خبر لا حاجة الى « قادة أقوياء »-هآرتس

الساعة 09:17 ص|12 مايو 2011

لا حاجة الى "قادة أقوياء"-هآرتس

بقلم: غابي شيفر

(المضمون: ضعف الساسة الاسرائيليين الذين يرشحون أنفسهم لرئاسة الاحزاب الكبيرة وانتهازيتهم واهتمامهم بشؤونهم الضيقة فقط دون اكتراث بالجمهور الاسرائيلي العام - المصدر).

        صرح عميرام متسناع في الاسبوع الماضي بما يلي: "بعد يوم من فوزي (في المنافسة في رئاسة حزب العمل) سأبدأ بثورة. لا تغيير. ثورة. وبعد أن أُنتخب سأبدأ بادارة الحزب ولن أدعه يتلهى في كل اتجاه" ("هآرتس"، 5/5). يبدو ان متسناع يظن انه يستطيع الآن بعد أن انتعش من خسارته السابقة لرئاسة الحزب أن يكون "قائدا قويا" يفعل كل ما يحلو له.

        يؤمن متسناع بأنه سيسوق الحزب والناخبين، وبعد ذلك الحكومة والدولة كلها، ويمضي بهم الى حيث يشتهي. في واقع الامر يُقلد متسناع بذلك في الأساس افيغدور ليبرمان، المتحرر من خوف الانتخابات التمهيدية والدستور والمؤسسات الحزبية ويفعل كل ما يحلو له في الحزب وفي الحكومة. وقد أعلن ايضا كل المرشحين الآخرين للمنافسة في رئاسة حزب العمل على نحو ما انهم قادة أقوياء أو سيكونون قادة أقوياء اذا تم انتخابهم.

        ليسوا الوحيدين في المعركة السياسية الاسرائيلية. إن جميع رؤساء الاحزاب الحالية يتوهمون انهم قادة أقوياء ويتصرفون في واقع الامر مثل ساسة عنيفين فقط. من اولئك بنيامين نتنياهو وليبرمان واهود باراك وايلي يشاي. وفي حزب "كديما" منافسة في رئاسة الحزب بين تسيبي لفني وشاؤول موفاز، وكل واحد منهما يريد أن يعرض نفسه وأن يقود الحزب باعتباره شخصية قوية. كان الانتقاد الرئيس على فشل حاييم اورون انه لم يكن قائدا قويا.

        ينبغي ان نزيد على كل هؤلاء الساسة ايضا اكاديميين ورجال اعلام يكتبون عن ضرورة وجود زعيم قوي يقود الدولة بقوة ويقترحون لذلك تغيير الطريقة السياسية الى طريقة رئاسية أو شبه رئاسية. ويتكيء هؤلاء على اشخاص مثل دافيد بن غوريون واريئيل شارون بل على اسحق رابين ويزعمون أنهم اتخذوا قرارات تاريخية ولم يغرقوا قط في المستنقع السياسي. ليست هذه الدعوى دقيقة؛ فقد اهتم هؤلاء القادة قبل كل شيء بمنزلتهم وشؤونهم الذاتية لا بالدولة وبكل مواطنيها.

        إن اولئك الذين يسلكون سلوك ساسة عنيفين واولئك الذين يريدون ما يُسمونه "قادة أقوياء" أضروا ويُضرون بالديمقراطية الاسرائيلية التي أصبحت اليوم مصابة جدا. إن من يُقدرون أنفسهم باعتبارهم قادة أقوياء هم ساسة متوسطون فقط أصبحت اسرائيل زمن ولايتهم دولة ديمقراطية في رتبة منخفضة بحسب كل تدريج دولي.

        لكن ليس هذا أهم الاشياء في هذا السياق. المهم هو التجاهل المطلق لهؤلاء الساسة لضرورات الجمهور اليهودي والعربي في اسرائيل. في مقدمة اهتماماتهم حاجاتهم الشخصية وحاجات الساسة ممن هم أصغر شأنا ممن انتخبوا وضموا للكنيست والحكومة والادارة العامة، في حين ليس للجمهور تأثير في ذلك ولا في سياستهم وسلوكهم (وبهذا الهدي ايضا يطلب متسناع أن يتم تمكينه من ان يختار بنفسه جزءا كبيرا من ممثلي العمل في الكنيست).

        يجب ان يكون القائد قبل كل شيء شخصا مستقيما غير متلون حكيما غير متحمس ولا يرد قبل ان يفكر كما ينبغي، وأن يكون منصتا لارادة الشعب الذي هو صاحب السيادة. وفي الأساس يجب ان يهتم القائد بسلام المجتمع الاسرائيلي المصاب وبدفعه الى الأمام لا ببقائه وبقاء من يحيطون به أو بالحاجات الفئوية على حساب مجموعات اخرى. يبدو أن أكثر الساسة الاسرائيليين الذين يعدون أنفسهم قادة لا يعرفون قواعد الديمقراطية أو نسوها.

        يجب على الجمهور ان يفيق من وضع عدم الاكتراث السياسي الحالي والاهتمام بتلبية الحاجات الشخصية. من الضروري معارضة التوجه الموجود نحو السياسة من اجل انشاء ديمقراطية فعالة غير وهمية.