خبر أينتظر أحد نتنياهو؟- هآرتس

الساعة 08:38 ص|11 مايو 2011

أينتظر أحد نتنياهو؟- هآرتس

بقلم: بوعز غنور

مدير معهد سياسة مواجهة الارهاب في المركز المتعدد المجالات في هرتسليا

(المضمون: يجب على اسرائيل ان تبادر الآن الى عرض مبادرة سياسية شاملة لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي اذا أرادت ان تمنع الاعتراف بدولة فلسطينية في الامم المتحدة في ايلول القريب - المصدر).

        لا أحد في العالم ينتظر بنيامين نتنياهو المشغول باعادة كتابة خطبته القديمة للسلام. سلام فياض رئيس الحكومة الفلسطيني لا ينتظر، فقد أقام دعائم دولته. وكذلك براك اوباما لا ينتظر، فقد نشر أسس خطته السلمية التي تتحدث عن دولة فلسطينية في حدود 1967. وقد أعلن نيكولا ساركوزي والاتحاد الاوروبي أنهما ينويان الاعتراف بالدولة التي ستنشأ، وحاولا بذلك الاشارة الى نتنياهو بأنه يجدر أن يتعجل، وربما لا يكون حلّ سؤال كيف يتهجون "اتفاقا بينيا بعيد الأمد".

        ولا ينتظر محمود عباس نتنياهو. فقد وقع على اتفاق سلام مع حماس، وصفق بذلك الباب في وجه اتفاق سلام مع اسرائيل. ولماذا ينتظر؟ ألم يرتب لنفسه أن يُكتب اسمه في كتب التاريخ باعتباره منشيء الدولة الفلسطينية، الى جانب خطة اعتزال مشرفة. شاهد في الاشهر الاخيرة المصير المرير لرفاقه السابقين، الحكام العرب البراغماتيين واستوعب الرسالة: وهي انه اذا لم يشأ أن يجد نفسه مخلوعا وذليلا أو مشنوقا في ميدان المدينة، فيجدر به أن يسارع الى التوقيع على اتفاق سلام مع حماس.

        يُثبط عباس بذلك كل احتمال لثورة داخلية في السلطة، حتى يعتزل عمله مع اجراء الانتخابات في غضون سنة. ومن هذه الجهة، يخطيء الجدل في اسرائيل في هل تصمد المصالحة أم لا، نوايا طرفي الاتفاق. فالحديث عن اتفاق على اعتزال عباس ونقل مفاتيح السلطة الى حماس بواسطة الانتخابات. حتى ذلك الحين تحاول حماس وفتح عرض جبهة موحدة. من اجل ذلك ستنشأ حكومة الخبراء التي ستحبط الانتقاد الموجه على حماس من قبل من يرون حماس منظمة ارهابية ومن قبل المتطرفين الذين يعتقدون انها براغماتية جدا.

        لاسرائيل نافذة فرص للتأثير في المسارات التاريخية. وهي نافذة يبدو انها ستُغلق في ايلول ولن يستطيع أي زعيم فلسطيني بعدها أن يوافق على مصالحة مناطقية ما. يجب على اسرائيل ان تعرض الآن مبادرة سياسية شاملة لحل الصراع. واذا استطاعت ان تفعل هذا فستستطيع أن تمنع الاعتراف بدولة فلسطينية في ايلول في الامم المتحدة. ربما يجدر ان ننشيء في اسرائيل ايضا حكومة خبراء، حكومة تفهم ما يجري حولها ولا تنساق مثل قشرة جوز في ماء هائج.