خبر أبو عرب يغني بفلسطين لأول مرة

الساعة 09:17 م|09 مايو 2011

أبو عرب يغني بفلسطين لأول مرة

فلسطين اليوم- الجزيرة نت

في حفل غير مسبوق الحضور بمدينة رام الله، غنى شيخ الفنانين الفلسطينيين إبراهيم الصالح والشهير بـ"أبو عرب" على أرض فلسطين، بعد أن أتيحت له زيارة البلاد لأول مرة منذ هُجّر مع عائلته من قريته "الشجرة" عام 1948 عندما كان عمره 17 عاما.

 

وافتتح أبو عرب، الذي جاوز الثمانين من عمره، حفله الأول بقصر رام الله الثقافي، بالتحية للشهداء والفصائل الفلسطينية التي وقعت مؤخرا على اتفاق المصالحة في القاهرة.

 

واختار أبو عرب، كما قال للجزيرة نت، أن يشدو بالأغنية الأكثر قربا إليه والتي رافقته كأمنية بأن يغنيها على أرض الوطن طيلة أربعة عقود وهي "ما نسيتك يا دار أهلي"، وتلاها بأغنية " يا يمة في دقة ع بابنا" و"راجع ع بلادي" و" هدي يا بحري هدي طولنا بغيبتنا".

 

وحضر الحفل أكثر من ألفي فلسطيني في قاعة لا تتسع سوى لنصفهم ولكن في جو شديد من الحماسة والتفاعل مع أغاني الثورة والمقاومة.

حلم العودة

وقال أبو عرب للجزيرة نت إنه شعر وكأنه يعود لنفسه منذ كان في السابعة عشرة من عمره، مضيفا "لم أكن أحلم أن أعود لبلدي ولو لأيام معدودة وأنا على قيد الحياة".

 

وقطع الرجل الثمانيني، ابن الشهيد محمد الصالح الذي قتل في معركة الشجرة عام 1948 ووالد الشهيد معن الذي استشهد في جنوب لبنان عام 1982، الحدود السورية ومنها إلى الأردن ثم فلسطين، ليوقفه الاحتلال ويستجوبه عند معبر الشيخ حسين على الحدود الأردنية الفلسطينية.

 

وقال أبو عرب إن لحظة احتجازه على "الجسر" كانت الأصعب "ظننت وقتها أنني على بعد دقائق من البلاد ولن يسمح لي بدخولها" وخضع المغني الفلسطيني المعروف لاستجواب "عما إذا كان أبناؤه في صفوف الفدائيين أم لا" هكذا سأله الضابط الإسرائيلي، قبل أن يتاح له الدخول.

 

ولم يبدِ أبو عرب استغرابا من حجم الإقبال الجماهيري غير المسبوق على حضور حفلته في رام الله ومن كل أنحاء فلسطين، مؤكدا أنه يتلقى على الدوام اتصالات من فلسطينيين داخل وخارج الوطن ويدرك تماما كم يحب الناس أغانيه هنا.

 

وبينما حاولنا حثه على استذكار الفترة الأصعب في حياة اللجوء والبعد عن الوطن، قال إن اللجوء كله صعب و"لكن يتعزز شعور الفقدان عند موت أحد الأقارب سواء في البلاد أو خارجها حيث نضطر لدفنه بعيدا عن تراب الوطن".

 

وعاد أبو عرب ليؤكد على موقفه المعلن بأن أي لاجئ يقبل التعويض عن حق عودته إلى قريته وبلده الأصلي فهو خائن، مضيفا "إن حل قضية اللاجئين يكون بالعودة فقط لا غير وحينها لنا الخيار فيما نفعله بأرضنا".

 

خروجه من الشجرة

ويتحدث أبو عرب بذاكرة قوية عن حادثة خروجه مع والدته بعد استشهاد والده من قرية الشجرة قرب طبريا عام 1948، حيث " شهدت القرية مجزرة راح ضحيتها 28 مقاتلا من أصل 64 تطوعت القرية كاملة بشراء السلاح لهم".

 

ومن الشجرة خرج الفتى مع أمه إلى القرى المجاورة ومنها إلى مخيم عين الحلوة في لبنان، ومن ثم قرر السفر تاركا صديقه الأقرب وابن عمته فنان الكاريكاتير الفلسطيني "ناجي العلي" إلى حمص السورية عندما علم باستقرار أخواته المتزوجات هناك.

 

وحفلت أغاني أبو عرب التي زادت عن ثلاثة مائة بالحض على المقاومة وحمل السلاح في وجه العدو وعدم التفريط بحق عودة اللاجئين، وقد بدأ الغناء عام 1959 عبر إذاعة صوت العرب، وانطلق رسميا مع انطلاق الثورة الفلسطينية عام 1965 عبر إذاعة صوت فلسطين.

 

وكانت أغنية "شهيد يودع أخته" أول أغنية له، وأعاد أبو عرب غناءها مرارا لابنه الشهيد "معن" الذي تمكن من زيارة قبره بعد تحرير الجنوب اللبناني عام 2000.

قريبا من قريته

ورغم وجوده في فلسطين، يقول أبو عرب "أشعر بحزن وألم شديد لأنني على بعد قليلا من قريتي الشجرة ولا استطيع زيارتها... صحيح أنني عدت إلى فلسطين ولكن مكتف اليدين لأيام معدودة فقط".

 

ومن المقرر أن يقدم أبو عرب سلسلة حفلات بمدن الضفة الغربية المختلفة برفقة 150 شابا وشاعرا وفنانا فلسطينيا قدموا من مخيمات اللجوء في لبنان وسوريا والأردن ومن الشتات الفلسطيني بالدول العربية وأوروبا.

 

وقال مسؤول اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم إسماعيل التلاوي إن استضافة أبو عرب وفرقتي حنين والكوفية الفلسطينيتين لأول مرة في فلسطين، تأتي في إطار سياسة اللجنة التي تهتم بجمع اللاجئين الفلسطينيين في فعاليات واحدة

 

وقال التلاوي للجزيرة نت "جئنا بعشرات اللاجئين بتصاريح زيارة كحق شرعي لهم بالعودة إلى أرض الوطن".

 

وإلى جانب مغني الثورة الفلسطينية، حضرت فرقتا حنين والكوفية وشعراء وفنانون مثل الفنانين غسان السعدي من مخيم اليرموك ومصطفى زملة من مخيمات لبنان والشاعر الفلسطيني أحمد الدخيل الذين سيشاركون في حفلات وأمسيات ثقافية على مدار عشرة أيام بمدن الضفة.

 

وكانت سلطات الاحتلال قد منعت عددا من الشبان القادمين ضمن القافلة ذاتها من دخول الأراضي الفلسطينية بحجج أمنية.