خبر الرئيس ليس عاشقا- يديعوت

الساعة 10:36 ص|15 مايو 2011

الرئيس ليس عاشقا- يديعوت

بقلم: ناحوم برنياع

ليس الشرق الاوسط وحده يتغير امام ناظرينا. الرئيس اوباما هو الاخر يتغير.

عندما تسلم مهام منصبه كان مقتنعا بان الكراهية للولايات المتحدة في العالم الاسلامي هي التهديد الاخطر على سلامة أمريكا، وان اتفاق السلام الاسرائيلي – الفلسطيني هو المفتاح لاقتلاع الكراهية من جذورها.

اوباما عين جورج ميتشيل، الذي توصل الى اتفاق السلام في ايرلندا وهو احد السياسيين الذين ينالون التقدير في واشنطن، كمبعوث خاص له؛ القى خطاب القاهرة، الذي وصف النزاع بتعابير مريحة للاذن العربية.

منذئذ حصلت الكثير من الامور – ولم يحصل شيء. في عدة دول في المنطقة ثار الجمهور ضد الانظمة الفاسدة التي كانت تحكمه. الحاكمان في تونس وفي مصر اسقطا. ليس واضحا بعد أي نوع من الحكم سيثبت في مكانيهما. في ليبيا وفي سوريا الصراع مستمر، وفي البحرين وفي ايران حسم حاليا في صالح الحكم القائم. التحول في مصر كان عاملا مركزيا في التغيير الذي طرأ على السياسة الفلسطينية. فقد فهمت فتح وحماس بان من الافضل لهما أن تتصالحا – او، على الاقل، ان تخلقا مشهد مصالحة. وبالتوازي انطلق ابو مازن الى مغامرة سياسية كبرى ومعقدة، بدايتها في احداث النكبة هذا الاسبوع، تواصلها في قرار الجمعية العمومية للامم المتحدة في ايلول لاقامة دولة فلسطينية في خطوط 67 ونهايتها في مفاوضات مع اسرائيل منبوذة ومضعفة. ابو مازن انطلق الى هذه الحملة رغم استياء الادارة في واشنطن. وقد توصل اوباما منذ زمن بعيد الى الاستنتاج بانه لا يمكنه أن يعول على نتنياهو. وقد تعلم أيضا بانه لا يمكنه أن يعول على ابو مازن.

ووقع حدث تأسيسي آخر: التصفية الناجحة لاسامه بن لادن. التصفية عززت قوة اوباما في الرأي العام الامريكي والعالمي. ولكنها ذكرته وذكرت الاخرين في ترتيب المصالح الحقيقية لامريكا في المنطقة. اليمين في اسرائيل كان محقا في أمر واحد (ومخطئا في كل ما تبقى). اسرائيل ليست المشكلة كما أنها ليست الحل.

ميتشيل أعلن يوم الجمعة عن استقالته. وكان السبب تافها: تجند لسنتين، والزمن انتهى. لو أنه آمن بان الرئيس يعتزم الشروع هذا الاسبوع بمبادرة سياسية جديدة، لكان أجل على أي حال استقالته لشهر آخر، لسنة اخرى. ولكن ميتشيل فهم بانه يفسد قواه عبثا. لا يوجد اتفاق في الافق، بل ولا توجد حتى مفاوضات، وكذا خطاب الرئيس لن يكون شيئا ما استثنائيا. في عمره (77) وفي مدينته (نيويورك) يمكنه أن يجد انشغالات اكثر اثمارا، اسعادا، من المداولات التي لا تنتهي مع نتنياهو وابو مازن.

وقال موظفون في البيت الابيض دون أن يذكروا اسماءهم أمس لـ بن سميث، مراسل موقع الاخبار "بوليتيكو"، ان خطاب اوباما لن يتضمن وصفة لجهد متجدد لتحقيق السلام في الشرق الاوسط. وادعى بعض من مستشاري الرئيس بان اوباما يحسن صنعا اذا ما استغل الربيع العربي لمساعي استئناف المسيرة السلمية، المساعي التي يقودها ميتشيل. آخرون، وعلى رأسهم دنيس روس، ادعوا العكس. جاء اتفاق المصالحة بين حماس وفتح وسرق الاوراق. ورقة اخرى، المفاوضات بين اسرائيل وسوريا، سرقت هي ايضا بسبب الاضطرابات هناك وقمعها الاجرام.

اوباما سيرى في الاسبوعين القريبين نتنياهو وعبدالله ملك الاردن. وسيلقي يوم الخميس بخطابه عن الشرق الاوسط. ما يفكر فيه في قلبه لا أعرفه: يمكنني فقط أن اخمن بان اوباما يفكر بانه يجب أن يقول عن النزاع كل الامور الصحيحة: كم هو صعب، كم هو هام، كم يحتاج الشعبان الى السلام كهواء التنفس – ولكن في كل ما يتعلق بالافعال، من الافضل التركيز على ما هو اساس: على الخروج من العراق ومن افغانستان في ظل استقرار الانظمة هناك. في ايران. في مصر. نتنياهو وابو مازن هما في اقصى الاحوال لاعبين هامشيين.

اسرائيل بقيادة نتنياهو تدخل في منافسة غير سهل مع دول ومع منظمات دولية ملت سياستها الاستيطانية وملتها. نتنياهو لا يتميز بالمصداقية اللازمة، بقدرة المناورة اللازمة، كي يغير الاتجاه. في هذه اللحظة يخشى من نشاط سياسي امريكي يثقل عليه سياسيا في الداخل. وفي المرحلة القادمة سيتبنى نشاطا امريكيا ينقذ اسرائيل من مشاكلها في العالم.