خبر العودة في عيون الأطفال.. حق لا يسقط بالتقادم

الساعة 02:13 م|15 مايو 2011

العودة في عيون الأطفال.. حق لا يسقط بالتقادم

فلسطين اليوم – غزة (خاص)

إن أول خيوط الأمل تأتي من إيمان الفرد بحقه في الحياة الحرة ، وهذا الحق لن يعيده لأصحابه سوى جيل الغد الذي سيثبت للعالم أن أخطاء الماضي كانت للماضي وأن المستقبل هو لهؤلاء الأطفال الذي يؤمنون بأن الكبار فعلا يموتون و لكن الصغار لا ينسون بل ينتقمون.

أطفال لم يلهيهم دوامهم الدراسي عن الخروج لإحياء يوم النكبة الفلسطينية، خرجوا من مدارسهم متشحين بأوشحة ورقية كتب على كل منها اسم البلدة التي يعود إليها هذا الطفل.

مراسلة وكالة فلسطين اليوم الإخبارية اقتربت من المشهد و حاولت نقل جانب من هذا الموقف المشهود، الذي أكد أن عجلة الزمن عادت لتسير في اتجاه عكسي، و لكن هذه المرة لصالح القضية العادلة .. قضية العودة للاجئين الذين شردوا عن ديارهم بفعل الإرهاب الصهيوني

الطفل محمد، احد عشرة سنة من العمر، خرج من مدرسته و هو يلبس وشاحاً ورقياً كتب عليه "أنا من بلدة عاقر"، و حين اقتربنا منه و سألناه ماذا تعرف عن بلدة عاقر قال: "عاقر بلدي الأصلية هجر منها  أجدادي وأهلي وكل أفراد عائلتي بعد أن هجم اليهود عليها".

و في رده على سؤال هل يريد العودة إلى عاقر، قال أحمد بشوق عبرت عنه تعابير وجهه البريء: نعم أنا أحب بلدي و أريد العودة إليها،مضيفاً أنه يسمع قصص و حكايات كثير من جده و جدته عن بلدته الأصلية، عاقر"

براء،طالب في مدرسة ذكور النصيرات الابتدائية"ج"، في الصف السادس الابتدائي، مجتهد في دراسته و كثير الفضول يسأل عن كل شيء يحب أن يعرفه، لكنه قلما يجد من يشفي غليله بإجابة واضحة، لكنه لم ييأس بل أخذ يبحث عن معلومات عن بلدته الأصلية "بربرة" عبر الانترنت

و عندما سألناه عما يملكه من معلومات حول بلده الأصلي "بربرة" قال: "كل ما اعرفه هو أن "بربرة" إحدى القرى التي أخذها اليهود من أجدادي بعد أن طردوهم بقوة النار و المجازر التي ارتكبوها هناك عام 1948، و ما لن أنساه هو كوشان و مفتاح تركه جدي لأبي و أعمامي لينقلوه لنا نحن الصغار حتى نعود يوماً إليها"

و هكذا بدا واضحاً بأن حب الأطفال لقراهم المهجرة لم يختلف و لم يقل عن حب آبائهم و أجدادهم، بل إنهم بعقولهم الصغيرة يدركون بأن لهم حق لا يمكن أن يسقط بالتقادم، هو حق العودة إلى قراهم مهما طال الزمن أو قصر، و سيظلون ينقلون ما ورثوه من حلم بالعودة عن آبائهم و أجدادهم إلى أبنائهم، حتى يعلموا أن هناك عدواً واحداً يجب أن يندحر و يطوون صفحة غابرة من تاريخ الاحتلال الذي جثم على صدورهم 63 عاماُ