خبر النخالة : أدخلنا في المصالحة سياقات تحافظ على ثوابتنا السياسية

الساعة 07:32 ص|12 مايو 2011

نائب أمين عام "الجهاد" يتحدث لـ"الاستقلال":

أدخلنا في المصالحة سياقات تحافظ على ثوابتنا السياسية

تلقينا وعودا من "أبي مازن" بالإفراج عن معتقلينا.. ولكن!!

وافقنا على دخول المنظمة بشرط إصلاحها وتغيير برامجها

"إسرائيل" قد تقدم تسهيلات للسلطة كي تعيد سيطرتها على غزة

فلسطين اليوم- الاستقلال

أكد نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الحاج زياد النخالة، أن الحركة ستشارك في انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني وفي مؤسسات منظمة التحرير؛ لإعادة بنائها على أسس تنظيمية وسياسية جديدة، موضحا أن المصالحة الفلسطينية في هذا التوقيت مهمة للشعب الفلسطيني، وأصبحت مطلبا شعبيا ملحا، أملا في أن تعالج كل القضايا والمشكلات التي عانى منها الفلسطينيون خلال السنوات الماضية.

واستدرك النخالة قوله: "أمامنا طريق طويل يجب أن نقطعه لكي نصل إلى مصالحة حقيقية".. جاء ذلك في مقابلة موسعة أجرتها "الاستقلال" مع نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي، وفيما يلي نص المقابلة:

 

* ما الجديد الذي حدث في اعتقادكم ودفع كلا من حماس وفتح بقبول الورقة المصرية كما هي؟

- بدون شك.. حدثت متغيرات كثيرة في المنطقة تركت ظلالا على معنويات الشعب الفلسطيني، ودفعته في أن يفكر، وكان هناك تحركات شبابية وشعبية طالبت بإنهاء حالة الانقسام والمصالحة ولم الشمل الفلسطيني، وأعتقد أن هذه الإرهاصات الأولى التي كانت تطالب بإنهاء الانقسام كانت ناقوسا يدق فوق رأس كل من لديه مصلحة أو مسؤولية اتجاه القضية الفلسطينية؛ لذلك أعتقد أن الحراك الشعبي بصورة أساسية والمتغيرات في المنطقة الإقليمية كانت دافعا كبيرا لخلق مناخ من التفاهم لدى القيادات الفلسطينية وكي يغادروا موقع الصراع الداخلي وينتقلوا لإمكانية التفاهم.

 

* هل لديكم في حركة الجهاد الإسلامي أي تحفظات على الورقة المصرية؟

- في هذه اللحظة لا نستطيع التحدث عن تحفظات، والناس تستقبل المصالحة بسعادة كبيرة، ونحن لا نرغب ولا نسعى لخلق مناخ قد يفهم منه بطريقة أو بأخرى أن هناك إحباطا، دعونا ننتقل إلى حالة تفاؤل، هناك أجواء من التفاهم مشجعة للجميع كي يخطوا خطوات إيجابية  باتجاه تجسيد ما تم الاتفاق عليه، في الجانب السياسي هناك أشياء يجب التوقف عندها والتدقيق فيها ولكن ليس هذا هو الوقت الذي نتحدث فيه عن موقف حركة الجهاد الإسلامي، والجميع يعرف موقفنا من اتفاقات أوسلو وما رافقها وما هو ممارس على الأرض، نحن ندعم المصالحة ونؤيدها ونريد أن نغادر كفلسطينيين حالة الانقسام، وهذا لمصلحة الشعب الفلسطيني ولإعادة الثقة للحالة المجتمعية، ونحن كقوى سياسية نعزز العلاقات الاجتماعية بين أبناء شعبنا لا نمزقها، وهو ما دفعنا لنكون في الموقف المؤيد للمصالحة، أدخلنا على بعض السياقات بعض التعديل يسمح لنا بالاحتفاظ بحقنا ويعطي حركة الجهاد الإسلامي حق الحفاظ على موقفها السياسي وهذا كان في ديباجة المصالحة.

 

* هل هذا يعني أن نودع الانقسام إلى الأبد ونفتح صفحة جديدة عنوانها المصالحة؟

- أمامنا طريق طويل يجب أن نقطعه لكي نصل إلى المصالحة الحقيقية، وما شاهدناه على وسائل الإعلام من البهجة - رغم أنها لم تكن بحجم التوقعات- يظهر أن الشعب الفلسطيني لم تكن لديه الثقة الكاملة بأن هذه المصالحة ستكون واقعا يعيشه الناس، لذلك حالة التفاعل لم تكن كبيرة، لأن التجربة والفشل المتكرر في تحقيق المصالحة خلق خيبة أمل كبيرة عند الناس، ولكن نأمل من الذين لهم علاقة أن يبذلوا جهودا كبيرة لنقل الاتفاق من الورق إلى الواقع العملي، ونحن في حركة الجهاد الإسلامي من جانبنا سنقوم بواجبنا اتجاه تعزيز المصالحة وسندعم ونؤيد كل الخطوات.

 

* هل ستستمر جهودكم مع "فتح وحماس" في الفترة القادمة من أجل الوقوف على بنود الاتفاق وتنفيذها؟

- نحن دائما نسعى لأن يكون لنا دورا إيجابيا لخدمة الناس، ولكن حجم تدخلنا أيضا له علاقة بتقبل الطرفين لهذا التدخل، وأحيانا هناك فصائل بطريقة أو بأخرى قد تشعر بأنها قد تستغني عن مساعدة الآخرين؛ لذلك نحن نتوقع أن فتح وحماس في المرحلة القادمة قد تحاولان غلق المصالحة على نفسيهما، نحن نعيش تجربة فلسطينية ليست بسيطة، والجميع يعرف أن المصالح الحزبية أحيانا تحكم، ولكن ما يشجعنا أن الطرفين - فتح وحماس- لديهما رغبة بأن يقف إلى جانبهما الآخرون لتقديم الدعم والتأييد الكافي، ونحن طُلب منا ذلك في لقاء مع الأخ "أبو مازن"، وطلب ذلك أيضا الأخوة في حماس، ونحن مستعدون لذلك؛ لأننا ندرك أن شعبنا بحاجة لهذه المصالحة، ونتمنى أن نوفق للمساهمة في تذليل بعض العقبات التي لا تمس رؤيتنا السياسية.

* هناك فصائل فلسطينية طالبت الحكومة المصرية بأن تشرف على تطبيق جميع بنود المصالحة حتى لا يتم التملص وتحميل الطرف المتخلي عن تطبيق البنود المسؤولية الكاملة عن فشل المصالحة، هل هذا مطلب شرعي للفصائل الفلسطينية؟

- المخاوف من الفشل قد تدفع الناس أو الفصائل لهذا الطلب، وكون مصر هي التي أشرفت على المصالحة، ممكن أن تطلب منها بعض الأطراف أن تبقى مستمرة في قوة الدفع نفسها، من أجل تطبيق ما اتفق عليه، ويمكن للجميع أن يتعامل مع مصر اليوم؛ لأنها دولة مختلفة خاصة بعد نجاح الثورة، ولا يوجد تحفظ لدى الفلسطينيين من التعامل بهذا الحجم وبهذا المستوى مع مصر لما للقاهرة من أهمية وثقل ووزن سياسي وعربي وديني في المنطقة، لذلك لا أحد  يعارض المساعدة المصرية التي تقدم اليوم للشعب الفلسطيني عبر الأدوات التي تجلت في جمع حماس وفتح على طاولة الاتفاق.

 

* بعد توقيع المصالحة كان بينكم وبين الرئيس محمود عباس لقاء، هل كان هناك تنسيق مسبق لهذا اللقاء؟ وما أهم ما تم تناوله وطرحه؟

- هذا اللقاء نشأ بعد الاحتفال بالتوقيع، وكان لقاءا بروتوكوليا ويقع في إطار العلاقات العامة، إذ لم يتطرق لأمور سياسية، وتمركز اللقاء حول العلاقات العامة، وطلب منا أبو مازن دعم حركة الجهاد الإسلامي للمصالحة. نحن لا مانع لدينا لنكون عاملا إيجابيا في تقريب وجهات النظر بالمسائل التي لا تتعارض مع رؤيتنا السياسية.

 

* هل طالبتم عباس بالإفراج عن معتقلي الجهاد الإسلامي في سجون السلطة؟

- نعم.. ناقشنا هذا الأمر مع "أبو مازن"، وقدمنا احتجاجا على ممارسات السلطة ضد عناصر وكوادر الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، وأتوقع حسب ما قدم من وعود أن يتم الإفراج عن إخواننا وأن تتجنب السلطة اعتقالهم مرة أخرى، ولكن للسلطة الفلسطينية وجهة نظر أعتقد أن الجميع يعرفها، وهي أن لديها اتفاقات أمنية مع الإسرائيليين، وأن هناك تأثيرات من الأجهزة الأمنية وتنسيق أمني وتبادل معلومات، ويوجد ادعاء بأن "إسرائيل" تقدم لهم في بعض الأحيان معلومات عن بعض الأفراد يضطرون لاعتقالهم، وهذا ندفع ثمنه باعتقالات تقع ضد إخواننا، ولكن نأمل أن نطوي صفحة الاعتقال السياسي التي كانت ممارسة خلال الفترة الماضية.

 

* هل تفكرون في دخول منظمة التحرير الفلسطينية؟ وهل يمكن أن تشارك حركة الجهاد الإسلامي في انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني؟

- هذا كلام سابق لأوانه، وأمامنا حسب الاتفاق سنة لتنفيذ اتفاق مصالحة بالدرجة الأولى، وإن شاء الله يوفق الجميع حتى نهاية العام ونكون قد أنجزنا بنود الاتفاق. أما موقفنا السياسي من انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني هو المشاركة في مؤسسات منظمة التحرير وإعادة بنائها على أسس تنظيمية وسياسية جديدة.. "نحن اليوم على مشارف مرحلة جديدة، ومنظمة التحرير التي نسعى لها، ونوافق أن نكون فيها يجب أن يكون لديها برنامج سياسي آخر غير الذي تحمله الآن، ويجب أن تكون متحررة من الاعتراف بإسرائيل ومن اتفاق أوسلو".

 

* الكيان الصهيوني أعلن الحرب على السلطة وهدد باستهداف المصالحة، ما هي حظوظ تنفيذ هذا التهديد؟

- "إسرائيل" كعقل سياسي فيها من يعتبر أن المصالحة هي إنجاز لاتفاق أوسلو ولمصلحة أمن دولة الاحتلال، وأن كل القوى السياسية الفلسطينية ستكون منضوية تحت مسؤولية الرئيس عباس الملتزم باتفاقية أوسلو والموقع معها على اتفاقات أمنية، وبالتالي الكيان لا يخشى المصالحة. وأعتقد أن هذا عمّق التفكير الأمني الإسرائيلي رغم كل ما أشيع وكل ما تحدث به بعض المسؤولين الإسرائيليين بمن فيهم نتنياهو، ولا أعتقد أن إسرائيل قد تشن حربا حقيقية على المصالحة، بل يمكن أن تقدم تسهيلات للسلطة من أجل أن تعيد الأخيرة سيطرتها السياسية والقانونية على قطاع غزة.

 

* بعد اتفاق المصالحة هل تتوقع خطوة مصرية لرفع الحصار عن قطاع غزة؟

- لا أريد أن أتفاءل كثيرا رغم التصريحات الإيجابية التي سمعناها، لكن يجب أن نكون حذرين من هذه المسألة، ونحن كسياسيين ومسؤولين فلسطينيين لا يغيب عنا أن "إسرائيل" موجودة في المشهد الفلسطيني ولها تأثير على الموقف السياسي المصري فيما يتعلق بقطاع غزة، ونأمل أن يكون لمصر موقف مختلف يدعم رفع الحصار، ونريد أن نرى ذلك بصورة عملية. حتى اللحظة أداء وعمل معبر رفح لا يرتقي لطموح الشعب الفلسطيني، وهناك مخاوف كبيرة بألا تستطيع مصر فرض ما تريده على "إسرائيل" بخصوص المعبر لاعتبارات سياسية وقانونية، أنا لا أتحدث هنا عن رغبات، أتحدث عن معادلات وموازين قوى وعلاقات إقليمية ودولية.. نطالب الإخوة في مصر أن يقفوا عند التزاماتهم اتجاه الشعب الفلسطيني.

 

 

* الشباب الفلسطيني دعوا عبر "الفيس بوك" لأن يكون يوم 15 مايو الحالي يوما للتحرك ضد الاحتلال الصهيوني، كيف تقرؤون هذه الدعوة؟ وكيف يمكن أن تدعموا رغبة الشباب في التحرك باتجاه الاحتلال؟

- هذه خطوات إيجابية، ونحن نريد شعبا حيويا، وعندما يرفع الشباب شعارات العودة ومحاولة تطويقها والضغط على العدو وجمع التأييد للشعب الفلسطيني من كافة أنحاء العالم، فإن هذه ظاهرة إيجابية، ونحن -كحركة جهاد- نؤيد وندعم هذا التحرك ونتمنى أن يجد له صدى كبيرا لدى الشعب الفلسطيني ولدى المؤسسات الدولية، وأعتقد أنه سيكون هناك تفاعل كبير مع هذا التحرك في لبنان وفي غزة وفي الضفة الغربية.