خبر الأهرام : المكاسب والخسائر الإسرائيلية من فتح معبر رفح

الساعة 07:20 ص|04 مايو 2011

الأهرام : المكاسب والخسائر الإسرائيلية من فتح معبر رفح

عادل شهبون

اتفاق المصالحة الفلسطيني المزمع توقيعه بين حركتي فتح و حماس في القاهرة وترقب فتح معبر رفح بشكل دائم خلال أيام والتقارب التدريجي لمصر مع إيران أثار مخاوف تل أبيب وقلقها ودفع برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلي التفكير في إرسال مبعوثه الشخصي المحامي اسحق مولخو لإجراء مباحثات مع المسئولين المصريين خاصة بعد تصريحات رئيس الأركان المصري الفريق سامي عنان والتي حذر فيها "إسرائيل" من التدخل في قرار مصر فتح معبر رفح بشكل دائم وتأكيده على أن هذا الأمر شأن مصري داخلي وليس من حق "إسرائيل" التدخل فيه.

مصدر "إسرائيلي" قال لصحيفة وول ستريت جورنال ان فتح المعبر والتطورات الأخيرة في مصر تثير قلق "إسرائيل" وتؤثر على أمنها القومي والمبعوث الإسرائيلي اسحق مولخو هو أقرب مستشاري نتانياهو والنقاش حول سفره للقاهرة تم في الأيام الأخيرة لكن حتي الآن لم يتأكد إن كانت هذه الزيارة ستتم أم لا. وإذا ما تمت فمن المتوقع أن يلتقي اسحق مع وزير الخارجية نبيل العربي ومسئولي المخابرات المصرية, كما تقول صحيفة هآرتس فإنه من غير المؤكد ان كان اسحق سيلتقي برئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي ورئيس الوزراء الدكتور عصام شرف أم لا.

وكان نتانياهو قد أعرب في الأسابيع الأخيرة خلال لقاءات مع سفراء أوروبيين ومع أعضاء في الكونجرس الأمريكي عن قلقه من تصريحات مصر تجاه "إسرائيل" وأيضا من التقارب بين القاهرة وطهران أما تصريحات وزير الخارجية المصري حول الاستعدادات لفتح معبر رفح بشكل دائم بين مصر وقطاع غزة لتخفيف الحصار المفروض على القطاع ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني فهي كما تقول وسائل الإعلام الإسرائيلية تشير إلي انتهاء سياسة الحصار الإسرائيلية على غزة والتي تمت بالتنسيق مع حكومة مصر السابقة في عهد حسني مبارك وفتح معبر رفح يتيح دخول وخروج الأشخاص والبضائع من و إلي غزة دون الحاجة لموافقة" إسرائيل", كما كان يحدث سابقا, بعض قادة الجيش الإسرائيلي قالوا ان معبر رفح لم يكن مغلقا في الماضي بشكل كامل وأثناء عملية الرصاص المصبوب سمحت مصر بدخول المساعدات إلى غزة ويشكك هؤلاء القادة في أن المعبر سيكون مفتوحا بشكل مطلق خاصة بعد ضعف قدرة قوات الأمن المصرية في السيطرة علي عمليات تهريب الأسلحة في الشهور الأخيرة بسبب الفوضي والانفلات الأمني في سيناء, وأكثر ما يخشاه مسئولو إسرائيل كما تقول هآرتس أن الأمر قد لايقتصر على تهريب الأسلحة فقط من خلال معبر رفح بل أيضا تهريب الأموال ومواد البناء والتي سوف تستخدمها حماس في بناء تحصينات ومخابئ تحت الأرض, لكن هناك قادة في أجهزة الأمن ووزارة الخارجية الإسرائيلية يرون ان فتح المعبر وإن كان سيسمح بحرية تنقل نشطاء فلسطينيين دخولا وخروجا من القطاع فإن هناك جانبا إيجابيا لفتح المعبر فهو يخدم إسرائيل من ناحية التأكيد على استمرار الانفصال عن قطاع غزة ويقلل من الضغط الدولي علي تل أبيب, واتفاق المصالحة بين فتح وحماس حظي باهتمام وسائل الإعلام والمعلقين السياسيين في إسرائيل حيث وصفته صحيفة إسرائيل اليوم بزواج المتعة محدد المدة أو المؤقت يهتم بظاهر المصالحة والاطراء على إحرازها لاالمصالحة نفسها والسبب وراء تلك المصالحة كما تقول الصحيفة هو أن أبو مازن يستعد لاعلان دولة فلسطينية في الضفة وغزة مع تلقيه دعما قويا من أوروبا وربما حتي من البيت الأبيض وبهذا الإيقاع سيصبح في شهر سبتمبر رئيس دولة حقيقية- دولة كسائر دول العالم لكنه يري أن هذا الأمر سيكون كارثة لأنه سيتهم من قبل الفلسطينيين والعرب بالخيانة لأنه تنازل عن حيفا ويافا وتخلي علاوة علي ذلك عن اللاجئين في مخيماتهم في لبنان وسوريا والأردن وأقام لنفسه دولة علي22% من فلسطين, لذا فإن أبو مازن في حاجة إلي دعم ليسد أفواه منتقديه من رجال حماس وهو يسعي للوصول إلي سبتمبر في هدوء وهو يحاول شراء هذا الهدوء بهذا الاتفاق. أما المعلق السياسي إيتان هابر فقد كتب في صحيفة يديعوت أحرونوت يقول: قبل عشرين سنة فقط كنا علي قمة العالم الاتحاد السوفيتي انهار والولايات المتحدة ولية نعمتنا باتت الامبراطورية الوحيدة في العالم والرئيس الأمريكي كاد يعمل في خدمة حكومة إسرائيل وصدام حسين انهار هو الآخر والجبهة الشرقية شطبت, أما منظمة التحرير الفلسطينية فكانت في الدرك الأسفل وتم توقيع اتفاق سلام مع الأردن ما الذي نريده أكثر من ذلك, أما الوضع اليوم فقد تغير من الآن فصاعدا كل شئ كان لم يعد قائما مبارك سقط والأسد لن ينجو وهلم جرا نحن نعيش فترة تاريخية حيث تستيقظ أمامنا قوي جبارة كانت نائمة على مدى عشرات السنين الستار يرتفع عن شرق أوسط جديد مختلف تماما عما أردنا أن يكون هناك قوي راديكالية تنهض ضدنا أنا لا أريد أن أتحدث مع حماس مثل معظمنا لكن هذا ما سيكون, ويضرب هابر مثلا بأنه وذات مرة كان هناك من قال ان من لم يرغب في آرييل شارون كرئيس للاركان سيحصل عليه كوزير للدفاع اذن الآن من لم يرغب في أبو مازن سيحصل على ما يبدو علي خلفاء الشيخ أحمد ياسين.