خبر العربي: سنستمر في بيع الغاز لـ "إسرائيل ولكن بسعر مختلف.. وسنقدم المساعدات لغزة

الساعة 06:54 م|07 مايو 2011

العربي: سنستمر في بيع الغاز لـ "إسرائيل ولكن بسعر مختلف.. وسنقدم المساعدات لغزة

فلسطين اليوم – وكالات

أجرى لالى وايموث، المحرر البارز بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مقابلة مع وزير الخارجية نبيل العربي تحدث خلالها عن الدور الذي لعبته مصر في التوصل إلى اتفاق المصالحة الفلسطينية، ذلك الاتفاق الذي طال انتظاره، وعن النهج الذي تتبناه الخارجية المصرية مع التعامل مع جيرانها.

وقال العربي عندما سئل كيف تمكن خلال أشهر معدودة من تنفيذ ما فشل فيه أكبر المسئولين المصريين وعلى رأسهم رئيس المخابرات السابق، عمر سليمان الذي عكف طيلة أعوام على التفاوض مع فتح وحماس للتوصل إلى اتفاق حكومة موحدة، إن الأمر بدأ برمته مع الحكومة الجديدة التي أفرزتها الثورة، تلك الحكومة التي أكدت منذ يومها الأول أننا نريد فتح صفحة جديدة مع جميع الدول في العالم. وبناء على ذلك، اتصلنا بحماس، وأكدنا على أننا نريد أن تتوحد الفصائل الفلسطينية حتى تكون مستعدة للدخول في مفاوضات مع "إسرائيل".

"عندما كانت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلارى كلينتون هنا، قلت لها إننا نريد استئناف ليس عملية السلام، لأني لا أقبل كلمة "عملية السلام"، فهي عملية وليس سلاما, ما نحتاجه حقا هو تحقيق السلام، لذا كان حتميا تحقيق الوحدة في المنزل الفلسطيني، لأن هذا يصب في مصلحة المعسكرين، فضلا عن أنه يصب في مصلحة "إسرائيل" نفسها"، هكذا أكد العربي لـ"واشنطن بوست".

وأجاب وزير الخارجية عندما سئل عما إذا كان يعتقد أن هذا الاتفاق سيحول دون التوصل إلى آخر مع "إسرائيل" بالنفي، مشيرا إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية، وليس حماس، هي من سيتفاوض مع إسرائيل. الفصائل قبلت الكثير من الشروط، وسيكونوا حكومة من التكنوقراطيين (أي نخبة مثقفة أكثر علما وتخصصا في مجال المهام المنوطة بهم). وأضاف قائلا إن سلام فياض ربما يكون رئيس الوزراء، فهناك انتخابات سيتم إجراءها، و"ربما تفقد حماس في الانتخابات، لا أحد يعلم، وحقيقة الأمر لا أعلم لماذا كانت الحكومة الأمريكية فاترة في البداية، ثم أصبحت عدائية.

وعلق العربي على وجود حماس على قائمة الإرهاب الأمريكية قائلا إن جورج واشنطن كان على قائمة إرهاب بريطانيا، ونيلسون مانديلا في جنوب إفريقيا، ومناحيم بيجن واسحق شامير، فبيجن كان من أكبر الإرهابيين وكان مسئولا عن تفجير فندق الملك داوود، أما شامير فكان مسئولا عن اغتيال الكونت برنادوت، وكلاهما عملا من أجل السلام بعد ذلك. ومضى يقول "اسمح لشخص يقاتل من أجل قضية برؤية ضوء النهار في نهاية نفق مظلم، وأن يدخل إلى نور السلام، فهذا تاريخ العالم".

وسأل وايموث، العربي عن موقف مصر في سبتمبر المقبل عند لجوء الفلسطينيين للأمم المتحدة لطلب الاعتراف بدولة فلسطينية، خاصة مع سعى فياض لإقامة دولة لفلسطين هذا الخريف، فأجاب قائلا "أننا نؤيد هذا قلبا وقالبا، ونحن نحث جميع أصدقائنا على أن يفعلوا مثلنا، كما نحث الأوروبيين، ونأمل أن يعترفوا جميعهم بدولة فلسطين. ورغم أن حماس لا تقبل إسرائيل، إلا أنهم يقبلون فكرة أن يكون الإسرائيليين جيرانهم، ونرغب فى أن يتم الموافقة على الاعتراف بدولة فلسطين بأغلبية كبرى من الدول الأعضاء.

وعن حدود تلك الدولة، قال العربي إنها نفس الحدود التي تم الاتفاق عليها عام 1967، مع تبادل الأراضي التي تم الاتفاق عليها مع الرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون وفقا لاتفاقيات كامب ديفيد.

وبالتحدث عن الشأن الإيراني، قال وايموث للعربى "قلت مؤخرا إن مصر تنوى الاستعداد لتطبيع العلاقات مع إيران"، فرد معلقا "لا، لم يحدث أبدا، بل قلت إن مصر قلب صفحة جديدة مع كل دولة في العالم، ولم أحدد قط إيران، ولكن عندما سئلت إذا كان هذا يشمل إيران، أجبت بالإيجاب. نحن لا نريد أن ننظر ورائنا، بل إلى الأمام. وحتى الآن لم نأخذ قرارا بشأن إيران، فكل دولة في العالم لديها علاقات معها، باستثناء الولايات المتحدة، ومصر، و"إسرائيل".

وعلق العربي على أن اللهجة التي استخدمها حملت بين طياتها ودا أكثر من ذلك لإيران، لاسيما بعدما سمحت مصر بعبور السفن الإيرانية من قناة السويس قائلا إننا لسنا في حرب معهم، ونحن نفتح صفحة جديدة مع كل دولة في العالم، ولا يمكننا أن نوقف سفن تمر عبر قناة السويس إلا إذا كنا في حالة حرب مع الدولة المنتمية إليها. ورغم أنها كانت لديها خلية تتبع حزب الله موجهة ضد مصر قبل عدة أعوام، إلا أن طهران "ليست عدوا، وإذا كنت تريدني أن أقولها، فإيران ليست عدوا، وليس لدينا أية أعداء، في أي مكان".

وعن علاقة الخارجية بالولايات المتحدة الأمريكية، سئل العربي عما إذا كانت العلاقات التي كانت قائمة على الرؤية الإستراتيجية المشتركة ستتغير، فقال إن مفهوم الانفتاح وقلب الصفحة لا يؤثر على علاقتنا مع الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى، فحتى أقرب الأصدقاء والحلفاء لأمريكا والمتمثلين في بريطانيا وفرنسا وألمانيا، لديهم علاقات دبلوماسية مع إيران، ولا أرى أين المشكلة تحديدا، فجميع حلفاء أمريكا لديهم علاقات مع إيران. ورغم أن المسئولين الأمريكيين يخشون من الاتجاه التي تتجه نحوه دفة السياسة الخارجية المصرية، "أعتقد أننا سنكون أقرب من أي وقت مضى..وأخبرت وزيرة الخارجية كلينتون، وعدد من النواب الأمريكيين الذين قابلتهم أنني أرغب في ذلك".

وعن اتفاق السلام مع إسرائيل، قال العربي إن مصر ستلتزم بكل اتفاق صدقت عليه، وهذا هو هدف المعاهدات. وأكد أن مصر لديها علاقات طبيعة مع "إسرائيل"، ولكن بينهما بعض الخلافات، وهذا ما يحدث عادة بين الجيران، ربما نختلف بشأن معاناة شعب غزة، وسنعمل على تخفيف معاناة الناس في غزة. وسنعمل على تلبية احتياجات الغزيين، فهذا مهم جدا لنا، وللأمم المتحدة، وللاتحاد الأوروبي، فهم طالبونا بذلك.

وعن المشكلات المتفاقمة مع بدو سيناء، قال العربي، إنها تحت السيطرة الآن.

وعن السماح للفلسطينيين بالدخول إلى مصر، قال إننا سمحنا لهم بالمجزئ إلى هنا، ولكن إذا كان أي منهم غير مرغوب فيه، فلن يسمح له بالدخول، ولكننا سنوفر لغزة الاحتياجات الإنسانية اللازمة.

وأكد العربي، من ناحية أخرى، أن مصر ستلتزم باتفاقها مع "إسرائيل" لبيع الغاز وستستمر في بيع الغاز لـ "إسرائيل"، ولكن ربما تختلف معها بشأن السعر، ولكن هذا أمر تجارى.