خبر الورقة التي سحبها الفلسطينيون من « إسرائيل »

الساعة 05:17 ص|06 مايو 2011

الورقة التي سحبها الفلسطينيون من "إسرائيل"

فلسطين اليوم- القدس المحتلة

أثار اتفاق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس حفيظة أنصار إسرائيل في العاصمة الأمريكية وأجج جدلاً عالي الصوت في محافل السياسة والرأي، حيث تراوحت الاتهامات الموجهة للرئيس الفلسطيني محمود عباس بين "نكران لجميل الولايات المتحدة"، إلى "عدم جديته في التوصل إلى سلام مع إسرائيل عبر التفاوض."

وتدل الإشارات الأولية لموقف إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجاه التوقيع على اتفاق المصالحة على أن "البعض يشعر على الأقل بالامتعاض، بينما يشعر آخرون من الذين اعتبروا أنفسهم من المتحمسين لتحقيق حل الدولتين بخيبة أملهم في السلطة الفلسطينية التي تعرف صعوبة التوصل لاتفاق سلام مع إسرائيل بمشاركة حركة حماس أو من خلال التجاوز على المفاوضات المباشرة والتوجه بدلاً من ذلك للأمم المتحدة" وفق قول مصدر مطلع على تفكير البيت الأبيض.

كما وجهت صحيفة واشنطن بوست الخميس في افتتاحيتها الرئيسة نقداً لاذعاً للرئيس محمود عباس، متهمة إياه "أنه وبمجرد توقيع عباس على اتفاق ينص على تشكيل حكومة مشتركة مع حماس، إنما بذلك يعلن نهاية حكومة بناء المؤسسات التي يقودها سلام فياض، وهي (حكومة فياض) المبادرة الجيدة الوحيدة التي ظهرت خلال الأعوام الماضية وأضاءت نور الأمل نحو تحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة." وتضيف الصحيفة "لقد أدار عباس ظهره للإدارة الأمريكية ودورها كراع نزيه لعملية السلام، مفضلا أن يلتوي على أصول التفاوض المباشر مع حكومة نتنياهو والذهاب إلى الأمم المتحدة."

وتعبر صحيفة «واشنطن بوست» والتي تتخذ موقفاً معادياً للفلسطينيين بشكل روتيني عبر سطور افتتاحياتها عن غضبها بسبب "تخلي عباس عن الاتفاق لعزل حركة حماس وإرغامها على التخلي عن المقاومة"

وتندد الصحيفة بما صدر عن الحكومة المصرية الجديدة، التي رعت اتفاق المصالحة، عن نيتها فتح معبر رفح على الحدود المصرية مع غزة "الأمر الذي سوف يسهل وصول أسلحة إيرانية مطورة إلى غزة."

وكتب مسؤول العلاقات الخارجية في منظمة "مجموعة الأزمات الدولية" في واشنطن روبرت مالي والذي كان قد شغل منصب مفاوض في الوفد الأمريكي لمفاوضات سلام الشرق الأوسط – كامب ديفيد أبان ولاية الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون في صحيفة واشنطن بوست مقالاً يحض فيه الحكومة الأمريكية على "إعطاء فرصة النجاح للاتفاق" يبين من خلاله أن الاتفاق هو خطوة إيجابية تبدد الموقف الإسرائيلي الذي طالما تبنى ذريعة صعوبة الاتفاق مع الفلسطينيين "كون أن السلطة الفلسطينية لا تمثل كافة الفلسطينيين ولن تلزمهم التمسك بأي اتفاق سلا م قد يوقع معهم بسبب تمسك حماس بميثاقها الداعي للقضاء على إسرائيل."

ويعتقد مالي أن احتمال التوصل إلى اتفاق سلام بين حكومة وحدة وطنية فلسطينية وإسرائيل وتوفير الحظوظ أمام تحقيق ذلك هو أفضل من اتفاق يمثل فقط السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية ويستثني قطاع غزة وحركة حماس.

ويعتقد خبراء آخرون أن جملة من مكاسب المصالحة الفلسطينية قد تحققت حيث أن الفلسطينيين "سحبوا من يد إسرائيل ورقة مهمة، طالما تاجرت بها للتهرب من مفاوضات السلام والتزاماتها" وفق قول السفير الأمريكي السابق في الرياض شاس فريمان.

ويلاحظ أن جماعات إسرائيل وأنصارها في الكونغرس كما في مطبخ الرأي، عملوا من هذا التوافق "فزّاعة " و تعاملوا معه بخطاب التشويه والوعيد، من خلال معزوفة الإرهاب المعروفة ونزلوا بثقلهم لترويج مزاعم زعيم الليكود، بأن "الوحدة الفلسطينية من شأنها نسف احتمالات السلام."

كما يأتي كل ذلك عشية زيارة نتنياهو لواشنطن التي أكد البيت الأبيض أنها ستضم لقاء بين أوباما ونتنياهو يوم 20 أيار الجاري.

وقد تردّد عن أن نتنياهو قادم ومعه هذه المرة مبادرة "جديدة وجادة "، يفسرها الكثيرون "بالواهنة" ومحاولة لاستباق القرار الدولي المرتقب الاعتراف بدولة فلسطين.