خبر فرصة، ليس تهديدا -هآرتس

الساعة 08:15 ص|05 مايو 2011

فرصة، ليس تهديدا -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

تعبير "مصالحة" بعيد جدا عن الواقع في الشرق الاوسط، لدرجة أن استخدامه يأتي بشكلين: كخدعة او كتهديد. احتفال التوقيع الذي جرى في القاهرة امس بين فتح وحماس كفيل بان يتبين كنقطة انعطافة ليس فقط في فهم هذا التعبير بل في الواقع الفلسطيني والاقليمي.

        الالغام التي تهدد بتفجير المصالحة واضحة للعيان. ومع ذلك من الحيوي الفحص اذا كانت هنا فرصة جديدة ليس فقط للفلسطينيين بل ولاسرائيل ايضا. وزارة الخارجية الاسرائيلية، خلافا للمواقف العلنية لبنيامين نتنياهو وافيغدور ليبرمان، تقدر بان المصالحة توفر لاسرائيل فرصة استراتيجية. تقرير سري، نشره باراك رابيد في "هآرتس" امس يقترح على الحكومة عدم مهاجمة المصالحة، ورؤية فرصة فيه.

        المصالحة بين فتح وحماس تستند الى فهم استراتيجي جديد، ولد بسرعة من داخل التحولات التي تعصف ولا تزال تعصف بالشرق الاوسط. وحسب هذا الفهم، فان توحيد الصفوف بين الفصيلين، اللذين كل واحد منهما يسيطر على ارض فلسطينية اقليمية منفصلة، هو المسار المفضل لتحقيق اعتراف دولي سواء بدولة فلسطينية ام بكل عناصر القيادة الفلسطينية. ويتطلع الفلسطينيون الى أن يحث هذا الاعتراف تحريرهم من الاحتلال الاسرائيلي، بعد ان حصل انهم على مدى سنوات جيل لم ينجحوا، لا هم ولا شركاؤهم العرب، في ازاحة اسرائيل عن مواقفها.

        اسرائيل، التي ترى بالتطلعات الوطنية للفلسطينيين تهديدا استراتيجيا، شرعت في حملة عدوانية لتحطيم المصالحة. وكأن الوضع الذي تكون فيه حماس متنازعة مع فتح يضمن امنا أكثر، أو وكأن اسرائيل باتت مستعدة للتوقيع على اتفاق سلام مع السلطة الفلسطينية، الى ان جاءت المصالحة. هذان الادعاءان ليس اكثر من ذر للرماد في العيون، يرمي الى التغطية على الفهم الاسرائيلي التقليدي، الذي يرى في الوحدة بين حركتين عربيتين تهديدا.

        اتفاق المصالحة الذي وقع أمس يلزم اسرائيل باعادة النظر في مواقفها. اسرائيل لا يمكنها ولا ينبغي لها ان تعرقله. جدير بها ايضا ان تعترف بالحكومة الفلسطينية الموحدة – كي تتمكن في المستقبل من اجراء حوار وجيرة طيبة مع الدولة الفلسطينية.