خبر الهدف: صفر جنازات -يديعوت

الساعة 09:19 ص|12 مايو 2011

الهدف: صفر جنازات -يديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

من مؤشرات الزمن الجديد: فتح وحماس أقامتا لجنة تدير أحداث "يوم النكبة" في الضفة وفي غزة. كانت هذه خطوة سرية، ورسميا اسرائيل لم تتلقى حتى ولا تلميح، بحيث لم يتبقَ لها غير محاولة التنبؤ كيف سيبدو يوم النكبة في ظل قصة الحب الجديدة. حتى ذلك الحين كل استعدادات محافل الامن وجملة الخبراء في اسرائيل، ممن يعتقدون بان كل شيء سيمر بهدوء نسبي – هي شيء يتراوح بين التخمين والتمني.

أحداث يوم النكبة ستقع في عدة مواقع، في مناطق جغرافية مختلفة، وقد يكون لها تأثير جارف الواحد على الاخر. وعليه، فان كل تعهد من أي جهة كانت – اسرائيلية أم فلسطينية – بالتصرف بضبط النفس في الضفة لا يعد بشيء. فالضفة قد تتدهور الى عنف غير مضبوط بسبب تأثيرات خارجية، مثل مظاهرات الاخوات المسلمين ومحافل المعارضة في الاردن: مسيرات نحو الحدود تبث بالتلفزيون، وتلهب المشاعر؛ مظاهرات كبرى في مصر تحت عنوان "اللجنة التنظيمية للانتفاضة الثالثة"، مسيرات جماهيرية في غزة؛ أحداث عنف في أوساط عرب اسرائيل؛ واشتعال في الساحة الاكثر اشكالية في الشرق الاوسط: صلوات يوم الجمعة في الحرم. كل حدث كهذا يتدهور الى سفك دماء من شأنه أن يحطم كل التوقعات الهادئة.

في جهاز الامن وفي ديوان رئيس الوزراء يوجد احساس بان مصلحة السلطة الفلسطينية – رغم التنسيق مع حماس – تؤدي الى الاستنتاج بانه من غير المجدي لها "تبذير" طاقات الجمهور على يوم النكبة، ومن الافضل لها الحفاظ عليها لاحداث ايلول، حول الاعلان عن دولة فلسطينية. ليس للسلطة، كما يفكرون هنا، مصلحة في أن تتخذ امام العالم صورة الهيئة غير المسؤولة التي لا تستطيع الحفاظ على الهدوء. ناهيك عن أن كل اندلاع للعنف سيجتذب النار نحو قادة السلطة ويعرضهم كمن يستسلمون لاملاءات حماس. قادة السلطة دعوا علنا الجمهور الفلسطيني الى عدم التدهور في احداث يوم النكبة الى انتفاضة ثالثة. وفي لقاءات محافل الجيش الاسرائيلي، الادارة المدنية ورجال المخابرات الاسرائيلية مع نظرائهم في الطرف الفلسطيني أوضح الفلسطينيون بانهم سيفعلون كل شيء كي يوقفوا بسرعة كل حدث شاذ وعنيف. ومع ذلك، ورغم أن قادة السلطة دعوا علنا الجمهور الى عدم التدهور في الحدث الى انتفاضة ثالثة، فان لجانا محلية تستخف بالقيادة المركزية تدعو الى الخروج الى الحواجز والى المستوطنات والصدام مع قوات الجيش الاسرائيلي.

تعليمات القيادة السياسية للجيش الاسرائيلي هي عدم أخذ مخاطرات، بناء هوامش أمن واسعة. وبالفعل عزز الجيش الاسرائيلي منذ الان قواته في الضفة وأعد قوات احتياط. وسيحشد الجيش قوات بحجوم كبيرة في أماكن مرشحة للاضطرابات كي يروه فيحدثوا الردع. في دوائر الاحتكاك الاولى مع المتظاهرين لن يحمل الجنود السلاح بل فقط وسائل تفريق المظاهرات. الاوامر: ابداء ضبط النفس وعدم الوصول الى وضع اصابات، الذي هو صيغة مضمونة للتدهور. صفر جنازات، باللغة العسكرية. في الدوائر الاخرى ستظهر أجوبة على امكانية ان يكون بين المتظاهرين اناس مسلحون يستخدمون السلاح الناري أيضا. التعليمات هي اطفاء كل تدهور، مع كتلة قوة، بينما هو في مهده. الامل هو ان يكون التنسيق مع السلطة الفلسطينية لا يزال ناجعا، مثلما في الماضي.