خبر من الأفضل ان تبقي في البيت -يديعوت

الساعة 07:54 ص|04 مايو 2011

من الأفضل ان تبقي في البيت -يديعوت

بقلم: سمدار بيري

المشهد، في ليلة صيف مليئة بالنجوم، كان يحبس الانفاس: الاهرامات الثلاثة في الجيزة على اليسار، ابو الهول على اليمين وبينهم اقيمت منصة خشبية ضخمة كي تضم مئات المغنين، الراقصين، فرقتين موسيقيتين والجياد التي جيء بها خصيصا لاداء "آيدا" فاردي. ما الذي يمكن له أن يكون أكمل من ذلك؟ سافرت خصيصا الى مصر، وحظيت بمقعد في مكان طيب في الوسط.

الاداء بالذات، خليط من فرقة الاوبيرا الوطنية من هنغاريا مع فرقة موسيقية محلية، لم يتميز. ولكن من كان يهمه هذا؟ فقد احتشدت كل القيادة المصرية: عقيلة الرئيس سوزان مبارك، وزراء الداخلية، المالية، الاسكان، السياحة، الاعلام، التعليم، رؤساء حزب السلطة، كبار الموظفين بل وحتى وزير الدفاع طنطاوي بالزي الرسمي. واليوم هو الحاكم بحكم الامر الواقع في مصر.

منذ ذلك الحين مرت الكثير من المياه العكرة في النيل. الجميع تقريبا يجلسون الان في سجن طرة، وآخرون على الطريق، في التحقيقات لدى النائب العام.

في الاستقبال الذي رافق العرض اختلطنا دون مشكلة. أذكر المهانة التي لاحت على وجوه العصبة اللامعة: كيف ولماذا بالذات نجح اسرائيليون في التسلل الى الحدث الاهم.

"آيدا" وصلت منذئذ الينا ايضا. قبل سنتين، في مقر الاوبيرا الفاخر في تل أبيب، اجرى السفير المصري الاستقبال التقليدي، في الفرصة بين الفصول، محوط باسرائيليين.

في الشهر القادم، حين ستصدر مرة اخرى، في البحر الميت، ليس واضحا ماذا سيكون مستوى اهتمام الجيران من الجنوب في الاحتفال، اذا كان مثل هذا الاهتمام. في كل يوم نكتشف من جديد كيف ان مصر بعد الثورة تفضل الهروب من الاسرائيليين.

أردت جدا ان اسافر الى احتفال التوقيع على اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي سيعقد في القاهرة اليوم. أن اختلط مرة اخرى، بين أبرز الصحفيين، فآخذ الانطباعات، أرفع التقارير، اختطف محادثات. هذا حدث يمس عندنا بالاعصاب الاكثر حساسية. وهذا بالضبط واجب الصحفي، في أن يأتي بالقصة من المصدر الاول.

ساعة واحدة فقط من الطيران تفصل بين مطار بن غوريون ومطار القاهرة الدولي، ساعة وتأشيرة دخول لم ننجح، زملائي وأنا في الحصول عليها. حقا لا نريدكم، كما تلقينا التلميح الواضح، ابقوا في البيت، ومن يحاول التسلل (في جواز سفر اجنبي) ويمسك به، من المتوقع له أن يتورط.

إذن بدوننا، اليوم قبل الظهر سيوقع (على ما يبدو) على الاتفاق الذي لن يراهن أحد كم من الوقت سيصمد – وماذا سيحصل بعد غد، بعد شهر، بعد ايلول. ابو مازن سيصافح خالد مشعل. والكاميرات ستتكتك. والعرابون، وزير المخابرات الجديد، وزير الخارجية الجديد، الامين العام للجامعة العربية، سيراوحون بين الكاميرات. فبعد كل شيء، اذا فعلتَ ولم تلكم نتنياهو – فكأنك لم تفعل شيئا.

سيء جدا الاصرار على ابقاء وسائل الاعلام الاسرائيلية خلف الباب. ليس لطيفا تلقي تلميح واضح في أنك بالتأكيد غير مرغوب فيك الان في مصر الجديدة. بعد لحظة سيوقعون، في الطريق الى دولة فلسطينية ستقوم الى جانبنا، وحماس تملي الشروط. بالطبع، وهم ممتنون للدور المصري. بالطبع، دون أي اتصال بالعدو الاسرائيلي.

هذا سيكون عرسا مغطى اعلاميا. عريس وعروس. عرابون، ولكن فقط بدون ابناء العمومة. وغدا سيسير جموع الطلاب المصريين متحمسين للهتاف ولاحراق الاعلام امام السفارة الاسرائيلية. يعدون بمظاهرة مليونية تطالب بالقاء السفير، الغاء السلام، شطب العلائم المتبقية، اذا كانت موجودة على الاطلاق، للتعاون. وقد استدعوا منذ الان طواقم التلفزيون، ونحن، مرة اخرى، الابعد.

وفقط "آيدا" المرتبطة بقوة بمصر، مثلي، تتمزق بين الولاء للوطن والمشاعر الجارفة. هناك تصر على الوصول. هذا سينتهي بسجلات من العنف مثلما هو دوما في الاوبيرا.