خبر 8 ملاحظات على خطاب واحد -يديعوت

الساعة 08:15 ص|22 مايو 2011

8 ملاحظات على خطاب واحد -يديعوت

كانت أزمنة في أمريكا

بقلم: ايتان هابر

1. "ما الذي يجعله يقفز". لا يوجد تقريبا أي جديد في أقوال الرئيس الامريكي عن الشرق الاوسط في نهاية الاسبوع الماضي. مصدر مشاكلنا الان هو رد الفعل الفوري، الاولي، الحماسي، الفزع، لمكتب رئيس الوزراء، بعد دقائق قليلة من الخطاب. وبدلا من ضبط النفس، التفكير بعناية، فحص وتحليل كل كلمة وما يختبىء وراءها، اختاروا في القدس اطلاق صرخة كبرى وتوبيخ الرئيس الامريكي: "رئيس الوزراء يتوقع... دولة فلسطينية لا يمكنها أن تأتي... اسرائيل لن تنسحب من خطوط 67، التي هي غير قابلة للدفاع".

مفهومة الرغبة في الرد الفوري، لوضع هذا الوقح، باراك اوباما، في مكانه. غير أن في هذه الحالة كان صحيحا عدم الرد باسلوب يجر السؤال: "ما الذي يجعله يقفز". كيف نعرف؟ هاكم الفلسطينيين. كيف ردوا رسميا؟ "سنفكر، سنتشاور مع الدول العربية وبعد ذلك نرد". لديهم وقت. وعن ذلك يمكن أن نقول ما يقوله الشارع دون نية الاهانة: "في الزمن الاخير صار اليهود عربا، والعرب صاروا يهودا".

2. كل شيء على الطاولة: منذ نهاية حرب الايام الستة، ومنذ، على الاقل، اللقاء في تكساس، للرئيس الامريكي ليندون جونسون ورئيس الوزراء الاسرائيلي ليفي اشكول، يعرف رئيس الوزراء في اسرائيل، كل رئيس وزراء، من كل حزب، موقف الولايات المتحدة: لن يكون اعتراف امريكي بالاحتلال/التحرير للمناطق في يهودا، السامرة، قطاع غزة وهضبة الجولان، ولن يكون اعتراف امريكي بالقدس كعاصمة دولة اسرائيل. اوباما، في خطابه، كرر موقف الولايات المتحدة في كل الازمنة. لم يكن جديد في مواقفه، بخلاف ان هذه المرة كل شيء وضع على الطاولة. على أي حال في الليل، في اللحظة التي يشد فيها اللحاف الى رأسه، يسأل بنيامين نتنياهو نفسه: "لماذا ينبغي لهذا أن يحصل بالذات في ورديتي؟" والجواب بسيط: لان هذا كان يجب أن يحصل.

3. "الزمبيشيون": كما أسلفنا، لا جديد في المواقف الامريكية، غير أنه على مدى سنوات جيل اعتقد زعماء دولة اسرائيل بان الامريكيين سذج، يغضون النظر، يغمزون – و "الزمبيشيون"، على اسم أول وأبرز المستوطنين من غوش ايمونيم، زئيف حفير (زمبيش)، سيواصلون "عنزة اخرى، ودونم آخر". وكانت الفرضية أن في النهاية امريكا ستتجلد، تتعاون، ولن تقول كلمة. وبالفعل، مع أن كل رؤساء الولايات المتحدة ردوا، قالوا، وحذروا ولكن، بحق الجحيم، براك اوباما ليس مثل الجميع. اخس.

4. درس أول: رئيس الوزراء في اسرائيل، كل رئيس وزراء، يجلس على الكرسي في المكتب في القدس ويحصل فورا على درسين أولين: الاول هو عن مواضيع الصمت فيها جميل، والثاني هو عن حجوم الدعم الامريكي لاسرائيل – عسكريا، سياسيا واقتصاديا. لا يوجد رئيس وزراء لا يذهل من التفاصيل. وستكون هذه مجرد مبالغة صغيرة القول انه بدون أمريكا يمكننا أن نبدأ بالدخول الى قمة متسادا، ليس قبل أن نقيم هنا من جديد سبارتا.

5. كانت ازمنة: لا يصدق. كان ذات مرة رؤساء وزراء في اسرائيل حظوا بمكالمات هاتفية من رؤساء امريكيين سألوا: أنا أوشك على القاء خطاب بعد غد في لويزيانا. وبودي أن اقول شيئا ما عن دولة اسرائيل، عن حكومتك، عنك؟ يا للشوق.

6. لكل المشتاقين: لاولئك المقتنعين بانه كان ذات مرة رؤساء وزراء في اسرائيل، مناحيم بيغن مثلا، ممن وقفوا بحزم عند استقلالهم وغضبوا – صرخوا على رئيس امريكي: "نحن لسنا فاسيليكم! (خدمتكم)". وها هي حقائق تاريخية لانعاش الذاكرة: مناحيم بيغن العظيم هو أيضا تراجع وأخلى كل سنتيمتر في سيناء وطابا وبتحات رفيح، بعد أن وعد بـ "رزم الحقائب" والعودة الى اسرائيل اذا ما أمروه باخلاء مستوطنات بل ووعد أيضا بالسكن في ناءوت سيناي بعد اعتزاله منصبه كرئيس للوزراء. حسنا، قال.

7. نحن كمشروع: يخيل أن احدى مشاكلنا العسيرة في الاعلام في هذه اللحظة هي أن الامريكيين، ربما باستثناء اليهود، يرون المناطق كمشروع آخر، شيء ما من المال والحركة: اعصار كاترينا كلف 200 مليار دولار؟ حركوا مئات الاف الاشخاص من مكان الى مكان؟ في الولايات المتحدة الناس يقتلعون وينزحون من شاطىء الى شاطىء من أجل علاوة 50 دولار على الراتب، إذن ما المشكلة عندكم، أنتم الاسرائيليين؟

8. السكر وليس بالخمر: نتنياهو يوشك على القاء خطاب هذا الاسبوع في الكونغرس الامريكي وفي مؤتمر ايباك. هذان الموقفان مثيران جدا للانطباع. التصفيق سيمزق السقوف. ينبغي للمرء أن يكون ذا طبيعة قوية على نحو خاص كي لا يسكر منها، ويتذكر ما قاله ذات مرة شمعون بيرس في سياقات اخرى: "مثل العطر، حسن أن تشمه، لا ان تشربه لا سمح الله".