خبر دولة تفر من البشرى- هآرتس

الساعة 08:12 ص|09 مايو 2011

دولة تفر من البشرى- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

عشية يوم الاستقلال الـ 63 تبدو اسرائيل ظاهرا، اكثر من أي وقت مضى، مثل "الفيلا في الغابة" التي تحدث عنها وزير الدفاع ايهود باراك: فهي تتمتع باستقرار سلطوي، بديمقراطية حصينة، بقوة اقتصادية وبهدوء أمني نسبي. أما حولها، فحراك الارض يهز جيرانها ويغير اوضاعا جغرافية – سياسية، أنظمة تسقط، زعماء يذبحون مواطنيهم وخصوم الامس يتحدون لمواجهة التغيرات السياسية الكبرى، بما فيها اقامة دولة فلسطينية في ساحتنا حقا.

        ولكن حتى من يتحلى بالهدوء الذي في قلب العاصفة لا يمكنه أن يتجاهل آنيته وهشاشته. اسرائيل لا توجد على كوكب آخر من جيرانها. ولا يمكنها أن تقطع نفسها عن العواصف الشرق الاوسطية، عن روح الزمن، وعن عزلتها المتزايدة.

        ليس هكذا تعتقد على ما يبدو حكومة اسرائيل التي تتصرف وكأن تشبيه "الفيلا في الغابة" ليس اضطرارا بشعا مستقبله غير مزهر – بل مثال ينبغي دفعه الى الامام وتخليده. مقودة من رئيس وزراء يرفض غريزيا كل مبادرة وتغيير، يغذي المخاوف، يعرقل كل فرصة، ويكمن لكل بيان على أنه لا يوجد مع من يمكن الحديث – فان الدولة في سنتها الـ 63 تبدو كمن حلت بها الشيخوخة: تغلق على نفسها وتنطوي في قلقها، تشلها المخاوف، تدفع بما يجري الى خلف نوافذها، تتمترس في مواقفها. مبادراتها تجد تعبيرها بالتمسك بكل وضع راهن، بتوجيه الاحتجاج والتذمر نحو العالم بأسره، وفي تخويف مواطنيها من مخاطر الغابة و "الحرب القادمة" – التي يزعم أنها محتمة.

        الفعل لغرض الفعل ليس مقدسا. أحيانا توجد حكمة حتى في الانتظار. غير أن التغييرات في المنطقة بما فيها تغيير الانظمة ذات الحكم المطلق وجهود الوحدة في أوساط الفلسطينيين، تفتح الى جانب المخاطر امكانيات جديدة اخرى أمام الزعامة الابداعية.

        فهل يوجد كهذه في اسرائيل؟ فضلا  عن هذه الخطوة السياسية أو تلك، يبرز مرة اخرى التساؤل – ولا سيما في يوم الاستقلال – الى اين اختفت روح الابداع، التفاؤل ومحبة السلام التي اعتمرت اسرائيل في الماضي، وكيف حلت محلها العقلية السلبية والمنغلقة، التي تفر من كل بشرى، ولا سيما تلك التي يوجد فيها أمل وفرصة.