خبر لم نجتز أي حدود- هآرتس

الساعة 08:16 ص|17 مايو 2011

لم نجتز أي حدود- هآرتس

بقلم: جدعون بيغر

أول أمس، 15 أيار – يوم النكبة بتعبير العرب – بشرتنا وسائل الاعلام بأن مواطنين سوريين اجتازوا حدود اسرائيل في هضبة الجولان، بل إن رئيس الوزراء أعلن عن ذلك بدراماتيكية. وأضاف لاعلانه وعدا احتفاليا بأن اسرائيل تحافظ على حدودها.

الحدث يطرح السؤال هل توجد لاسرائيل حدود مع سوريا في هضبة الجولان. ظاهرا الجواب واضح وبسيط، أما عمليا فليس الحال هكذا. الحدود الدولية هي حدود تتحقق بالتوافق بين الكيانين السياسيين اللذين يتواجدان على جانبيها. في بعض الحالات هذا الخط ينشأ في أعقاب مفاوضات مباشرة، ولكن توجد حالات اخرى. حدود اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية قررتها الدول المنتصرة، وافريقيا قُسمت بين القوى العظمى الاوروبية في القرن التاسع عشر. بعض الدول التي تقررت حدودها بهذا الشكل شككت بمكان الترسيم، ولكنها في النهاية قبلت خط الحدود التي أصبحت حدودا دولية.

هنا وهناك لا تزال توجد نزاعات محلية بين الدول على المكان الدقيق لخط الحدود. ومؤخرا فقط اندلعت نزاعات كهذه في وسط امريكا – بين نيغاراغوا وكوستريكا – وفي شرق آسيا – بين كمبوديا وتايلاند. في هذه الحالات، مجرد وجود خط الحدود مقبول من الطرفين وفقط مكانه الدقيق ليس متفقا عليه نهائيا.

اسرائيل هي دولة استثنائية. لانه لا توجد لها حدود دولية متفق عليها مع كل جيرانها – ولا سيما ليس مع لبنان وسوريا. بين اسرائيل ولبنان يفصل اليوم خط يُسمى "خط انسحاب قوات الجيش الاسرائيلي"، والذي تحقق توافق عليه في أيار 2000 بين اسرائيل والامم المتحدة. ويتخذ هذا الخط اللون الأزرق. وهو يتطابق في جزء منه مع خط الحدود الدولية التي تقررت بين حكومتي بريطانيا وفرنسا في 1923. أما اليوم، عمليا، فلا يوجد خط حدود بين اسرائيل ولبنان.

الوضع على الحدود مع سوريا أكثر تعقيدا. في 1923 تقرر خط حدود دولي بين بلاد اسرائيل الانتدابية وبين سوريا، والتي كانت بسيطرة فرنسا. وبقي هذا الخط حتى حرب الانبعاث. في اتفاق الهدنة نشأ على الارض خط، اتخذ اللون الاخضر على الخريطة. بعضه يوجد غربي خط الحدود الدولية. كان هذا خط الهدنة والاراضي التي بيد اسرائيل بينه وبين خط الحدود الدولية كانت مجردة من السلاح. حرب الايام الستة ألغت هذه الخطوط ونشأ على الارض "خط وقف النار". هذا الخط تغير بعد حرب يوم الغفران. في 1974، بمساعدة الامم المتحدة، نشأ "خط فصل القوات". عمليا يدور الحديث عن خطين، يحددان مناطق السيطرة العسكرية لكل طرف. بعد سنوات من ذلك تقرر هذا الخط، الذي يتخذ في الخرائط اللون الليلكي، اتخذت حكومة اسرائيل قرارا من جانب واحد يقضي بأن الارض التي احتفظ بها الجيش الاسرائيلي ضُمت الى اسرائيل. في أعقاب ذاك القرار تقرر أن الخط في هضبة الجولان هو خط حدود اسرائيل.

هذا هو الخط الذي اجتازه السوريون هذا الاسبوع. وحسب كل معيار دولي، فليس هذا خط الحدود بين اسرائيل وسوريا. لا يزال مطلوبا اتفاق رسمي بين اسرائيل وسوريا ينشأ عنه خط الحدود الدولية، مثلما هي خطوط الحدود بين اسرائيل ومصر وبينها وبين الاردن نشأت كجزء من اتفاقات السلام بين الدولتين.

وعليه، فقد تسلل السوريون أول أمس الى ارض تحتجزها دولة اسرائيل ولكنهم لم يجتازوا حدود اسرائيل. وكذا الفلسطينيون من غزة لم يحاولوا اجتياز حدود اسرائيل في الجنوب، بل مروا عبر خط الهدنة الذي أُعيدت المصادقة عليه في اتفاقات اوسلو، ولكنه لم يتقرر أبدا كخط حدود بين اسرائيل وأي جار في جنوبي البلاد.