خبر اسرائيل وايران، تقرير بيني -هآرتس

الساعة 08:40 ص|11 مايو 2011

اسرائيل وايران، تقرير بيني -هآرتس

بقلم: الوف بن

(المضمون: الظروف الاقليمية والصراعات الداخلية في ايران والخلافات في الرأي في القيادة الاسرائيلية فيما يتعلق بمهاجمة ايران كل ذلك يجعل الهجوم على المنشآت الذرية الايرانية أصعب من ذي قبل - المصدر).

        1- انجاز اوباما: منذ اليوم الذي تولى فيه رئيس الولايات المتحدة منصبه جعل الأفضلية العليا عنده هي تثبيط عملية عسكرية اسرائيلية على منشآت ايران الذرية. ولمنع الهجوم جرى توثيق الرقابة الامريكية على الجيش الاسرائيلي. وسّعت ادارة اوباما مساعدة اسرائيل للحماية من الصواريخ، لكن اسرائيل سُلحت بسلاح هجومي جديد فقط ضمن "وضع سلفا" في مخازن طواريء يقتضي فتحها إذنا من واشنطن. ولحزب الله ترتيب مشابه مع رُعاته الايرانيين الذين يجوز لهم فقط إباحة استعمال الصواريخ البعيدة المدى التي نُصبت في لبنان. هذه الرقابة الملاصقة كفت في هذه الاثناء جماح اسرائيل.

        2- الردع الايراني ينجح: تعلمت ايران الدروس من قصف المفاعلين الذريين في العراق (1981) وفي سوريا (2007). وزعت المنشآت لتصعيب مهاجمتها، وأهم من ذلك أنها قررت ان تنقل الحرب الى ارض العدو وبنت ذراعا هجومية استراتيجية موجهة على اسرائيل. إن عشرات آلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية التي نصبتها ايران في ارضها وفي لبنان وفي غزة، وتعاونها مع الذراع الصاروخية السورية يمكن ان تزرع الخراب في غوش دان وأن تشل زمنا طويلا الاقتصاد الاسرائيلي. وكلما ثخنت ايران نظامها المهدِّد ارتفعت الاصوات في الجانب الاسرائيلي التي حذرت من مغامرة عسكرية تفضي الى حرب استنزاف مدمرة طويلة. إن الردع الايراني موجود في تل ابيب لا في نتانز.

        3- خلاف في القيادة: تم الكشف في الايام العشرة الاخيرة عن خلاف شديد في القيادة الاسرائيلية في الحاجة والحكمة في مهاجمة ايران. تمسك رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي وعد بأن يفعل كل شيء مع عودته الى السلطة لمنع السلاح الذري من ايران، بموقفه الذي يرى ان محمود احمدي نجاد هو هتلر. كرر نتنياهو في خطابه في يوم الكارثة تسميته لايران وحزب الله وحماس "المضطهِدين الجدد الذين يعملون على القضاء على دولة اليهود" وحذر قائلا: "ليعلم العالم كله، انه عندما تقول دولة اسرائيل والجيش الاسرائيلي انه لن يكون ما كان فاننا نقصد كل كلمة".

        ليّن وزير الدفاع الذي يُعد شريك نتنياهو في النهج الفعال في مواجهة ايران، توجهه في المدة الاخيرة. ففي مقابلة صحفية مع غيدي فايتس في ملحق صحيفة "هآرتس" قدّر باراك ان ايران لن تُلقي القنبلة على اسرائيل ورفض كلام رئيس الحكومة في ذكرى المحرقة. يعلم باراك ان عملية على ايران تقتضي تأييدا جماهيريا واسعا بسبب المخاطر الكبيرة التي تصاحبها. فاذا لم يكن التهديد فظيعا جدا فلا سبب يدعو الى الهجوم. كان رئيس الموساد التارك عمله، مئير دغان، كعادته أكثر صراحة في تصريحه المعلل عن ان الهجوم الجوي على ايران سيكون "غبيا". يتحدث دغان مثل واحد يعلم فقد كان مسؤولا عن الملف الايراني الى زمن قريب، وتبين ان نصائحه العملياتية في حرب لبنان الثانية كانت أدق من جميع النصائح.

        4- الايرانيون في مشكلات: إن مسؤولين اسرائيليين كبارا يرون العملية العسكرية الملاذ الاخير فقط – مثل نائب رئيس الحكومة، بوغي يعلون – يستمدون تشجيعا من الصراعات الداخلية في ايران التي تشهد على ضعف نظام الحكم. إن العقوبات الاقتصادية تدفع جماعة الاعمال الى جانب المعارضة الخضراء. علي خامنئي واحمدي نجاد يتشاجران، والزعيم الديني يُخضع الرئيس الذي لن ينافس كما يبدو في ولاية اخرى. ويناضل نظام حكم الاسد حليف الايرانيين عن حياته في مواجهة المتظاهرين في مدن سوريا. في وضع كهذا يحسن أن تجلس اسرائيل في صمت وألا تتدخل، وأن تدع المسارات الداخلية في طهران ودمشق إتمام العمل.

        5- تلخيص بيني: سيكرر نتنياهو في خطابه القريب في مجلس النواب الامريكي تحذيره من ان اسرائيل مهددة بالابادة ولهذا فلا ينبغي الضغط عليها لتخرج من المناطق الحيوية في الضفة الغربية وتنقلها لـ "المضطهِدين". إن اشاراته الى انه سيُرسل سلاح الجو الى عملية في ايران "كي لا يكون ما كان" اذا دُفعت اسرائيل الى الزاوية، يفترض ان تصد اوباما عن فرض تسوية اسرائيلية – فلسطينية، لكن التهديد يبدو أجوف: فالخلاف الداخلي في اسرائيل، والخوف من حرب استنزاف مدمرة، وعدم التأكد من كيفية رد مصر تعمل مثل كوابح لاطارات الطائرات. انتظر نتنياهو سنتين ليتبين فقط ان المهاجمة الآن أصعب عليه