خبر رد هستيري- هآرتس

الساعة 10:09 ص|08 مايو 2011

رد هستيري- هآرتس

بقلم: يهودا بن مئير

حماس منظمة تستعمل ارهابا فتاكا وتؤيد كفاحا مسلحا هدفه المعلن هو القضاء على اسرائيل. لم يكن لاسرائيل ولا يمكن ان يكون حوار مع هذه المنظمة. اجل، السلام يُصنع مع أعداء، لكن مع أعداء يريدون السلام وحماس ليست كذلك. ان موقف اسرائيل هذا عادل ومنطقي ايضا، واذا عملنا بحكمة يمكن ان نصوغ حولنا تأييدا دوليا واسعا.

لكن الطريق طويلة من هنا حتى رد الحكومة الشامل غير المتزن على اتفاق المصالحة بين حماس وفتح. إن تصريح رئيس الحكومة الدراماتي أمام الأمة بعد أقل من ساعتين من نشر النبأ الاول عن توقيع اتفاق المصالحة، لم يكن في محله ولم يشهد على برود أعصاب ولا على قدرة ثبات للضغوط ولا على اتزان. مع كل الخطر في الاتفاق مع حماس، فانه لا يمكن ان يكون سببا لقلب الطاولة وقطع تام للعلاقة بكل جهة فلسطينية.

تستطيع اسرائيل ان تطلب الى العالم ألا يحادث حماس واعضاء حكومة فلسطينية يمثلون حماس، لكنها لا تستطيع ان تطلب عدم محادثة من يحادث حماس أو حتى من يوقع على اتفاق معها. فمحمود عباس ليس حماس حتى بعد اتفاق المصالحة – اذا تحقق أصلا.

أبو مازن يعترف باسرائيل، ويلتزم اتفاقات وقعت معها، وكرر الاعلان في مقام التوقيع على الاتفاق بارادته أن يتوصل معها الى اتفاق سلام – حتى لو كان ذلك بشروط لا نقبل بعضها. أبو مازن يرفض الارهاب، ويجري تنسيقا أمنيا وثيقا مع الجيش الاسرائيلي و"الشباك" وأعلن انه حتى لو فشلت جهود الفلسطينيين كلها فانه يعارض بشدة انتفاضة عنيفة. يجوز التحفظ من اتفاق مصالحة مع منظمة ارهابية والتنديد به لكن تبني سياسة رفض شامل للتحادث مع جهة فلسطينية ما سيكون خطأ شديدا.

هل يريد نتنياهو حقا أن يُعيد اسرائيل عشرين سنة الى الوراء، الى الفترة التي لم تحادث فيها الفلسطينيين قط؟ عرفت اسرائيل في الماضي كيف تُفرق بين حكومة اسماعيل هنية التي قاطعتها وبين أبو مازن وم.ت.ف اللذين حادثتهما. إن طلب نتنياهو الى أبو مازن ان يختار بين حماس واسرائيل لن يصمد وسيفضي باسرائيل الى طريق مسدود والى سقوط سياسي.

اجل تُسمع في حلقات اليمين اصوات ابتهاج – فلا يوجد شريك ولا يوجد من نُحادث ويمكن ان نبدأ زخم الاستيطان. وقد عرض وزراء في الحكومة ضم يهودا والسامرة وهذا أمر لم يقترحه حتى مناحيم بيغن واسحق شمير. بل إن رئيس الائتلاف عضو الكنيست زئيف ألكين بشر الأمة بأن فكرة الدولة الفلسطينية قد دُفنت. هذه سخافات ويصعب ان نفترض ان يؤمن رئيس الحكومة بأنه يوجد في العالم من يقبل هذه السلعة.

لم يُلغِ اتفاق المصالحة الحاجة الى مبادرة سياسية اسرائيلية بل عززها، وهو يؤكد بقوة أكبر حيوية والحاح الأخذ بمبادرة كهذه. مطلوب الى رئيس الحكومة ان يعمل باتزان ومسؤولية. إن التأليف الواعي فقط بين المقاومة الشديدة لحماس ومبادرة سياسية عملية جريئة صادقة سيُمكّن اسرائيل من الانتصار في الصراع السياسي الصعب الذي يواجهها.