خبر احباط مركز لنتنياهو -يديعوت

الساعة 08:11 ص|09 مايو 2011

احباط مركز لنتنياهو -يديعوت

بقلم: رونين بيرغمان

(المضمون: الهجوم العسكري، برأي دغان، لا يمكنه أن يوقف المشروع النووي الايراني بشكل مطلق. الهجوم العسكري يمكنه أن يؤخر البرنامج لفترة زمنية محددة فقط. غير أن هذا التأخير لا يستحق الثمن الذي سيتعين على اسرائيل ان تدفعه - المصدر).

        احجية: ماذا كانوا سيفعلون لرجل، لنفترض انه صحفي، يحصل على محضر عن تصريحات رئيس الموساد، فينقله الى الرقابة العسكرية، التي تشطبه بدعوى أن نشره سيلحق ضررا خطيرا بأمن الدولة، ومع ذلك ينشره؟ بلا شك – تحقيقات لدى الشرطة والمخابرات، وعلى ما يبدو تقديم الى المحاكمة على مادة التجسس الخطير. آه، توجد لهذه القاعدة شواذ – اذا كان هذا الرجل هو رئيس الموساد نفسه.

        قبل نحو ثلاثة اشهر، في يوم انهائه لمهام منصبه، أجرى رئيس الموساد استعراضا مغلقا لمجموعة من الصحفيين. تحدث فيه بحدة ضد الهجوم على ايران، وكان واضحا لمن حضر في الغرفة بان دغان يجري احباطا مركزا لكل مبادرة من نتنياهو او باراك لشن مثل هذه الحملة، لمعرفته بان الاقوال ستسرب. غير أن الرقابة، خلافا لرأي دغان، شطبت الاقوال للنشر، وظهرت هذه على نحو غامض وجزئي. في نهاية الاسبوع واصل دغان خطوته الشاملة ضد الهجوم الجوي، وفي واقع الامر ضد رئيس الوزراء، فجعل الرقابة غير ذات صلة حين قال ما قاله في محفل واسع في الجامعة العبرية في القدس.

        دون صلة بشكل سلوكه، فان لمجرد الاقوال التي يقولها دغان، ثمة، بالطبع، اهمية، وان كان هناك من يعتقد بانها ليست نقية من الاعتبارات الشخصية والتنظيمية. وحسب مفهوم دغان فان ايران بعيدة جدا عن القنبلة النووية، وبرنامجها يتعرقل المرة تلو الاخرى بسبب الوسائل التي استخدمت ضدها. ويلمح دغان في واقع الامر بانجازات رجاله تحت قيادته. محظور على اسرائيل من حيث جوهر الحظر مهاجمة ايران بضربة عسكرية علنية، يقول دغان، إذ ان مثل هذه الخطوة ستكون خطأ دراماتيكيا.

        لاستخدام الدول للعنف ثمة أثمان لا تطاق، كما يعتقد دغان، حذار على اسرائيل أن تشرع في حرب ضد ايران، الا اذا هوجمت فقط. بشكل عام، رئيس الموساد المنصرف يعتقد أنه محظور على اسرائيل الشروع في حرب لا يمكنها فيها أن تحقق حسما مطلقا، على نمط الحرب العالمية الثانية. اسرائيل غير قادرة اليوم على تحقيق مثل هذا الحسم مقابل أي من خصومها، وعليه، فمحظور عليها الشروع في حرب شاملة. دغان لا يشمل في هذه القاعدة هجمات صغيرة او اقتحامات.

        الهجوم العسكري، برأي دغان، لا يمكنه أن يوقف المشروع النووي الايراني بشكل مطلق. الهجوم العسكري يمكنه أن يؤخر البرنامج لفترة زمنية محددة فقط. غير أن هذا التأخير لا يستحق الثمن الذي سيتعين على اسرائيل ان تدفعه. هجوم اسرائيلي سيكون مثابة نعمة لنظام آيات الله في ايران لانه سيوفر لهم ذريعة للانسحاب من الميثاق الدولي لمنع نشر السلاح الدولي وسيوحد السكان في ايران خلف الحكم.

        ويحذر دغان من أن هجوما اسرائيليا على ايران سيؤدي الى تدخل حماس من الجنوب وحزب الله من لبنان. توجد امكانية في أن تتخذ سوريا ايضا في القتال فتحاول الضرب الشديد للجبهة الداخلية الاسرائيلية. هذه الجبهة، كما يقول دغان غير جاهزة اليوم لهجوم متداخل بالصواريخ. لا توجد قدرة دفاعية، لا يوجد فهم مناسب.

        بل وسار دغان المرة تلو الاخرى بعيدا في تحديد الجدول الزمني للمشروع النووي الايراني. وهو يدعي اليوم بانه سيكون لايران ربما، منشأة نووية اولى في 2015، بل ان هذا ايضا هو تقدير متشدد جدا (من زاوية اسرائيلية) ويستند الى الافتراض بان مساعي الاحباط والابطاء ستتوقف الان، وكل العالم سيقف جانبا حيال التحول النووي الشيعي. بمعنى آخر: اذا بقيت اليقظة العالمية واستمرت النجاحات الغربية في الضغط على ايران، فان الموعد سيكون أبعد بكثير.