خبر ميرفت صادق تكتب: الزحف لفلسطين.. ثورة في الوعي بحق العودة واستعادة دور الشتات

الساعة 07:08 ص|08 مايو 2011

ميرفت صادق تكتب:  الزحف لفلسطين.. ثورة في الوعي بحق العودة واستعادة دور الشتات

سأعيد هنا طرح وجهة نظري بالزحف التاريخي لفلسطين المقرر في الذكرى الثالثة والستين لنكبة فلسطين الكبرى التي تصادف 15 أيار الجاري، كأهم مبادرة لتحريك قضية حق العودة منذ نكبة فلسطين على ما أعتقد.

قرأت اليوم مداخلة للكاتب رشيد حسن بعنوان " النفير إلى فلسطين" في صحيفة الدستور الأردنية، وفيها يذكر الكاتب بما نشرته صحيفة «هارتس» الإسرائيلية مؤخرا ونقلا عن محاضر اجتماعات مجلس الوزراء الإسرائيلي، الذي عقد برئاسة ليفي اشكول في الخمسينيات من القرن الماضي, حيث تورد الصحيفة بان اشكول وجه استفسارا إلى وزرائه وخاصة وزير الجيش (ديان), ورئيس الأركان (رابين) عن استعدادات إسرائيل فيما لو فكر لاجئو قطاع غزة بالعودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها بالقوة المسلحة, فخيامهم المنصوبة على الحدود لا تبعد أكثر من 2 كلم عن هذه المدن.

وكانت المفاجأة أن الجميع أقروا أن هذه الفكرة لم تخطر على بالهم. ولكن إذا عبروا الحدود سنطلق عليهم النار، كما قال رابين, فيخافوا ويتراجعوا..، "وإذا لم يتراجعوا" سأل أشكول, فأجاب رابين حينها "لكل حادث حديث".

انطلاقا من الأهمية التي توليها الأوساط الإسرائيلية على أعلى المستويات بالدعوة للزحف التاريخي إلى فلسطين، ليس منذ اليوم، ولكن بشكل متصاعد مع بدء هذه الدعوة، وكذلك انطلاقا من اعتقادي بأهمية هذه الدعوة كأولوية لها أهميتها المتقدمة على كل أجندات العمل الوطني الرسمي والشعبي، أعتقد أن مناقشة قضية الزحف في أوساط الفلسطينيين والعرب والمتضامنين الأممين الذين انضموا لهذه الدعوة ربما تقوم في أغلبها على سؤال إلى أي درجة يمكن أن ينجح هذا الزحف أو لا ينجح!.

أرى أن علينا جميعا مناقشة قضية الزحف التاريخي "المقدس" لفلسطين، من كل أنحاء العالم، انطلاقا أولا من الإدراك بأهمية الفكرة، فهذا على ما أذكر، أول تحريك عملي لقضية العودة في صفوف اللاجئين وفلسطيني الشتات بعد أن ظلت مناسبة النكبة حكرا على المهرجانات الاحتفالية "لمناسبة مأساوية" وعلى مسيرات محدودة المسافة والعدد ومحددة الوجهة داخل الأراضي المحتلة ( الضفة والقدس والداخل وقطاع غزة).

والزحف إلى فلسطين أول تحريك عملي لمفهوم حق العودة في ذهن ستة أجيال فلسطينية مضى عليها العمر في الشتات وفي صقيع وبرد المخيمات، ولأول مرة سيدرك مئات آلاف الأطفال الذين سيحملون لواء التطبيق العملي لهذا الحق، سيحملون العلم الفلسطيني ويتجهون بأقدامهم إلى مؤشر القلب والحلم الذي تربوا عليه نظريا..

إن مناقشة زرع فكرة العودة في الذهنية الفلسطينية للاجئين والمواطنين وكل من يؤمن بحق العودة للفلسطينيين المهجرين من ديارهم قسرا، أهم بكثير من مناقشة حجم هذا الزحف وإمكانية نجاحه والسؤال بسخرية "مقيتة" فيما لو سيستطيع اللاجئون كسر الحدود والدخول إلى فلسطين أم لا!!

 

اعتقد أن علينا جميعا أن ندرك قيمة هذه الفكرة، وحفظها تماما في عقولنا وأذهان أطفالنا، وتسجيلها في تقويم فلسطيني جديد ليدرك كل منا أنه سيحمل منذ الآن فصاعدا عهدا جديدا من الوعي بذاتنا وحقنا ..

 

وإذا كانت الشعوب العربية تستعيد اليوم وعيها بحقوق المواطنة والحرية وكل قيم العدالة الإنسانية، فهذا الزحف سيكون بداية ثورة الفلسطينيين الجديدة لاستعاد كيانهم وأرضهم وتاريخهم المسروق، واستعادة دور نحو ستة ملايين فلسطيني في الشتات في معركة الدفاع عن الحق ومواجهة سالبوه، بعد تغييبهم في العقود الثلاثة الأخيرة على الأقل.

أتمنى من الجميع التروي في الحكم على هذا الزحف من ناحية حجمه والرد الاسرائيلي الآني عليه فقط، وإعطاءه قدره وبعده الأعمق.

 

- صحفية فلسطينية