الاوسط ورسم صيغة الخطوة السياسية المناسبة لحل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني وحتى الامنية غير المتحفظة لرئيس الوزراء نتنياهو في السلام حسب شروطه. ولكن الكلام لم ينجح في ان يبني جسرا من التوافق بين اسرائيل والولايات المتحدة لدرجة انه من الصعب القول أي الخلافات أكبر: ذاك الذي بين اسرائيل والفلسطينيين ام ذاك الذين بين اسرائيل والولايات المتحدة.

        لا شك أيهما هو أكثر خطرا على اسرائيل. قرار نتنياهو السير باسرائيل في مسار الصدام مع اوباما لا يؤدي فقط الى طريق مسدود – بل من شأنه ان يحرمها من السور الواقي الوحيد المتبقي لها، والتضحية بمستقبلها على مذبح ايديولوجيا متهالكة ونزعة قومية متطرفة عديمة الكوابح.

        نتنياهو يكذب للجمهور في اسرائيل ويخدع الادارة الامريكية حين يعرض الحدود الحالية لاسرائيل كحدود قابلة للدفاع. احتلال الضفة الغربية، زرع المزيد من المستوطنات على التلال القفراء، السيطرة على غور الاردن أو بناء الاف الشقق في شرقي القدس لا تصرف التهديد الايراني، لا تمنع نار القسام من غزة ولا تصد استعداد حزب الله لاطلاق الصواريخ على اسرائيل.

        الحدود بحد ذاتها ليست ضمانة للامن. الحدود المعترف بها من الاسرة الدولية هي التي تمنح الشرعية للدولة الراغبة في حماية سيادتها. ليس لاسرائيل حدود معترف بها كهذه، فالمزيد والمزيد من الدول تجد صعوبة في الدفاع عن موقفها الساعي الى الاقناع بان الاحتلال هو وسيلة دفاع.

        الخطر الحقيقي على اسرائيل ليس فقط في أزمة العلاقات مع الولايات المتحدة ومع معظم الدول الاوروبية بل في ذر الرماد في العيون الذي يحاول نتنياهو تسويقه للجمهور الاسرائيلي. وحسب هذه السياسة، فان الاصرار على ثوابت الشعارات الوطنية يمكنه أن يحل محل الحل السياسي. وبالتأكيد بالقدر المناسب من المناورات والخطابات المصوغة جيدا من أجل  الاجتياز بنجاة في الحدود الحالية لولاية اوباما. هذه الاستراتيجية تجعل نتنياهو تهديدا حقيقيا على أمن ومستقبل اسرائيل.