خبر أيلول المتآكل..يالله فلسطين-يديعوت

الساعة 08:17 ص|19 مايو 2011

أيلول المتآكل..يالله فلسطين-يديعوت

بقلم: يونتان يفين

عفوا على السذاجة، ولكن ماذا اذا كان الفلسطينيون يقولون فقط "ايلول" ولا يقصدون ذلك حقا؟ بمعنى، ماذا اذا كانوا قد تمكنوا من أن يتعلموا حيلة او اثنتين من العدو الصهيوني الوحشي وهذا التعهد التعسفي الغريب بالاعتراف بعد نحو اربعة اشهر هو مجرد تلاعب في العينين؟ أوليس من المجدي لنا أن نأخذ بالحسبان بانهم سيعلنون عن الدولة قبل أو بعد أيلول، بل وربما يتنازلون عن الاعلان تماما؟ إذ ان هناك أيضا امكانية أن يكونوا مجرد يستخدمونه، كتهديد يلوح به، نوع من "فلسطينا بلوف" (على نمط اسرائيل بلوف - أي الخدعة الاسرائيلية).

        قبل أيلول غير مجدي لهم. مثل هذا الاعلان سيصبح بحكم الامر الواقع اعلان حرب على اسرائيل لانه يساوي اعلانا عن تصفية الحوار واحتمال الاتفاق الذي اساسه في الحل الوسط. معنى الاعلان بعد ايلول، بالمقابل، هو أنه في هذه الجولة من اللعبة الصغيرة والمضنية فاز أبو مازن. والجائزة الكبرى: انجاز ما. اسرائيل تجمد البناء أو تدفع بالبضائع أو شيء كهذا، وبالمقابل تحظى بتمديد لبضعة اشهر.

        يسأل السيد اسرائيلي على الفور: ولكن ماذا يهمنا، في واقع الامر، ان يعلنوا عن دولة فلسطينية؟ ماذا يقدمه هذا لنا وماذا يلزمنا به؟ فمثل هذه الدولة لن تقر تلقائيا في الامم المتحدة، وبالتأكيد توجد امكانية في أن تطير، تحت ضغط امريكي شديد من النافذة مثل بالون نفد منه الهواء. بل لعله من المجدي لاسرائيل تشجيع الاعلان، وعندها العمل بقوة أكبر على أفشاله في الامم المتحدة. سنوات ستمر الى أن ينتعش الفلسطينيون من مثل هذه الهزيمة.

        فضلا عن ذلك، ماذا ستضمن الرشوة التي سندفعها للفلسطينيين كي يمتنعوا عن الاعلان في ايلول؟ ماذا يضمن لنا أن بعد نصف سنة أو سنة من ذلك يستيقظ هذا المارد مرة اخرى من غفوته كي يحقق لابو مازن بعضا آخر من امنياته؟ فأحد لا يعرض الاعلان عن دولة كخطوة مثالية، هدفها بناء وطن قومي لمبعدي 48 و 67. هذه كانت وهي الان وستكون دوما نوعا من الحيلة، التهديد الغامض الذي يلوحون به المرة تلو الاخرى أمام عيون اسرائيل المفزوعة، وتنتهي بكلمة "القدس" المقلقة.

        ولماذا نفزع نحن، في واقع الحال؟ فهل المارد فظيع بهذا القدر؟ لنفترض ان التصويت في الامم المتحدة نجح، واستيقظنا لفجر فلسطين الجديدة. الى الامام، فلنراهم يتصرفون كدولة. لنرَ حكومتهم توفر لمواطنيها ما نوفره لهم لانهم ليسوا دولة (وعلى رأس ذلك البنى التحتية الاساسية). لنراهم ينتجون ديمقراطية مرتبة، عملة محلية لا تنهار فورا، مثل كل اقتصادهم الفاسد منذ مهده. لنراهم يطلقون علينا قذائف الهاون – وفي واقع الحال يعلنون حربا.

        انهم يعتقدون أن الدولة هي نزهة، شيء رائع، محبوب، الحل لكل مشاكلهم ولكن مقابل كل مشكلة تأتي الى حلها باقامة فلسطين ستنشأ ثلاثة غيرها، أكبر بعدة أضعاف.

        من جهة اخرى، لنراهم يتخلون عن سبل الحرب ويبنون دولة. لنراهم يصبحون مع السنين جيرانا طيبين. لنرانا، نحن مع جوازات سفر في نوادي رام الله وعلى شواطىء غزة. لنراهم، مع جوازات سفر يزورون يافا، حيفا والقدس – مثلما نزور نحن برلين ووارسو.

        أنا اقول: يالله، فلسطين، مرحبا وتحية.