خبر التيتان (الجبار)- يديعوت

الساعة 08:40 ص|11 مايو 2011

التيتان (الجبار)- يديعوت

والتايتنك (السفينة الغارقة)

بقلم: أفيعاد كلاينبرغ

يروى في العهد الجديد أنه ذات مرة جلب زوار اليسوع اليه إمرأة أُمسك بها في لحظة خيانة زوجية. ماذا سيفعل بها؟ سألوه بالحاح. الفقه في هذا الشأن واضح. وكان كل هدفهم هو احراج اليسوع الذي يميل (خلافا لما هو دارج) للتشدد مع تلاميذه والتساهل مع باقي الناس. "من منكم بلا خطيئة"، طرح اليسوع، "فليرمها بحجر". لسوء الحظ، لم يوجد في الجوار شخص بلا خطيئة. ولم يكن اليسوع نفسه بين الراجمين. فذهبت المرأة في طريقها وتواصل البحث عن الانسان الذي بلا خطيئة.

يسرني أن ابشركم بانه يمكن الكف أخيرا عن البحث. الرجل الذي بحثتم عنه الاف السنين اكتشف بل هو بيننا. في مقابلة في نهاية الاسبوع سُئل وزير الدفاع والزعيم الذي لا جدال فيه لحزب الاستقلال، "ما هي خطاياك؟" باراك لم يتردد للحظة: "ليس لدي خطايا".

وجدتها! كونه لا خطيئة له فانه يسمح لنفسه بان يرجم، وبوفرة، كل من ليس بريئا مثله. من لم يتلقَ الضرب من باراك؟ اولمرت وبايغا، بيرس ومئير عميت، حاييم اورون وعمران متسناع؛ بل وحتى بن غوريون. فيهم جميعا وجدت علة – ان لم تكن اخلاقية، فثقافية، وان لم تكن ثقافية، فشخصية (هم اناس صغار يتأثرون بمكامن قلوب الجموع). من حظ شعب اسرائيل أنه بين هذه العصبة يوجد، من كتفه فما فوق (أو على الاقل من أعالي برج ايكروف) مارد. ماذا مارد؟ تيتان (جبار).

بارد الاعصاب، ألمعي، محتقر للجموع، مخلص لدربه (ولبيته الذي يعمل له بكد) – لايهود باراك يوجد رأي طيب جدا (جدا) عن نفسه، ورأي طيب (كثيرا) اقل عن غيره. ميزة شخصية، ليس هناك أهمية كبيرة على نحو خاص لهذه المعلومة. الظاهرة معروفة. صحيح أن هناك الكثيرين ممن لا يشاركون في حماسة باراك الكبرى بحكمته وقدراته التحليلية، ولكن رأيهم، كما يعود ليوضح، لا يزيد ولا ينقص في نظره.

على الرغم من ذلك، يجب التوقف عند عدة جوانب في اقوال باراك. الاول هو القاعدة الاسرائيلية "هذا ما يفعله الجميع". المرة تلو الاخرى يوضح باراك بان سلوكه موضع الخلاف ليس من نصيب الكثيرين من أصحاب الرأي والمال. اذا كان باراك يجد نفسه في مجال القدرة المرة تلو الاخرى استثنائيا، ففي المجال الاخلاقي يحرص على أن يسير خلف الكثيرين. والسؤال اذا كان نمط السلوك هذا مرفوضا أو جديرا لا يهمه. فدوما سيجد احدا ما تصرف مثله (او اسوأ منه). وهذا الاكتشاف يعطل أفعال وزير الدفاع ويجعلها مسوغة تلقائيا.

الجانب الثاني هو الضحية. كان يمكن التوقع بان شخصا ولد وملعقة ذهبية في فمه، في كل طريقه استلقى آخرون في سبيله على الجدار، اختاروا نيابة عنه حق الصمت، شقوا له الطريق ومنحوه تنزيلات كبيرة، سيكون أقل تذمرا، اقل شكوى من معاملة غير عادلة، من التمييز ضده، من أن الاخرين أكلوا له وشربوا له. الانتقاد الجماهيري على باراك أقل بكثير مما كان أي شخص آخر تقريبا غيره تلقاه. لو كان للرجل قدرة ما على الانتقاد الذاتي، لكان فهم ذلك.

لعل الظاهرة الاكثر مفاجأة هي الحياة المهنية الطويلة لهذا الرجل. فباراك يأتي ببقائه كدليل على صحة طريقه – فها هم خصومه اختفوا عن الساحة، فيما أنه هو لا يزال يسير فيها. توجد مشكلة (منطقية وأخلاقية) في حجة مدى العمر (الافضل، بعد كل شيء، يسير في المقدمة). ولكن الصعوبة قائمة بالفعل: ما هو سر قوة هذا الرجل الذي ترك وراءه غير قليل من جزر الخرائب؟ أمل مقلق.

التيتان باراك لا يزال يمسك بدفة السفينة. من المجدي أن نتأكد من أن هذه ليست التايتنك. فلباراك سيكون لاحقا تفسيرات ترضيه. السؤال هو من سيدفع الثمن.