خبر هل سيمر يوم النكبة في الضفة بهدوء؟

الساعة 03:41 ص|14 مايو 2011

هل سيمر يوم النكبة في الضفة بهدوء؟

فلسطين اليوم-وكالات

رغم إعلان حالة تأهب أمني قصوى في "إسرائيل" لمواجهة خطر اندلاع مواجهات مع الفلسطينيين، أكدت مصادر أمنية عليا أن المظاهرات الفلسطينية التي بدأت أمس وستستمر حتى يوم غد على أقل تعديل، ستمر بهدوء. وقالت هذه المصادر إن هذا الاطمئنان يعود إلى معلومات تؤكد أن جميع الفصائل الفلسطينية الأساسية معنية باستمرار هدوء الشارع في الشهور القريبة حتى لا تعطل معركتها الكبرى في سبتمبر (أيلول) القادم، الذي تتمنى فيه أن يعترف العالم بفلسطين كدولة في حدود 1967.

وقالت هذه المصادر إن هناك مجموعات شبابية تريد تحويل «يوم النكبة» إلى نقطة انطلاق نحو انتفاضة فلسطينية ثالثة، ولكنها تصطدم بعقبات جدية وكثيرة وظروف موضوعية تمنعها من تحقيق هذا الهدف، ومنها: أن حركتي «فتح» و«حماس» غير معنيتين بذلك حاليا، ومنها أن هناك مباريات كرة القدم للفوز بكأس النكبة ستنطلق غدا في الضفة بمشاركة 16 فريقا فلسطينيا، وأن هناك فرقة موسيقية فلسطينية قادمة من مدينة حمص السورية والجمهور يحبها، وهناك استعداد إسرائيلي صارم لمنع أي مسيرة من اختراق الحواجز العسكرية. ولكن قيادات الجيش الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية المحتلة وقيادات الشرطة في القدس والمخابرات، لن تغامر ولن تتصرف من خلال هذا الاطمئنان. فأعلنت الضفة منطقة عسكرية مغلقة ورفدت قواتها فيها بتعزيزات عسكرية كبيرة وأدخلت الشرطة بشكل تظاهري سيارات قمع المظاهرات (بالماء الساخن والملون والحجارة) إلى مداخل المدن ومنعت الرجال والشباب تحت سن الخامسة والأربعين من دخول الحرم القدسي الشريف لأداء صلاة الجمعة. وأطلقت تهديدات واضحة ومباشرة بإطلاق الرصاص على كل من يقترب من الحواجز العسكرية في الضفة وكل من يقترب من السياج الحدودي بين إسرائيل وقطاع غزة.

وفي ما يسمى «خطوات رادعة»، نفذت المخابرات الإسرائيلية حملة اعتقالات لعدد من الناشطين الفلسطينيين على الـ«فيس بوك»، المعروفين بإدارة الدعوة لتحويل يوم النكبة إلى «انطلاقة لانتفاضة لا تتوقف إلا بزوال الاحتلال الإسرائيلي عن الضفة والقدس الشرقية»، طالت عددا من الناشطين السياسيين العرب في إسرائيل (فلسطيني 48) أيضا، خصوصا من الحركة الإسلامية. وقالت مصادر إعلامية إسرائيلية مطلعة، أمس، إن قادة الجيش والمخابرات يعتبرون المواجهة في يوم النكبة مقدمة لما سيحصل في سبتمبر القادم، حيث يتوقعون أن تخرج مسيرات مليونية من البلدات الفلسطينية في كل مكان باتجاه الحواجز العسكرية الإسرائيلية متحدية الاحتلال، «تماما كما حصل ويحصل في مصر وتونس وسوريا واليمن وليبيا، حيث يتحدى الشباب العربي حكامه المستبدين». لذلك يعتبرون المواجهات الحالية بمثابة تدريبات. لكن الجميع تقريبا، يتوقعون أن تمر بهدوء.

ولكن هناك من يعتقد غير ذلك أيضا. وكما قال الصحافي يهودا ليطاني، فإنه لا يستبعد انفجارا كبيرا في المنطقة. وقال: «في إسرائيل توجد لدينا مشكلة كبيرة. فنحن لا نعرف كيف نتعامل مع مظاهرات سلمية، كما ظهر ذلك جليا في الانتفاضة الأولى. يكفي أن يكون هناك ضابط إسرائيلي واحد من مجانين القمع، حتى يطلق رصاصة قاتلة فيشعل اللهيب في المنطقة».