خبر يحطمون القواعد- يديعوت

الساعة 11:18 ص|13 مايو 2011

يحطمون القواعد- يديعوت

بقلم: سيما كدمون

1- يُحتاج الى حزب

في مقر النضال من اجل شليط قالوا هذا الاسبوع انه كان للحملة الدعائية لاعادته ثلاث مراحل. كانت الاولى جعله رمزا وشخصية مشايعة. وكانت الثانية مرحلة المسيرة واقامة الخيمة مع التوجه الى الشخص المسؤول عن اعادته، أي رئيس الحكومة. والآن، يقولون هناك، نحن في المرحلة الثالثة التي بدأت في الجلوس على الرصيف قبالة بيت رئيس الحكومة في مساء عيد الفصح، وفي الدعوى المرفوعة الى محكمة العدل العليا على الحكومة من المحامي جلعاد شار على أثر الاتحاد بين حماس وفتح، وكلام تسفي شليط، جد جلعاد، الذي قال في مقابلة صحفية انه في كل يوم يمر يقتل نتنياهو حفيده وإن رئيس الحكومة يفضل ان يرى جلعاد يعود في تابوت على تحمل المسؤولية.

يقولون في المقر إن ما سيطرح منذ الآن في جدول العمل هو السعر. الى الآن لم يُثر الموضوع لنقاش عام. نحن عازمون على إزالة القناع عن مقولة "لا بكل ثمن". يوجد ثمن وهو معلوم. حماس لم تغير موقفها. سيكون النقاش العام منذ الآن فصاعدا: ما هو ثمن جندي يقع في الأسر، وهل اسرائيل قادرة على مجابهة الافراج عن 450 سجينا.

لسنا معنيين بالمس بالتفاوض، يقول عنصر في مقر النضال، لكن يوجد وضع لا يطلب فيه اعضاء الكنيست بقدر كاف أن يعلموا كيف تنوي الحكومة متابعة علاج اعادة جلعاد. نريد أن يضطر رئيس الحكومة الى أن يواجه اسئلة مثل: لماذا لا يكشف عن جميع اسماء السجناء في القائمة، ولماذا يوجد غموض لعدد السجناء الذين يجب الافراج عنهم، ولماذا يخفون على الجمهور جميع الاخفاقات التي تمت منذ اليوم الذي أُسر فيه شليط. سيضطر نتنياهو الى تقديم كشف حساب عن جميع الاجراءات التي تمت في الافراج عن جلعاد، ومع عدم وجود بديل آخر: لماذا لا يأتي بالصفقة للتصويت أو لقرار الشعب.

يعدون بأن يتم هذا النشاط في كل مكان. في مؤتمرات سياسية وبخطب وفي اماكن لن نكشف عنها كي لا نضر بالخطط. لكن نُذكر انه بعد شهر في الخامس والعشرين من حزيران ستكون ذكرى اليوم الذي اختطف فيه جلعاد. ونحن نخطط لشيء ما كبير في هذا التاريخ.

من جهة ثانية قد تكون عائلة شليط تعاني شيئا ما لا يمكن ان تحله الدافعية الكبيرة عند الاشخاص في المقر وهو انهم لا يملكون حزبا يستطيع ان يستعمل ضغطا سياسيا. تخيلوا ان أحد احزاب الائتلاف كان يطلب تحرير جلعاد. مثل طلب ليبرمان أو يشاي بحيث يعرضان التحرير بصفة شرط لسلامة الائتلاف. أو بعبارة اخرى: إما ان تُعيدوا شليط بالثمن المحدد وإما أن نحل الحكومة. ومن المثير ان نعلم هل كان سؤال الثمن يطرح في جدول العمل في حين يتعرض كرسي نتنياهو للخطر.

أو ربما نتبين آنذاك انه لا شيء بلا ثمن مثل كل شيء في هذه الحياة.

2-  الخطبة التي لن تكون

في يوم الاثنين سيخطب رئيس الحكومة خطبة سياسية في الكنيست. يؤمنون في اللكيود بأن نتنياهو لن يشخص الى واشنطن ليخطب أمام مجلسي النواب الامريكيين، دون ان يوميء الى الجمهور الاسرائيلي والى منتَخبيه بأصول الكلام الذي ينوي ان يقوله هناك، طوبى لمن يصدق، فمهما يكن الامر، يفترض ان تكون الخطبة السياسية في رأيهم شبه اعلان نوايا في أحسن الحالات، أو بالون تجارب في حالة اسوأ، لخطبته في الرابع والعشرين من هذا الشهر.

يزعم العارفون ان نتنياهو ما زال لم يصغ أسس خطبته، لكن من أراد ان يعرف ماذا سيقول، فليُصغ لخطبة باراك في مراسم الاستقبال التقليدي في وزارة الدفاع عند خروج يوم الاستقلال. بعد ان طلب باراك الى حماس ان تفي بشروط الرباعية وان تسمح للصليب الاحمر بأن يزور جلعاد شليط، عرض هناك مبادرته السياسية.

"يجب علينا ان نقول لاصدقائنا بصراحة إن اسرائيل التي تتحدث عن دولتين للشعبين تقصد ذلك حقا"، قال باراك، "وإننا مستعدون لاتخاذ قرارات حاسمة صعبة مع بقي أمن اسرائيل ومعه العلاقة الخاصة بالولايات المتحدة محفوظين قويين. إن أسس المبادرة بسيطة وهي: حدود دائمة ترسم على أساس تقديرات أمنية وسكانية بحيث تبقى الكتل الاستيطانية والأحياء في القدس ضمن سيادة اسرائيل، الى جانب تبادل اراض يدع في أيدي الفلسطينيين مساحة تشبه ما كان لهم قبل 1967".

يقترح باراك ترتيبات أمنية تشتمل على وجود دائم اسرائيلي على طول نهر الاردن، وإسكان اللاجئين في الدولة الفلسطينية وترتيبات متفق عليها في الحوض المقدس في القدس. "والأهم: انهاء الصراع وانهاء المطالب المتبادلة الى جانب الاعتراف باسرائيل باعتبارها دولة الشعب اليهودي. وبالدولة الفلسطينية باعتبارها دولة الشعب العربي الفلسطيني".

إن من يُذكره هذا الكلام بمبادرة باراك في كامب ديفيد، لا يهذي، فقد ذكر باراك نفسه ذلك. "هذه المطالب البسيطة السهلة الصياغة والصعبة التنفيذ"، قال، "كانت في سنة 2000 وستبقى في المستقبل ايضا المرساة الممكنة الوحيدة للاتفاق وللسلام".

هذه هي مباديء وزير الدفاع المتعلقة بالتسوية. انها لا تختلف كثيرا كما قلنا آنفا، عن كامب ديفيد أو مبادرة جنيف أو مبادرات اخرى تنجم هنا صبح مساء. السؤال الكبير هو: هل ولد التقارب الذي أخذ يقوى بين باراك ونتنياهو تأييد رئيس الحكومة لهذه المباديء ايضا. واذا لم يحدث هذا فماذا ينوي باراك ان يفعل.

ماذا سيفعل وزير الدفاع اذا؟ يبدو أننا أصبحنا نعلم: لن يفعل شيئا سوى الاستمرار في تعزيز حكومة نتنياهو. أمس افتتح حزب عتسمئوت (استقلال) على نحو يجعله حاكمه الوحيد. بالمناسبة هذا الحزب لا يكاد يبلغ نسبة الحسم بحسب استطلاعات الرأي.

إن دستور الحزب الجديد، والصلاحيات التي منحها لنفسه يجعلان سلطة نيكولاي تشاوسيسكو تبدو في ضوء سخيف لكن هذا هو دستور أحلام باراك: من غير انتخابات تمهيدية ومن غير مركز وفي حين يخصي في الحقيقة المؤسسات الحزبية ويسلبها قوتها لنفسه. ليس ما سيصنعه باراك اذا لغزا. أما ما سيفعله نتنياهو فمسألة مختلفة. لكن احتمالات أن يتبنى مباديء باراك فليست كبيرة. إلا اذا لوى عنده "غلر" في لقاء القمة مع اوري غلر شيئا أكثر من ملعقة صغيرة.

3- ونستون نتنياهو

يأمل المعسكر اليميني في الليكود منع هذا التغيير لموقف نتنياهو. في يوم الاثنين سينتظر نتنياهو في الكنيست مئات الناشطين ورؤساء السلطات الذين سيأتون الى القدس لاستعمال ضغط عليه. وسيستعمل الضغط ايضا وزراء سيطلبون أحاديث شخصية مع رئيس الحكومة ويطلبون أن يعرفوا ما هو الاتجاه الذي يتجه اليه.

في الضفة خاصة يحاولون الآن تسكين النفوس. يرى عناصر في مجلس "يشع" ان أمام نتنياهو امكانين: خطبة بار ايلان اخرى أو خطبة قدرة على الصمود يُبين فيها للعالم انه لما كان الفلسطينيون سيمضون الى الانتخابات بعد سنة فانه ينبغي الانتظار ورؤية ماذا سينتخبون – أحماس أم فتح. ليس منطقيا صنع تنازلات في حين ليس من الواضح هل ستسيطر حماس على يهودا والسامرة.

يُسعدهم في "يشع" ان يروا ان عملهم يتم على أيدي آخرين. يوجد في الليكود طلب تطبيق السيادة على اراضي يهودا والسامرة التي لا يسكنها فلسطينيون. إن ما بدأ مثل مبادرة من عدد من اعضاء الكنيست أصبح يؤيده الآن وزراء ايضا، ومؤداه ضم مناطق (ج) التي تشتمل على نحو من 330 ألف يهودي وأقل من 10 آلاف عربي. على هذا النحو تربح اسرائيل غور الاردن وشمالي البحر الميت، وكاليا، ومعاليه ادوميم واريئيل والفيه منشه وتحافظ على مصالحها الأمنية في غور الاردن ومنطقة مطار بن غوريون.

يقول عنصر في "يشع": لاول مرة ستبادر اسرائيل. لن يمكن التوجه علينا بدعاوى فصل عنصري لأننا سنعطي آلاف الفلسطينيين الذين يعيشون هناك جنسية اسرائيلية.

على كل حال، يحاولون في اليمين الآن ان يضائلوا من الدراماتية التي نسبوها حتى الآن للاجراء أحادي الجانب في ايلول. لم يعد ذلك تسونامي سياسيا كما عرّفه باراك بل اجراءا يمكن مجابهته.

كذلك لم يعد بوغي يعلون يُهول. ففي رأيه أن اجراءا فلسطينيا من جانب واحد، في الوضع الذي نشأ وإزاء التطورات في الشرق الاوسط، لا يخدم المصلحتين الاوروبية والامريكية. ويرى وزير التهديدات الاستراتيجية انهم في الولايات المتحدة قد اقتنعوا بأن ذلك سيخلق كيانا فاشلا معاديا في يهودا والسامرة. قد يكون ساركوزي وكامرون يتخذان موقفا يُفسر تفسيرين لكن من اجل التأثير فقط في رئيس الحكومة للبحث عن حلول. أما ميركل فأخذت بموقف واضح يعارض الخيار من جانب واحد.

يعتقد يعلون ايضا ان خطبة نتنياهو يجب ان تكون خطبة تشرتشلية لان الاجوبة التي تلقيناها حتى اليوم من الفلسطينيين ليست كافية. يقول: لا مكان للتنازلات لا بالكلام ولا بالافعال بيقين. لهذا لا يوجد خيار من جانب واحد مطروح في جدول العمل. سيكون الحد الاقصى في الجمعية العامة للامم المتحدة قرارا اعلانيا لا قوة له. في 1988 ايضا كانت هناك أكثرية من 104 دول فهل حدث شيء لذلك؟ قد يكون غير لذيذ من جهة دبلوماسية لكن كل شيء في يهودا والسامرة سيظل يجري كما كان.

سألت يعلون ما الذي يعتقده في مطلب تطبيق السيادة على يهودا والسامرة.

قال: سياستنا الرسمية هي أننا لا نريد أن نحكمهم. أنا أعارض مبدئيا ضم نابلس أو جنين. بالعكس أرى ان يستمر هناك حكم ذاتي، بل يجب تعزيزه. والسؤال هل يجب علينا ان نتخذ خطوات من جانب واحد ايضا إزاء قرارهم من جانب واحد.

لست أرفض اقتراح الضم كما هو لمناطق لا يسكنها فلسطينيون. وعندنا في الكتلة الحزبية ايضا اقتراحات خطوات اخرى وامكانات اخرى:

سألته: مثل ماذا.

قال: أنا مع الغموض البناء.