خبر « مانديلا » : أسرى سجن رامون يؤكدون دعمهم للمصالحة وتحقيق الوحدة الوطنية

الساعة 07:49 م|03 مايو 2011

"مانديلا" : أسرى سجن رامون يؤكدون دعمهم للمصالحة وتحقيق الوحدة الوطنية

فلسطين اليوم _ الخليل

أعلن عدد من قادة الحركة الأسيرة دعمهم لكافة الجهود المبذولة لانجاز اتفاق المصالحة الذي أبرمته حركتي "فتح " و"حماس" في القاهرة مؤخرا

 

جاء ذلك خلال زيارة رئيسة مؤسسة "مانديلا" لشؤون الأسرى والمعتقلين المحامية بثينة دقماق أمس لسجن " ريمون " ، والتي التقت خلالها عميد الأسرى نائل البرغوثي ، عباس السيد ، شريف أبو وادي ، سامر أبو كويك وممثل الأسرى جمال الرجوب الذين أشاروا إلى أجواء الفرحة والسعادة التي تغمر الأسرى إزاء انجاز المبادرة، وناشدوا الجميع رص الصفوف وتوحيد الطاقات ليحتفل كل شعبنا بطي صفحة الانقسام واستعادة وحدته .

 

وأكد عميد الأسرى نائل البرغوثي من سكان قرية كوبر قضاء رام الله والمعتقل من تاريخ 4/4/1978 ويقضي حكما بالسجن المؤبد ,تأييده لكل خطوة تحقق وتعزز التلاحم والوحدة ، حتى يكون وضوح في الهدف السياسي والرؤية الجماعية على الأقل ليتسنى لشعبنا تحقيق الرخاء الاقتصادي وتسهيل الحياة له لأننا نعيش حياة بائسة, وذلك خلال لقاء المحامية دقماق عميد الأسرى الفلسطينيين والعرب .

 

أما بخصوص الاحتفالات والمهرجانات التي أقيمت في الأراضي الفلسطينية بمناسبة يوم الأسير وأي احتفالات أخرى ، فقال البرغوثي " نلاحظ أن هناك فتور وبرود في العمل الرسمي وغير الرسمي الخاص بقضية الأسرى ، مما يؤكد أهمية إعادة النظر في الأساليب والآليات وابتداع أشكال نضالية تدعم حق الأسرى و هدفهم الأساسي في تحرير كافة الأسرى" .

 

و على صعيد الشارع العربي ، فقال البرغوثي للمصريين " إذا كان نهر النيل لمصر فإن فلسطين من روافد النيل" ، متمنيا أن تعود مصر بالأمة العربية والإسلامية إلى درب العظمة والتطور ، متأملا أن تكون بداية للملمة الصف العربي وتحقيق ما نصبوا إليه من تحرير للأراضي الفلسطينية .

 

وحذر البرغوثي الشباب العربي من مغبة استغلال حراكهم وثوراتهم من قبل أمريكا والدول الغربية التي تتربص بالأمة العربية لتمزيقها وإبعادها عن مسار التقدم ، أما حول ما يدور في ليبيا فقال " هو كلمة حق يراد بها باطل من قبل الغرب وما كان على المعارضة الليبية الاستعانة (بالناتو) لان ما يحدث على الأرض مقدمة لأن تصبح ليبيا صومال جديدة "، ويذكر أن الأسير البرغوثي محروم من زيارة الأهل منذ 21/4/2011 .

 

والتقت المحامية دقماق الأسير جمال الرجوب ممثل سجن رامون وهو سكان دورا الخليل واعتقل بتاريخ 29/9/2002 ويقضي حكما بالسجن المؤبد ، وقال " أن الحركة الأسيرة بكل أطيافها أعلنت منذ اليوم تمسكها بالوحدة ودعوتها لإنهاء الانقسام من خلال الحوار الوطني الديمقراطي وقد تجلى ذلك من خلال مبادرة الحركة الأسيرة للوفاق الوطني "، وأضاف " الجميع يشعر بالأمل والتفاؤل بعد إبرام الاتفاق وننتظر خطوات عملية تعيد لشعبنا سلاحه الوحيد للصمود ومواصلة طريقه نحو تحقيق أهدافه والتي لا يمكن أن تتجسد دون الوحدة ".

 

وقابلت المحامية دقماق ،الأسير عباس السيد من طولكرم، المعتقل من تاريخ 8/5/2002 ويقضي حكما بالسجن المؤبد المتكرر 35 مرة + 100 سنة ، وهو عضو الهيئة القيادية العليا لحركة" حماس" ويتواجد في قسم العزل من تاريخ 26/8/2010 ، والذي تحدث عن واقع المأساوي والمعاناة التي تفرض على الأسرى في العزل قائلاً :" إذا كانت السجون مقابر للأحياء وهي كذلك إذا نظرنا للأبطال كالحبيب البطل نائل البرغوثي الذي يقبع في الأسر منذ عام 1978 ومعه إخوانه فخري البرغوثي وأكرم منصور الذي يصارع الموت وفؤاد الرازم، فإن العزل الانفرادي كالتنكيل بجاثمين الشهداء .

 

وأضاف " فالعزل الانفرادي يعتبر من أقسى سياسات القمع والعقاب ويهدف للمس بكرامة الأسير والنيل من معنوياته عن طريق وضعه في زنزانة انفرادية ضيقة ولفترة غير محددة امتدت لأكثر من 10 سنوات ، حيث يعزل الأسير في زنزانة لا تدخلها الشمس وتنعدم فيها التهوية وتفتقر لأدنى متطلبات الحياة "،

 

وأردف قائلاً :"يبقى الأسير في زنزانته 23 ساعة وأن سمح له بالخروج للفورة يكون مقيد الأرجل والأيدي ويتم فكهم عند وصوله الفورة ويعاد تقييده قبل عودته إلى زنزانته التي يصفها الكثير من المعزولين بالمقابر ، ويحرم الأسير المعزول من زيارة ذويه ومن الالتقاء بزملائه الأسرى ويعامل بقسوة أكثر .

 

 وأكد السيد انه لا يوجد أي مبرر حقيقي وراء استمرار السلطات الإسرائيلية في عزل الأسرى حيث أن قرار العزل هو قرار الشاباك الإسرائيلي ويتم تمديد العزل كل 6 شهور مرة إذا تواجد الأسير في زنزانة لوحده ، أما إذا تواجد مع أسير أخر فيمدد سنويا ويمثل أما محاكم صورية وتبرز النيابة ملف سري هو نفس الملف المقدم قبل 10 سنوات من عزل الأسير .

 

وقالت دقماق ، إن الأسير السيد قدم التهنئة للشعب الفلسطيني وللأمة العربية والإسلامية على البدايات الطيبة من حيث التوقيع بالأحرف الأولى على المصالحة ، وأضاف " ننتظر وكلنا أمل إنجاز كل التفاصيل هذا الأسبوع وآملين الحرص التام على تطبيق ما يتم الاتفاق عليه وأن يحمل الهم الفلسطيني الآن وفي المرحلة القادمة كل أبناء الشعب الفلسطيني من فصائل ومستقلين ، فالتحديات كبيرة والتغيرات في المنطقة لصالح قضيتنا فما حدث ويحدث في بلداتنا العربية هو بمثابة خطوة إستراتيجية متقدمة جدا على طريق تحرير فلسطين كل فلسطين وعلى طريق عودة كل اللاجئين".

 

والتقت المحامية دقماق ، الأسير شريف أبو وادي من سكان مدينة غزة والمعتقل من تاريخ 2/8/2008 ويقضي حكما بالسجن لمدة 19 عام ، حيث ذكر الأسير أنه يعاني من إصابات  في كافة أنحاء جسمه جراء قصف الطائرات الإسرائيلية لسيارة كان يستقلها مع رفاقه وأجريت له عدة عمليات وتم فتح بطنه وتوصيل بعض الشرايين له ويعاني من الأم شديدة في أذنيه ويعاني من وجع شديد بالعمود الفقري يؤثر على الرجلين، وتم أجراء فحوصات طبية ولكن لم تقدم له الرعاية الطبية .

 

وأشار الأسرى إلى تدهور الأوضاع جراء سياسة إدارة السجون التعسفية التي تواصل تضييق الخناق عليهم وسحب انجازاتهم .

 

من جانبها ، أكدت "مانديلا " أن غياب المتابعة المستمرة لما تتفنن إدارة السجون بفرضه من إجراءات تعتبر انتهاكات صارخة لكافة القوانين وعدم إثارتها في المحاكم من قبل الجهات المعنية تستغله لتصعيد هجمتها واتخاذ المزيد من العقوبات بحق الأسرى الذين تتفاقم معاناتهم .

 

 ودعت كافة المؤسسات لتشكيل لجنة قانونية متخصصة لرفع قضية ضد مصلحة السجون لإلغاء كافة الممارسات الخطيرة التي تحاصر الأسرى وتحرمهم من حقوقهم العادلة،وبالأخص قضية الأسرى المعزولين بإخراجهم من أقسام العزل ، والمماطلة وإهمال علاج المرضى والذي يشكل خطر بالغ على هؤلاء الأسرى ، داعية لحملة واسعة للضغط على الاحتلال لإنهاء العزل وعلاج المرضى والكف عن تعريض حياتهم للخطر .