خبر أسباب دفعت نتنياهو لتسريب خطاب أوباما قبل إلقاءه

الساعة 04:32 ص|18 مايو 2011

أسباب دفعت نتنياهو لتسريب خطاب أوباما قبل إلقاءه

فلسطين اليوم-وكالات

على الرغم من نفي مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه سرب ما لديه من معلومات حول خطاب الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أكدت مصادر إعلامية ذات صلة، أن المعلومات الوحيدة المتوافرة في إسرائيل حول مضمون الخطاب هي تلك التي عرضت على رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الحالي، يعقوب درور، ورئيس المجلس السابق، عوزي أراد، في إطار التنسيق بين البلدين لكي «لا يفاجأ أحد بها».

وادعى درور أنه لم يطلع خلال زيارته الأخيرة على نص الخطاب وأنه لا يعرف حتى الآن ما سيحتويه. وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية قد نشرت على صدر صفحتها الأولى خبرا عن مضمون الخطاب، قائلة إن درور وأراد حاولا إقناع الإدارة بتغيير بعض ما يرد فيه وخصوصا قوله إن «المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية غير شرعية». وعندما فشلا في ذلك تم تسريب مضمون الخطاب لكي يمارس آخرون في واشنطن الضغوط الداخلية عليه.

وحسب الصحيفة، فإن صيغة الخطاب لم تنته بعد، وقد تتغير أمور عديدة فيه، ولكن جوهره يتحدث عن النقاط التالية: الدعوة إلى مفاوضات مباشرة بلا تأخير، مطالبة إسرائيل بالانسحاب إلى الحدود ما قبل احتلال عام 1967 مع التعديلات الحدودية التي يتم الاتفاق عليها خلال المفاوضات بين الطرفين، الاعتراض على توجه منظمة التحرير الفلسطينية إلى الأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) القادم، تكون القدس عاصمة للدولتين، على أساس أن الأحياء الفلسطينية تكون جزءا من فلسطين، في حين تكون الأحياء الاستيطانية جزءا من إسرائيل.

وقالت الصحيفة إن الأميركيين خططوا بهذا الخطاب أن يخفضوا سقف توقعات الطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني. ونقلت على لسان الناطق باسم الخارجية الأميركية، مارك تونر، قوله إن الإدارة الأميركية ليست متشائمة جدا، ولكن هناك تحديات كبيرة في «عملية السلام». فالخلاف بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية يمكن حله بالمفاوضات المباشرة التي تبقى الهدف النهائي بالنسبة للولايات المتحدة.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، وفي ضوء الانتقادات الحادة له في الكنيست (البرلمان) ووسائل الإعلام، قد وافق على إلقاء خطاب في إسرائيل يتضمن أفكاره في عملية السلام، قبل أن يلقي خطابه المنتظر أمام الجلسة المشتركة لمجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس الأميركي. فحمل، في هذا الخطاب، الليلة قبل الماضية، مسؤولية الجمود السياسي إلى الفلسطينيين، وقال إنه سيوافق على إجراء مفاوضات فقط في حال اعترفت حركة حماس بإسرائيل، واعترفت الدولة الفلسطينية العتيدة بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي، ونبذت الإرهاب ووافقت على ترتيبات أمنية تضمن أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح وقوات إسرائيلية مرابطة على أرض هذه الدولة، في الجهة الغربية من نهر الأردن. ووضع شرطا أن تكون القدس موحدة تحت السيادة الإسرائيلية، وألا تكون عودة أي لاجئ فلسطيني إلى تخوم إسرائيل. ورأى المراقبون الإسرائيليون أن نتنياهو ألقى خطابا يمينيا لا يرضي الفلسطينيين، ولكنه يحتوي على مواقف جديدة في اليمين الإسرائيلي قد تثير اهتمام الغرب، خصوصا في الولايات المتحدة، ولكنها في الوقت ذاته، ستثير ضده رفاقه في معسكر اليمين وفي صفوف المستوطنين.

ونشرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أمس، استعراضا «موضوعيا» للخطاب قالت فيه إنه تضمن شرطا بالوجود العسكري الإسرائيلي على طول نهر الأردن، في حين لم يتطرق إلى الحفاظ على المستوطنات الإسرائيلية في الأغوار، مما يعني أنه لأول مرة يتنازل عن هذه المستوطنات. وأنه تضمن إبقاء الكتل الاستيطانية تحت السيادة الإسرائيلية، في حين لم يلتزم الحفاظ على المستوطنات المنعزلة في الضفة الغربية.

وتناولت الصحيفة النقاط الأساسية الست التي جاءت في خطاب نتنياهو، على رأسها مطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي. وهو ما اعتبرته الصحيفة ضمن الحل الدائم وليس شرطا مسبقا، يعني بالنسبة لنتنياهو الاعتراف بحق اليهود في العيش في المنطقة كدولة سيادية.

أما البند الثاني، فهو أن الاتفاق يجب أن يؤدي إلى إنهاء الصراع وانتهاء المطالب الفلسطينية من إسرائيل، والذي اعتبرته الصحيفة «إنهاء كافة الخلافات، وعدم مطالبة إسرائيل بتنازلات أخرى». ونص البند الثالث على أن قضية اللاجئين يجب أن تحل خارج حدود إسرائيل، الأمر الذي يعني منع عودة اللاجئين إلى البلدات التي هجروا منها عام النكبة. وبحسب البند الرابع، فإن «دولة فلسطينية منزوعة السلاح تقام بموجب اتفاق سلام لا يمس بأمن إسرائيل، ويتضمن وجودا إسرائيليا في الأغوار». واعتبرت الصحيفة أن القصد يعني وجودا عسكريا، في حين سيتم إخلاء المستوطنات في الأغوار. واعتبرت الصحيفة أن البند الخامس الذي تضمن إبقاء الكتل الاستيطانية تحت السيادة الإسرائيلية، يعني إخلاء المستوطنات المنعزلة في الضفة الغربية. ولفتت الصحيفة إلى أن البند السادس الذي تضمن «إبقاء القدس الموحدة عاصمة إسرائيل»، لا يتضمن كيف سيتعامل نتنياهو مع الفلسطينيين المقدسيين والحرم الشريف.

في المقابل، أبرزت «معاريف» ما سمته الاقتراح الجديد للسلطة الفلسطينية، الذي يتضمن موافقة السلطة على تأجيل الإعلان من جانب واحد عن دولة مستقلة في حال وافق نتنياهو على تجميد الاستيطان لمدة 3 أشهر، والبدء بمفاوضات على أساس حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967. وربطت الصحيفة بين ما يعرضه نتنياهو ورسالة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق أرييل شارون. فكتبت أن نتنياهو تبنى عمليا المسار الذي عرضه بوش والذي تضمن أن الحدود النهائية بين إسرائيل وفلسطين يجب أن تأخذ بعين الحسبان التجمعات السكانية اليهودية في الضفة الغربية - الكتل الاستيطانية.

ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن أهم ما في خطاب نتنياهو أنه يتضمن ما يطالب به المجتمع الدولي منه، ألا وهو الموافقة على إجراء مفاوضات على أساس حدود الرابع من يونيو مع تبادل أراض.

إلى ذلك، رفضت السلطة الفلسطينية ما جاء في خطاب نتنياهو حول عملية السلام، قائلة إنه بمثابة شروط غير مقبولة. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، في بيان «إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي هي بمثابة شروط مسبقة غير مقبولة ومرفوضة، لأن السلام يتطلب أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وحل كافة قضايا المرحلة النهائية على طاولة المفاوضات، ووفق الشرعية الدولية وخطة خارطة الطريق».

ودفع خطاب نتنياهو الفلسطينيين خطوة أخرى نحو الذهاب إلى مجلس الأمن، حسب ما قالت مصادر لـ«الشرق الاوسط». وكان رئيس السلطة محمود عباس أكد مجددا نية السلطة الفلسطينية التوجه إلى الأمم المتحدة في سبتمبر القادم، قائلا إنها ليست مجرد خدعة وإنما لضمان حقوق الشعب الفلسطيني القانونية، وبما يسمح لاحقا بملاحقة إسرائيل بشكل قانوني.

وقالت مصادر لـ«الشرق الاوسط » إن السلطة ستنتظر موقف رئيس الولايات المتحدة وفعله، قبل أن تقرر نهائيا الذهاب إلى مجلس الأمن لطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينينة.