خبر « دولة فياض » تنقصها الرواتب ! ..بقلم/ توفيق السيد سليم

الساعة 06:59 ص|14 مايو 2011

"دولة فياض" تنقصها الرواتب ! ..بقلم/ توفيق السيد سليم

بخطى ثابتة ومتسارعة تسابق الزمن، يسير الفلسطينيون باتجاه تدعيم أركان دولتهم العتيدة والمرتقبة في سبتمبر المقبل؛ تصديقا لرؤية سلام فياض الذي طالما صمّ آذاننا بالحديث والتفاخر عن تلك الدولة ومؤسساتها الاقتصادية والمدنية والاجتماعية.. وكأن شيئا لا يعيبها أو ينتقص من هيبتها وسيادتها!..

 

فالموانئ والمطارات الممتدة من أقصى الوطن إلى أقصاه تشتعل شوقا واشتياقا لاستقبال قوافل السفن والبواخر والطائرات المحمّلة بقوافل اللاجئين العائدين إلى ديارهم بعد عشرات السنين من التهجير والحرمان، أما المعابر الحدودية فعملها لا يتوقف في ليل أو ساعة من نهار، وأما الحواجز التي كانت "تُزين" طرقات الضفة الغربية وشوارعها لتجرّع المارين عبرها حمم الموت والذل والمهانة على مدار الساعة باتت أثرا بعد عين.. ودخلت في قاموس الماضي الغابر.. وتحولت إلى حكايات للأطفال قبل خلودهم للنوم!!..

 

أما المستوطنات التي كانت تبتلع أرض الفلسطينيين فتحولت إلى أشكال ومزارات هندسية تجتذب آلاف السياح لالتقاط الصور التذكارية بجانبها، وليس بعيدا عن ذلك المشهد تقف مدينة القدس بأقصاها وكنائسها وأسوارها وشوارعها شامخةً وقد لفظت مخططات التهويد والتهجير والتدمير؛ لترفع علم فلسطين في سمائها وفوق مآذنها!..

 

أما الأسرى -جرح الفلسطينيين النازف وضميرهم الموجوع- فباتوا في أحضان ذويهم، وقد حطموا جدران الزنازين وكسروا الأغلال من حول أياديهم، وعانقوا نسائم الحرية التي دوما كانت تناديهم، وتتلهف شوقا لمصافحة جباههم!.. وحتى يكتمل حلم "فياض الدولة" لا بد أن نتطرق لرواتب موظفي تلك "الدولة الفياضية" التي تفيض دولارات وشواقل على جيوب الموظفين وذويهم دونما تأخر أو انقطاع؛ ليعيشوا حياة الترف والبذخ والرخاء أسوة بالقاطنين في بلاد العمّ سام أو المتربعين فوق آبار النفط هناك في خليج العرب!.. هذه هي إذن ملامح الدولة العصرية التي يحاول "فياض وجنوده" أن يسحروا عيون وقلوب البسطاء من الناس بها.. فهل نجح وحقق مراده وسارت خلفه المواكب مهللة بصنيعه ومتغنية ببطولاته؟.. نؤكد جازمين بـ"لا" و"لن"، فالغشاوة التي حاول أن يطمس بها وفريقه على قلوب وعيون الناس قد زالت وللأبد بعدما تبين للجميع خداعه وفشل مشروعه الهزلي المسمى "دولة وحرية واستقلالا" تحت ظلال بنادق الاحتلال.. فمنذ زمن ونحن نحذر من خطورة تسويق أوهام الدولة والاستقلال والرخاء الاقتصادي المزعوم، لكن قضية رواتب الموظفين المتأخرة لأكثر من عشرة أيام عن موعدها جاءت لتقسم ظهر دولة فياض الموعودة، وأظهرت عجزه.. حتى سوء نيته اتجاه مشروع المصالحة الوليد -رغم تأكيدنا في السابق لحاجته لمزيد من الترميم لخدمة مشروع المقاومة- فلم يكد حبر التوقيع على ملف المصالحة يجف حتى خرج علينا "فياض" معلنا عجز حكومته عن سداد فاتورة الرواتب لشهر أبريل المنصرم؛ متذرعا بحجز "إسرائيل" لعوائد الضرائب معاقبة لسلطة محمود عباس؛ لتوقيعها على ورقة المصالحة مع حركة حماس.. رغم أن فرنسا وغيرها من دول أوروبا حولت عشرات الملايين من الدولارات لخزينة السلطة لتفادي الأزمة المصطنعة ولكن دون جدوى ليتسلل الخوف إلى قلوب الموظفين مجددا حول مصير قوت أطفالهم الذين فرحوا ببراءة بتوقيع المصالحة!.. الأمر الذي يضع علامات الاستفهام حول نوايا "فياض" فيما يتعلق بتلك المصالحة خاصة بعد أن شعر أنه بات مستبعدا من إمكانية إشراكه في الحكومة المرتقبة، حيث يحاول الإثبات للجميع أنه لا زال ممسكا بالورقة الأقوى في الساحة ألا وهي ورقة المال التي أجاد استخدامها منذ زمن الراحل ياسر عرفات متسلحا بعصا أمريكا والغرب و"إسرائيل".

 

فأي قلب يمتلك ذاك "الفيّاض"؟ وأي إحساس ذلك الذي يسكن جوانبه اتجاه شعبه الذي ما فتئ يتحرر من قيود الانقسام ليقع ضحية لقمة العيش وتوفير أدنى مقومات الحياة!..