خبر هيكل في الأهرام: ليس لدي ما أقوله عن ثروة مبارك وتأجيل الانتخابات ضرورة

الساعة 03:34 م|21 مايو 2011

هيكل في الأهرام: ليس لدي ما أقوله عن ثروة مبارك وتأجيل الانتخابات ضرورة

فلسطين اليوم- غزة

قال الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل إنه ليس لديه جديد أو ما يقوله فيما يخص ثروة الرئيس السابق محمد حسني مبارك، وأضاف هيكل في لقاء بصحفيي مؤسسة الأهرام، سأذهب للتحقيق احتراما لمؤسسة القانون، ولرجالها.

 

وكان هيكل الذي عمل رئيسا لتحرير الأهرام بين عامي 1957 و1974 قد أدلى بحوار للأهرام أجراه معه لبيب السباعي رئيس مجلس إدارة الأهرام، ونشر على ثلاث حلقات، أيام 13و15و17 مايو الجاري، وتطرق فيه للحديث عن ثروة الرئيس السابق.

 

وعلى إثر نشر الحديث أرسل جهاز الكسب غير المشروع، استدعاء لهيكل وهو وزير سابق، لسماع شهادته حول ثروة الرئيس السابق، وسوف يتم ذلك يوم الاثنين القادم.

وقال هيكل إن المجلس العسكري ومؤسسات أخرى فوجئت بما حدث في 25 يناير، وأن نتائج الثورة والتغيير الذي حدث كان مفاجئا للجميع واعتبر أنه من الصعب الالتزام بالمواعيد المعلنة للانتخابات البرلمانية أو الرئاسية، وأن المسألة تحتاج نقاشا أكبر وأن الأهرام يجب أن تشارك في هذا النقاش بجدية.

 

وانتقد هيكل الذي عرف بمعارضته لنظام الرئيس السابق حسني مبارك بعض ما يكتب عن مبارك، قائلا إنه غير موافق على كثير مما يكتب، كما انتقد حذف اسم مبارك من كتب التاريخ، قائلا إن 30 عاما من تاريخ مصر لا يمكن لأحد أن يحذفها بسهولة، وأن هذا تقليد فرعوني أن يمحو كل فرعون اسم من قبله من المعابد.

 

ولم يتحدث هيكل في الشئون السياسية، كثيرا كونه جاء للأهرام صديقا ومتشوقا للقاء شباب الأهرام الذين حالت ظروف سابقة دون لقائهم حتى لا يساء فهمه، كما قال.

وقد استمر لقاء هيكل بصحفيي الأهرام نحو ساعة ونصف بحضور لبيب السباعي رئيس مجلس الإدارة وعبدالعظيم حماد رئيس التحرير، وبحضور الشاعر الكبير فاروق جويدة، وعدد من قدامى الصحفيين في الأهرام.

 

وأشاد هيكل بقيادات الأهرام المتعاقبة، قائلا إن كل من جاء في هذه المؤسسة بذل جهدا قدر ما استطاع، وأن الجميع قد أدرك أنه أمام كيان أكبر سوف يبقى، مع تغير الأشخاص.

 

وقال هيكل الملقب بـ"الأستاذ" إن الظروف ليست مسئولية أحد، ولكنها مسئولية وضع عام.

ووصف هيكل الذي التقى مئات من صحفيي الأهرام، في قاعة تحمل اسمه، فترة ابتعاده عن الأهرام بأنها لم تكن قطيعة أو فراق وأن السياسة أوجدت مسافة كبيرة، جدا لكن الجسور المعنوية الظاهرة وغير الظاهرة كانت ممتدة، واستشهد بأن الأهرام برئاسة إبراهيم نافع نشر له كتابا وأن الأهرام برئاسة عبدالمنعم سعيد أطلق اسمه على قاعة الدور الأول في المبنى الرئيسي.

 

ووصف هيكل الذي يعتبر أعلى الكتاب العرب أجرا، وضع الصحافة المصرية بالمفزع، وقال إن هناك مشاكل تواجه الصحافة القومية والخاصة، لكنه رأى أن إعلام الكلمة المطبوعة ستظل له اليد العليا، في منطقة تقدس الحرف المطبوع، حتى مع تفهمه لمطالب إفساح المجال للصحافة الإلكترونية.

 

ولخص هيكل الذي ترك الأهرام بعد خلاف مع الرئيس الأسبق أنور السادات مهمة الصحافة في الإعلام والتعليم والترفيه، وقال إن الفضائيات تتفوق بما لا يدع مجالا للشك في مهمة الترفيه، لكنه فرق بين الحدث والخبر، وشرح: الخبر ينطوي على شئ أكبر من الحدث، لأنه يتضمن الذهاب بالعمق والتحليل والتفكير والتعليق إلى حيث لا تستطيع الكاميرا.

 

ولفت هيكل الذي كان مستشارا للرئيسين جمال عبدالناصر وأنور السادات إلى أنه لا يحبذ كثرة أعمدة الرأي في الأهرام وأن مستقبل الأهرام مرهون بالخبر وتحليله والغوص فيه، ويجئ الرأي بعد ذلك، على أن يكون المقال مرتكزا على قاعدة الخبر.

وطالب هيكل أن يتم التجديد في الأهرام الذي تأسس سنة 1875 ببطء وليس بطريقة العمليات الجراحية.

 

ورد هيكل على أسئلة عدد من صحفيي الأهرام وأشار إلى أن مستقبل مصر مرهون بثلاثة اتجاهات تمثل منظومة عمل الدولة المصرية في المستقبل، وهي إقرار العدل الاجتماعي، والتنمية، وأن تكون مصر موصولة بالعالم العربي، وأن تكون فاعلة في الساحة الدولية.

 

وعن أوضاع الصحفيين ذكر هيكل الحاضرين بأنه عمل لمدة 30 سنة في المؤسسات الصحفية ولمدة 37 سنة خارج إطار الغطاء المؤسسي، لكن راتبه من الأهرام بلغ 416 جنيها في الشهر، ويصل بعد الخصومات إلى 262 وأن دخله الأساسي كان من إعادة نشر مقالاته في الدول العربية، وأن دخله زاد بعد أن ترك الأهرام، وأنه عاش مرحلة تألق مهني من خلال نشر كتبه في العالم.

 

ولفت هيكل أن ملكية وسائل الإعلام تحتاج إلى حديث متعمق وأن صيغة التأميم، كان لها عيوب، كما أن دخول رأس المال للصحافة أنهى استقلاليتها، وقال إنه عرف شخصين فقط استطاعا باحترافية أن يفصلا بين الإدارة والتحرير، وهما السيدة رينيه تكلا رئيس مجلس إدارة الأهرام في خمسينيات القرن الماضي، عندما بدأ هيكل نفسه عمله كرئيس للتحرير، والثاني هو دينيس هاميلتون مالك صحيفة "التايمز" البريطانية، عندما كان رئيس تحريرها روني طومسون.

 

وشدد هيكل الذي كان مقربا من السلطة وقت تأميم الصحافة في ستينيات القرن العشرين، أن الاستقلالية بالدرجة الأولى أن لا تكون محتاجا، حتى تستطيع أن تكون مستقلا من الناحية السياسية والفكرية.