خبر في ذكرى النكبة..ممثل « الجهاد » في إيران: الثورات تتحرك باتجاه معادلة جديدة

الساعة 08:08 ص|11 مايو 2011

في ذكرى النكبة..ممثل حركة الجهاد في إيران: الثورات تتحرك باتجاه معادلة جديدة

فلسطين اليوم-غزة

أكد ناصر أبو شريف ممثل حركة الجهاد الإسلامي في إيران, ان الشعب الفلسطيني على اعتاب ذكرى النكبة تلك الجريمة الكبرى التي سيدفع المجرم ومن تآمر معه ثمن جرائمه التي لم تتوقف.

وقال أبو شريف في تصريحات له اليوم أن إحياء ذكرى النكبة في إيران يكون من خلال كل الفعاليات الإيرانية والجاليات الأخرى حيث  تنظم مظاهرات كثيرة ، مؤتمرات وبيانات ومقالات كتب مسيرات وكلها تصب في هدف واحد لكي لا ننسى.

 

وحول ردة فعل الاحتلال الغير طبيعية إتجاه المصالحة قال" هذه هي طبيعتهم((إن تمسسكم حسنة تسؤهم))، والكيان الصهيوني كان يتغذى على ضعفنا، ومن اكبر نقاط الضعف التنازع والاختلاف , مشيراً الى أن الأمة بدأت تستعيد وعيها وبدأت تشق طريقها نحو الاستقلال والحرية والعزة والكرامة.

وعن أحداث الفتنه في مصر أكد أبو شريف ان اليد الصهيونية موجودة هناك ولكن نحن مسلمين ومسيحيين نتحمل جزءا أيضا وعلينا كمسلمين أن نحافظ على إخواننا المسيحيين ، في كل الظروف وأن نشكل بذلك حماية للمجتمع من أي اختراق يقوم به أعداؤنا وهم كثر ويتربصون بنا .

وبين أبو شريف ان القضية الفلسطينية قبل أشهر معدودة كانت ملفاً صغيرا في درج عمر سليمان والآن هي قضية أمن قومي لمصر ، كل مؤسسات الدولة معنية بفلسطين، وسوف تفتح المعابر ويرفع الحصار عن غزة.

وأوضح أن الثورات تمهد لعلاقات متوازنة بين مكونات هذه الأمة الرئيسية بما فيها العرب وتركيا وإيران، بمعنى إننا نتحرك باتجاه معادلة جديدة .

وفيما يلي نص المقابلة كاملة :

ونحن على أعتاب ذكرى النكبة .. ماذا تمثل لكم هذه الذكرى ؟

کم هذا العالم متوحشا، ليس لحقوق البشر فيه مكان ، قانون الغاب الذي يحكمه ، ومملكة الشر تديرها اليوم أمريكا والعالم الذي يصف نفسه بالمتحضر والذي يدعي دفاعه عن حقوق الإنسان، اكبر جريمة في القرن العشرين بامتياز ، اكبر عملية تطهير مجتمعي وهي جريمة ضد الإنسانية بكل المقاييس ، ما زالت الضحية شاهدة على كل الذين أجرموا بحقها وما زالوا يجرمون، وما زال المجرم يسرح ويمرح دون عقاب بل يكافأ المرة تلو الأخرى على جرائمه، إنها هولكوست فلسطين انها الذكرى والبطولة ، بطولة الصمود الأسطوري الذي رفض وما زال يرفض وسيظل يرفض مع ولادة كل طفل جديد كل المحاولات لطمس معالم هذه الجريمة، الى ان يأتي اليوم الذي يدفع فيه المجرم جزاء فعلته، وتأخذ الضحية حقها كاملا غير منقوص سوف يدفع عذاب سنين ثلاثة أجيال من الفلسطينيين هجروا قسرا عن وطنهم ليحل محلهم شذاذ الآفاق.

سوف يظل الفلسطيني في الشتات الشاهد على تلك الجريمة الكبرى وسيدفع المجرم ومن تآمر معه ثمن جرائمه التي لم تتوقف، وسيكون قريبا بإذن الله.

· الشعب يريد العودة إلى فلسطين كيف يتم إحياء هذا اليوم في إيران ؟

في ايران من خلال كل الفعاليات الايرانية والجاليات الاخرى يتم احياء هذا اليوم من خلال مظاهر كثيرة ، مؤتمرات بيانات مقالات كتب مسيرات كلها تصب في هدف واحد لكي لا ننسى، لكي لا ننسى هذه الجريمة ضد الإنسانية، لنؤكد لأنفسنا وللعالم ان من يسمون انفسهم دولا متحضرة هي دول متوحشه تحركها مصالحها لا مبادئها، يجب ان لا تنسى الشعوب العربية الناهضة ان أمريكا ليست راعية لحقوق البشر بل هي راعية لمصالحها وراعية لحلفائها الذين يخدمون مصالحها، وإن حاولت أن تدعي غير ذلك.

· إسرائيل لا زالت تؤكد على يهودية الدولة وتدعمها في ذلك أمريكا ودول الغرب ؟

نعم هذا هو الغرب وهذه هي الحضارة الأوربية والأمريكية، يرفضون ان تقام النظم على أسس دينية في بلدانهم ويدعمونها دينية عنصرية في بلادنا إمعانا في الحرب ضد الوجود الفلسطيني ، يهودية الدولة تعني جريمة جديدة ترتب ضد شعبنا الصامد في فلسطين المحتلة عام 48، هذا الصمود الذي ازعجهم وأصبح تهديدا جديا على دولتهم التي بنوها على حساب شعب آخر، يريدون ان يرتكبوا جريمة أخرى ضد الانسانية بتهجير من تبقى في ارضه رغم كل المعانيات.

لكن الزمن ليس زمنهم ، نحن نبشر بزمن جديد يعاد الحق فيه لأهله، وسعاقب فيه المجرمون بالعدل.

لن تستطيعوا اقتلاعنا، كل ما بذلتموه من مال ومن جهد ومن حرب ومن دعاية نبشركم ان عدد الفلسطينيين في فلسطين التاريخية يعادل عدد اليهود رغم كل الامكانيات التي وفرت لجلب اليهود من كل بقاع العالم.

والبقية خارج فلسطين شاهدة على إجرامكم عندما يحين الوقت الذي نشكل فيه محكمة الجرائم ضد الانسانية التي سوف ننشئها لكم ولكن على اسس انسانية صحيحة الانسان اخ الانسان، وكلكم من آدم وآدم من تراب.

· بعد توقيع اتفاق المصالحة لوحظ الهجمة الإسرائيلية على الاتفاق .. هل الوحدة تزعج إسرائيل؟

هذه هي طبيعتهم((إن تمسسكم حسنة تسؤهم))، الكيان الصهيوني في قيامه وصموده يعود بجزء منه علينا، لقد كان يتغذى على ضعفنا، ومن اكبر نقاط الضعف التنازع والاختلاف ((ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم))، الامة كانت ممزقة ومختلفة ومتنازعة ، والنظام الرسمي كان وكيلا للغرب يخدم مشروعه .

الان الامر تغير ، الامة بدأت تستعيد وعيها وبدأت تشق طريقها نحو الاستقلال والحرية والعزة والكرامة،فالكيان الصهيوني في حالة استياء وكآبة ، ونأمل ونتوقع بإذن الله ، ان تتعمق هذه المشاعر حتى يأتي اليوم الذي يدفعون فيه ثمن جرائمهم وإفسادهم في الارض.

· ما هو تعقيبكم على أحداث الفتنة التي أعقبت الثورة المصرية ، وهل هناك أيدي صهيونية فيما يجري في مصر ؟

اینما تجد الافساد في ارض تأكد ان اليد الصهيوينة موجودة هناك((كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الارض فسادا والله لا يحب المفسدين))

لكن نحن مسلمين ومسيحيين نتحمل جزءا ايضا ، عندما نتحول الى أذن ، الى أذن شر ، عندما نتحرك من خلال آذاننا وليس عقولنا، عندما تحركنا الاشاعة وتدفعنا الى الاقتتال والتدافع.

ايها المسلمون، عليكم ان تحافظوا على وحدة شعوبكم، وان تدافعوا عن إخوانكم المسيحيين ، كدفاعكم عن انفسكم لأنهم جزء منا ومن انفسنا، ولأن الله سبحانه وتعالى وضح لنا ان التدافع في الارض ليس من أجل الافساد او ايجاد بيئة الفساد والافساد بل من أجل دفع الفساد الذي يكون من خلال حماية كل العابدين وكل المعابد: (( يقول الله تعالى: ولولا دفع الله اناس بعضهم ببعض لفسدت الارض)) ويقول تعالى: (( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا)) فحماية المعابد وحماية الكنائس ودور العبادة مقدم على حماية المسجد، فحماية الكنائس واجبكم كما هي حماية المسجد.

وإذا كانوا أهل ذمة كما كان وصفهم في التاريخ ، فهي ذمة الله ورسوله، لذلك من قتل ذميا(( أي مواطنا محميا بذمة الله ورسوله)) فقد برئت منه ذمة الله ورسوله، ومن آذى ذميا فقد آذى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.

علينا كمسلمين أن نحافظ على إخواننا المسيحيين ، في كل الظروف وأن نشكل بذلك حماية للمجتمع من أي اختراق يقوم به أعداؤنا وهم كثر ويتربصون بنا الدوائر، وان لا نكون أُذُن تحركنا الإشاعة بل علينا ان نفكر بعقولنا.

· هل ما يجري في المنطقة من ثورات يخدم القضية الفلسطينية ؟

بالتأكيد ، امتنا من خلال ثوراتها تستعيد عزتها وكرامتها وحريتها واستقلاليتها ومبادئها ومشاعرها، هي في طريقها إلى النهوض في كافة المجالات بدئا من السياسة والحكم وانتهاء بأصغر السلوكيات.

فلسطين في قلب الأمة؛ في مشاعرها في عقائدها في عبادتها ، كل ما تختزنه الأمة نحو فلسطين سوف يعود على فلسطين.

بلغة أخرى فلسطين، والأمة مع فلسطين سوف يكونون اكبر المستفيدين والعالم أجمع، العالم أجمل بدون هذا الكيان السرطاني الذي أسرف في الفساد في الأرض، ويمنع كل إمكانيات النهوض.

الشعب الفلسطيني تأثر وتفاعل وهتف من أجل الثورة والوحدة ونبذ الفرقة والانقسام، فانعكس ذلك تصالحا، هذه أولى ثمرات هذه النهضة ، وأنا لست متشائما من مستقبل المصالحة ولا أخشى عليها بل إن المستقبل سوف يشهد تقاربا كبيرا في كل المجالات، حتى مع وجود الخط التفاوضي ، الذي سوف يثبت للعالم أن من يرفض السلام هو هذا الكيان المعادي للسلام أصلا، وسيحارب الدولة الفلسطينية المستقلة وسيحاول أن يفشلها بل هو يحكم عليها بالفشل مسبقا، نحن نسير باتجاه المواجهة الحتمية مع هذا الكيان وسنسير إليه موحدين بحكم الواقع وبعد ذلك بحكم القناعة.

القضية الفلسطينية قبل أشهر معدودة كانت ملفا صغيرا في درج عمر سليمان والآن هي قضية أمن قومي لمصر ، كل مؤسسات الدولة معنية بفلسطين، وسوف تفتح المعابر ويرفع الحصار عن غزة.

هذه الثورات تمهد لعلاقات متوازنة بين مكونات هذه الأمة الرئيسية وأقصد العرب وتركيا وإيران، بمعنى إننا نتحرك باتجاه معادلة جديدة ، نحو امة تدير أمورها بنفسها ولا تتلقى التعليمات من البيت الأبيض.

الثورات تعني إيجاد بيئة كبيرة تدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة هذا الكيان الغاصب بعد أن كانت النظم الرسمية ترتب من أجل تصفية هذه القضية.