خبر هنية: لن أكون رئيساً للحكومة القادمة، والمرحلة القادمة مرحلة أفعال وليست أقوال

الساعة 02:25 م|05 مايو 2011

هنية: لن أكون رئيساً للحكومة القادمة، والمرحلة القادمة مرحلة أفعال وليست أقوال

فلسطين اليوم – غزة

أكد رئيس الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة إسماعيل هنية أن المرحلة القادمة هي مرحلة أفعال وليست أقوال داعياً الكل الفلسطيني إلى الاستعداد للأفعال لتنفيذ اتفاق المصالحة الذي جرى توقيعه في القاهرة. مطالباً بصون الاتفاق من خلال التطبيق الأمين والمتوازي له في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأكد هنية خلال خطاب له في مركز رشاد الشوا مساء اليوم الخميس (5/5) حضره لفيف من القيادات الفلسطينية وقياديين من حركة فتح وهما دياب اللوح وعبد الله أبو سمهدانة، أن حكومته جاهزة لدفع الثمن المطلوب من أجل انجاز اتفاق المصالحة، موضحاً أنه لن يكون رئيسا للحكومة المقبلة بل أنه يطالب بتنفيذ اتفاق المصالحة بأمانة.

وناشد هنية أبناء الشعب الفلسطيني إلى تغليب روح التسامح وتعزيز ثقافة الوئام وتكريس الاحترام المتبادل، حتى يتم تهيئة أجواء المصالحة.

وأكد هنية على ضرورة تعزيز الشراكة السياسية والأمنية والإدارية وإيجاد نظام سياسي قائم على الشراكة واعتبار أن السلطة هي جزء بسيط من مراحل التحرر، و ليست المرحلة الأساسية بل خطوة على طريق تحرير الأرض الفلسطينية وإقامة الدولة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين.

كما أكد على ضرورة التوافق على إدارة المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني على الأرض، معرباً عن تحياته لفصائل المقاومة التي أظهرت كثير من الوعي والاقتدار في إدارة المرحلة، داعياً في الوقت ذاته إلى ضرورة إعطاء الحكومة القادمة مجالا لحماية هذا التوافق حول المقاومة.

وقال:" نحن نسعى لتجنيب قطاع غزة حرباً جديدة وذلك بالتوافق على إدارة المقاومة، وأضاف "نحن لا نخشى الاحتلال، ولا نخشى تهديداته ولكنا لا نسقطها من حساباتنا، ول نخشى الحرب بل نستعد لها، وننظر إلى مصلحتنا الخاصة.

وشدد على أهمية عدم الخضوع للابتزاز السياسي من قبل الأطراف الفلسطينية، لأن الوحدة الوطنية أغلى من كل شيء، حتى لا يتعطل اتفاق المصالحة".

وبين هنية الخطوات العملية المطلوبة بعد توقيع اتفاق المصالحة، أولها الاتفاق على تشكيل حكومة التوافق الوطني، التي من مهامها الإشراف على ترتيب الانتخابات، وإعادة الإعمار وإنهاء الحصار وملفات أخرى.

وأضاف أنه يجب التوافق على أسماء المستقلين الذين سينضمون للقيادة الوطنية المؤقتة لتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية.

وطالب بالعمل على إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين بلا استثناء، قائلاً: إن "هذه قضية في غاية الأهمية لبناء جسور الثقة، فما زال هناك اعتقالات واستدعاءات حتى هذه اللحظة في الضفة المحتلة وهذا أمر غير مقبول".

ودعا هنية إلى وقف الحملات الإعلامية وإطلاق الخطاب الإعلامي الذي يرسخ مفاهيم الوئام والمصالحة، والابتعاد عن التوتيرات والشحن للشارع الفلسطيني.

وبين أهمية الاتفاق على تشكيل اللجنة الأمنية العليا، كما نصت عليه الورقة المصرية والتفاهمات، تكون مهمتها رسم السياسات الأمنية في المرحلة الانتقالية، وتشكيل لجنة الانتخابات العليا، والاتفاق على تشكيل محكمة الانتخابات وهو ما نص عليه الاتفاق، ويتم الرجوع لها في حال الاختلاف عند الانتخابات، بالإضافة إلى البرنامج السياسي المشترك.

وشدد على ضرورة التوافق على البرنامج الأمني المشترك، قائلا: إن "الضفة وغزة وحدة واحدة، فلابد أن يكون هناك سياسة أمنية مشتركة"، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على بقاء الوضع الأمني في كل منطقة مع بحث السياسات المشتركة.

وأشار إلى أهمية الإجراءات الإدارية للنظر في الواقع، من خلال تشكيل لجنة من الخبراء للنظر في القرارات والترقيات في الضفة وغزة، وتفعيل المجلس التشريعي.

ورأى هنية أنه يمكن إنجاز كل هذه الملفات خلال شهر، مضيفًا "جاهزون لأن ندفع الثمن المطلوب من أجل إنجاح المصالحة ".

 

 

 

ـ
المطلوب من العالم العربي والاسلامي

وفي السياق ذاته طالب رئيس حكومة غزة اسماعيل هنية أن تقوم مصر الشقيقة راعية الاتفاق إلى أن تقوم بدورها الكامل في رعاية الاتفاق وضمان تطبيقه. ليجدوا منا كل العون وتذليل الصعاب من أجل أن تبقى الرعاية في مكانها.

وطالب العالمين العربي والاسلامي إبقاء الحاضنة لمشروع المصالحة الفلسطينية، واسناد للدور المصري في رعاية الاتفاق والاطمئنان على تطبيقاته.

كما طالب الامتين العربية والاسلامية أن لا يقبلوا أن يُمسك الفلسطيني من يده في مسالة "المال" التي تهدد إسرائيل بقطع ارسال الاموال الفلسطينية لها عقاباً على اتفاق المصالحة، وأن يوفروا البديل المالي والاقتصادي أمام السلوك الاسرائيلي الذي يهدف إلى ضرب المصالحة، مشيراً إلى أن العرب لم يقصروا خلال الفترة العصيبة السابقة وان المال العربي وافر، ولا أحد يمن على الشعب الفلسطيني لأنه يقف في الخندق الأول للدفاع عن مقدسات الأمة وكرامتها.

وعلى الصعيد الدولي ، طالب هنية المجتمع الدولي أن يحترم إرادة الشعب الفلسطيني ووحدته، وأن لا يطلب هذا المجتمع من الشعب الفلسطيني أن يحترمه وهو لا يحترم إرادته.

وقال أن الشعب الفلسطيني قراره مستقل وليس في جيب أحد، لذلك مطلوب من المجتمع الدولي أن يحترم إرادته.

وأكد هنية على التمسك بالثوابت الفلسطينية، وحق العودة الذي لا عودة عنه، باعتباره حق مقدس يجب أن لا يمس تحت أي ظرف من الظروف.

وأكد أن الوحدة الفلسطينية هي طريق العودة، مشدداً على ضرورة حماية الوحدة والمصلحة الفلسطينية، والتفرغ لإنهاء الاحتلال بعد أن أسقط مطالبة الشعب بإنهاء الانقسام.

وأكد أن المرحلة القادمة هي مرحلة أفعال وليست أقوال، مطالباً الجميع بشد الهمة للتنفيذ والأفعال.

وأشار إلى أن أمير دولة قطر أخبره يوم أمس بأنه اتفق مع القيادة المصرية على بدء الإعمار في غزة، وأن فريقاً قطرياً سيزور القاهرة الأسبوع القادم ليوقع عدة مشاريع من ضمنها مشروع إعادة إعمار غزة.

وأشار إلى أن حكومته واجهت مخططاً صهيونياً ثلاثي الأبعاد تمثل في الضغط السياسي والعدوان العسكري والحصار الاقتصادي، موضحاً أن الشعب والحكومة في القطاع وقفوا موقف ثابت رغم كل الألم والثمن الذي دفعناه.

وقال "أن أمريكا احتضنت الاحتلال لعزل الحكومة رغم منحها الثقة من المجلس التشريعي.

وأضاف: "نحن نقف بكل الاحترام وبكل الإجلال والتقدير أمام هذا الشعب العظيم الذي هو أعظم من قياداته والذي أثبت أنه أقدر من الاحتلال وأن كل الرهانات التي حيكت من حوله قد سقطت"

وتابع: " أن الحملة الجوية التي قام بها العدو الصهيوني في أول يوم للحرب على غزه هي أضخم حمله جوية في تاريخ الكيان الصهيوني لكي يوقع أكبر عدد ممكن من الشهداء وإرباك الشعب الفلسطيني، حتى أصبحت غزة نموذجاً للصمود والتضحية والعطاء لكل من يصنعون حركات التحول التاريخي في المنطقة".

وأشار هنية إلى أن وجود حركة حماس في الحكومة لم يدفعها لتغيير مبادئها وثوابتها، بل أن دخولها الحكومة كان من أجل الدفاع عن حقوق وثوابت شعبنا، مشيراً إلى أن الحكومة قدمت الشهداء من قادتها الوزراء والنواب.

وأكد أن حكومته استطاعت توفير الاحتياجات المالية للشعب الفلسطيني في غزة وقدمت من المال نحو مليار ونصف مليار دولار بين رواتب موظفين وتنفيذ مشاريع ودعم المتضررين من آثار الحرب والصيادين، ورفضنا المال السياسي و لم نقبل الابتزاز السياسي و لم نبيع مواقفنا السياسية مقابل حفنة من الدولارات.

وشدد على أن المتغيرات في العالم العربي لعبت دوراً في صالح قضيتنا، حيث كان من نتائجها المصالحة و بداية انهيار الحصار على صخرة الشراكة الوطنية، وانتصار خيارات الشعوب.