خبر أزمة بين الأردن وعباس

الساعة 06:01 ص|09 مايو 2011

أزمة بين الأردن وعباس

فلسطين اليوم-وكالات

الفكرة كانت بسيطة لكن التعبير عنها انطوى على تعقيد، فقد فوجئت عمان الرسمية بالإعلان عن توقيع المصالحة بين حركتي فتح وحماس في القاهرة ودعي وزير خارجيتها لحضور احتفال رسمي عربي بالمناسبة السعيدة وبعد مشاورات في مقر رئاسة الوزراء اتخذ القرار بأن تظهر عمان قدرا من الاحتجاج على ترتيب أوراق هذه المصالحة بدون علمها أو من وراء ظهرها.

وعليه قرر وزير الخارجية ناصر جودة ان لا يذهب للمشاركة في عرس المصالحة الفلسطينية على حد تعبير نائب مخضرم وتقرر ان تحتج عمان للأطراف المعنية على نحو يكتفي بحضور دبلوماسي من القاهرة للمناسبة على ان يتغيب الوزير جودة علما بان سياسيا محنكا اقترح على جودة التالي: 'لو كنت مكانكم لشاركت بالعرس ودبكت وصفيت حساباتي لاحقا'.

 

رسالة الاحتجاج البروتوكولية لم تحقق أغراضها، فوسط دوائر القرار في عمان يتنامى الشعور بـ'خيانة رئيس السلطة محمود عباس' الذي حجب معلومات المصالحة عن حلفائه الأقوى في المنطقة وزاد في منسوب الاستياء ان رعاة المصالحة من حكام مصر الجدد أيضا لم يظهروا أي قدر من المجاملة لشركاء السلام الأردنيين لا على صعيد ملف المصالحة ولا على صعيد قضية الغاز المصري.

وسط مشاعر ومظاهر الاستياء عند حكومته استقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وفدا يمثل فلسطينيي عام 1948 وكانت الرسالة الأساسية في اللقاء: لا تقلقوا.. كنا معكم وسنبقى.

في الأثناء صدر قرار سياسي بأن يسمح وخلافا لكل مرة للشيخ رائد صلاح بزيارة عمان ورفع الفيتو عنه فحضر الرجل وأشاد بالاستقبال الدافئ له على الجانب الأردني من الجسر وأطلق عبارته الشهيرة قائلا: 'ثورات الربيع العربي ستنتهي بتحرير الأقصى'.

وأيضا فتحت نافذة صغيرة للمكتب السياسي في حماس على أمل الاستطلاع ومعرفة ما الذي يجري ووسط كل ذلك تزايد الشعور الرسمي الأردني بان السلطة الوطنية الفلسطينية لم تتعامل باحترام مع الموقف فاندفعت نحو المصالحة بدون حتى إبلاغ الجانب الأردني.

لكن حفل المصالحة انجز في القاهرة بغياب أردني حقيقي وبدأت الاحتفالات في القطاع ورام الله وترافقت مع مقالات في الصحافة الأردنية تتحدث عن مصالحة ورقية تفتقد للإجراءات.

وعليه قدّر المسؤولون في المطبخ السياسي الحكومي بان خطوات الاعتراض والاحتجاج لم تحقق أغراضها فخرج رئيس الوزراء معروف البخيت بمحاضرة عامة ليعيد ترتيب الأوراق من الجانب الأردني على أنغام 'أزمة صامتة' بين الأردن رسميا وبين السلطة الفلسطينية حاول الرئيس محمود عباس احتواءها دون فائدة عندما أرسل ليخبر وزارة الخارجية الأردنية بالرسالة التالية: إعذرونا فنحن انفسنا فوجئنا بالمصالحة مثلكم وكل شيء جرى بسرعة.

ولم يكن سرا من البداية ان إنجاز المصالحة بالسرعة التي حصلت أثار ارتياب عمان من أن يكون الأمر مقدمة لأجندة إقليمية مرتبة بعيدا عنها وبصرف النظر عن مصالحها فقررت حكومتها ممارسة الشغب في أرفع مستوياته السياسية عبر اليافطة العريضة التي رفعها البخيت قائلا: لن نقبل بأي حل لا ينص على حق العودة ثم تحدث عن مسألة تخص الأمن الوطني والقومي وكل أنواع الأمن الأردني.

وهدف رسالة الشغب هنا بوضوح الرد على تجاهلات الرئيس عباس لكن في عمان اليوم لا يريد أحد أن يوجه اللوم بالسياق لاستراتيجية إقصاء حركة حماس وإبعادها تماما طوال سنوات عن الحضن الأردني الذي طلبته بشدة، فحماس برأي بعض المحللين كان يمكن ان تكون ورقة أردنية في معركة المصالحة التي أظهرت بوضوح ضعف جهوزية وحضور ودور اللاعب الأردني. كما أظهرت بؤس استراتيجية إقصاء حماس والابتعاد الكلي عنها دون أن ينتهي الأمر بأي استراتيجية لمعاقبة عباس.