خبر اقتربت نهاية إسرائيل ..د. محمد مورو

الساعة 02:18 م|18 مايو 2011

اقتربت نهاية إسرائيل  ..د. محمد مورو

 

أزعم أنني كنت أول من دعا إلى تحرير فلسطين عن طريق المسيرات المليونيَّة السلميَّة على حدود فلسطين المحتلَّة، في مصر والأردن وسوريا ولبنان، وذلك بتجميع عدة ملايين من اللاجئين الفلسطينيين وعشرات الملايين من العرب، ومئات الملايين من المسلمين، بالإضافة إلى أحرار العالم، الذين يرون أن القضاء على إسرائيل طريق لحريَّة العالم كله، باعتبارها رأس الحربة في المشروع الاستعماري الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وبديهي أن ذلك واجب على الفلسطينيين اللاجئين باعتباره حقًّا لهم، من واجبهم النضال من أجله، وكذا بالنسبة للعرب فهو واجب قومي وديني، وبالنسبة للمسلمين فهو واجب ديني وقد دعوت إلى ذلك في عددٍ من المقالات بعنوان وصفة لتحرير فلسطين، نشرت في أحد المواقع الإلكترونيَّة منذ عامين على الأقل، ونقلت إلى عشرات المواقع الإلكترونيَّة على نطاق واسع، ومن يريد أن يتحقق من ذلك فعليه كتابة "وصفة لتحرير فلسطين" على أحد مواقع البحث "جوجل مثلًا" وسوف يراها بنفسه على عشرات المواقع، وكذا في أكثر من قناة تليفزيونيَّة وفضائيَّة مصريَّة وعربيَّة، وهذه اللقاءات بدورها موجودة على مواقع اليوتيوب وغيرها، أكثر من هذا أنني كتبت نفس الكلام في كتاب بعنوان "الشرق الأوسط الجديد، الشعوب في مواجهة أمريكا"، وقد صدر هذا الكتاب في عام 2005، ورقم إيداعه موجود عليه وهو 14660 / 2005، صـ 165 والكتاب من منشورات جزيرة الورد، فضلًا عن كتابة هذا المفهوم والدعوة في عدد من الصحف الورقيَّة والمجلات الدوريَّة.

 

والحقيقة أن ذلك يتفق مع مفهوم الآية الكريمة "وَقَضَيْنَا إلى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا{4} فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عليكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا{5}" الإسراء، وكنت ولا زلت أرى أننا في الوعد الأول، لأنه لم يحدثْ من قبلُ فساد وعلوّ إسرائيل، نعم كان هناك علوّ إسرائيلي أيام سيدنا سليمان عليه السلام، ولكنه لم يكن مصحوبًا بفساد، وبالتالي فالإفساد والعلو هذا هو الأول من نوعه في تاريخ بني إسرائيل، ومن ثم فإن الآيات تتحدث عن إنهاء هذا الفساد والعلو عن طريق "جاسوا" أي مشوا، أي بالمظاهرات والمسيرات المليونيَّة، وكان يمنع هذا وجود حكومات عربيَّة مستبدَّة تمنع زحف الجماهير، ولكن الآن بعد الثورات العربيَّة الشعبيَّة التي عرفت طريق النصر عن طريق التظاهرات السلميَّة المليونيَّة، فإن الأمر ممكن جدًّا، ولو تَمَّ تحريك الملايين باتجاه فلسطين سلمًا، فإن ذلك سيُعطي رسالة لبني إسرائيل في فلسطين، بأنه لا مستقبل لهم، ومن ثَمَّ تحدث هجرة مضادَّة من فلسطين، ومع تكرار هذه المسيرات المليونيَّة، سوف يصل الأمر في النهاية إلى دخول فلسطين سلمًا وتحريرها، وتحقيق النبوءة القرآنيَّة الكريمة.

 

إنني أثق ثقةً مطلقةً أن وعد الله حق، والقرآن الكريم هو معجزة خالدة إلى يوم القيامة، وأن تحرير فلسطين سيكون قريبًا إن شاء الله، وبهذه المناسبة فإني أدعو كل الحركات الإسلاميَّة التي تناضل ضدّ حكومات عميلة أو فاسدة، أن تتخلَّى عن العنف – إلا في مواجهة الغزو الأجنبي – وأن تستخدم الطريق الذي ثبت أنه صحيح، وهو طريق النضال السلمي، عن طريق المسيرات المليونيَّة، بل كذلك أدعو كوادر وقيادات تنظيم القاعدة، إلى عدم تنفيذ أي عمليات عنف ضد الشعوب العربيَّة أو الإسلاميَّة أو حتى الشعوب الأوروبيَّة والأمريكيَّة، والصبر على ما فعله الأمريكان بالبطل الشهيد أسامة بن لادن، لأن طريق النضال السلمي، اكتسب مشروعيَّة دوليَّة وشعبيَّة في كل أنحاء العالم، ولا يجب أن نسيء إلى تلك المشروعيَّة، وأن نسير في الطريق الذي ثبتت صحته، والله تعالى أعلم.