خبر فشل إسرائيلي- معاريف

الساعة 08:16 ص|17 مايو 2011

فشل إسرائيلي- معاريف

بقلم: ايلي أفيدار

الأحداث في مارون الراس وفي مجدل شمس والتي قتل فيها متظاهرون سوريون ولبنانيون اقتربوا بل واجتازوا السياج الحدودي، تشير الى مستوى مقلق من الهواية والخلل في تفكر المستويات القيادية السياسية والعسكرية العليا. حقيقة ان اسرائيل سمحت للمتظاهرين باجتياز الحدود ليست أقل من هدية سياسية للطرف المقابل. والاسوأ من كل شيء، فقد رتبت اسرائيل مرة اخرى للزعماء العرب مخرجا من مشاكلهم الداخلية في شكل مواجهة مع "العدو الصهيوني".

الجزار من دمشق، بشار الاسد، ينبغي له أن يبعث هذا الصباح بباقة ورود كبيرة الى القدس. فمنذ اسابيع والحاكم السوري يذبح مواطنيه ولا يزال لا ينجح في وقف المظاهرات ضده، الى أن جاء يوم النكبة ووفر له امكانية توجيه الانتباه الينا. الاف المتظاهرين الذين وصلوا الى حدود اسرائيل – سوريا جاءوا بباصات منظمة وبمساعدة صريحة من دمشق. وحتى في الايام العادية لا تسمح سوريا بحركة حرة للمواطنين في منطقة الحدود، وبالتأكيد في الوقت الذي تجريه فيه مظاهرات عاصفة في كل أرجاء الدولة.

أحد ما في القيادة السورية فهم بان من الافضل ان يرفع المتظاهرون أعلام فلسطين امام قوات الجيش الاسرائيلي من أن يمزقوا صور بشار الاسد في شوارع مدينة حمص. هكذا أيضا في لبنان، الذي سينسى اليوم الازمة السياسية وسيتحد بأسره خلف حزب الله واللاجئين الفلسطينيين.

هناك انطباع بان القيادة الاسرائيلية لم تتعلم شيئا من احداث الاسطول الى غزة. لقد فهم الفلسطينيون منذ زمن بعيد بانه لن يكون بوسعهم الحاق الهزيمة باسرائيل من خلال الارهاب، وهم يتوجهون نحو استخدام "القوة الرقيقة": المقاطعة، نزع الشرعية وبالاساس المظاهرات الجماعية للمواطنين المحليين والاجانب، المسلحين احيانا بسلاح ابيض، تجري في وضح النهار وأمام عدسات التلفزيون. في هذا الصراع، عدم جاهزيتنا وانجاز الرعاع المتحمس لاقتحام الحدود الاسرائيلية هو فشل تكتيكي، من شأنه أن يصبح هزيمة استراتيجية.

الفشل في تشخيص الاستراتيجية الفلسطينية – العربية اختلط بالتقديرات الاستخبارية المغلوطة. وفي الاسبوع الماضي كررت "محافل الامن" التقديرات بان القيادة الفلسطينية، التي تتمتع بثمار اتفاق الوحدة، لن تسمح للمظاهرات بالخروج عن السيطرة. سيناريو مسيرة جماهيرية نحو حدود اسرائيل لم يؤخذ بالحسبان على الاطلاق – وذلك رغم أن الحديث كان يدور عن امكانية معقولة للغاية اذا أخذنا بالاعتبار المزاج في العالم العربي ورغبة شباب الشتات الفلسطيني في أن يشاركوا في "ربيع الشعوب" الشرق أوسطي. لم تكن حاجة الى تجسس من الاقمار الصناعية المتطورة، كان يكفي التصفح في الايام الاخيرة للشبكات الاجتماعية، الفيس بوك والتويتر، كي يشعر المرء بالمضمون الخاص لـ 15 أيار.

نتائج اليوم الصعب لامس سنشعر بها جيدا في المستقبل. الصور المخجلة للمتظاهرين السوريين الذين يتجولون في شوارع مجدل شمس وهم يهتفون الشعارات ويجرون المقابلات مع شبكات التلفزيون (في ذروة التسيب العام توجه أحد المتظاهرين الى مراسل اسرائيلي وطلب اليه الركب بالمجان ليصل الى يافا)، ستوفر الهاما للجماهير في غزة، في يهودا والسامرة وفي احياء اسرائيل.

من يسمح لبضع عشرات من المتظاهرين باجتياز الحدود يدعو بافعاله زعماء حماس لتنظيم مظاهرة من مئات الالاف تسير نحو معبر ايرز. من وجد نفسه منحرجا حيال بضعة راشقي حجارة يقتربون من الجدار الطيب سيدفع زعماء سوريا الى أن يفهموا بان السبيل الآمن لن يحرفوا عن أنفسهم المسؤولية عن الجرائم ضد الانسانية هو دفع المتظاهرين نحو اسرائيل. في مظاهرات امس في غزة، قلنديا، مجدل شمس ومارون الراس شارك بضع مئات، في اقصى الاحوال بضعة الاف. في المرة القادمة الاعداد ستكون أكبر باضعاف.