خبر عدالة الكاو بوي- يديعوت

الساعة 09:15 ص|03 مايو 2011

عدالة الكاو بوي- يديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: لا غرو أن الجمهور الامريكي احتفل بالتصفية بمظاهرات فرح عفوية في الشوارع. هذا رد فعل سليم وطبيعي لامة تحب الحياة. وهم لا يخجلون من فرحة ثأرهم. لا يوجد هناك جلد ذاتي. مشوق أن نعرف كيف كان العالم سيرد لو أن اسرائيل صفت نصرالله – المصدر).

انتهت المطاردة الاكبر التي خاضتها دولة ما، في أي وقت من الاوقات، لشخص فرد. لم يكن هذا فقط موضوعا أمنيا يتعلق بازالة تهديد متواصل، مس بفكرة الارهاب الاسلامي وخلق ردع. القوة الاعظم عملت ايضا انطلاقا من الغريزة السياسية، الاكثر بدائية: نزعة الثأر.

        من الصعب التحديد الكمي للمصادر المادية، القوى البشرية والجهود الدبلوماسية والتكنولوجية التي استثمرت على مدى اكثر من عشر سنوات مكثفة، انتهت أمس برصاصة في رأس اسامة بن لادن. الرئيس بوش وعد الجمهور الامريكي بالقبض عليه "حيا أم ميتا"، والرئيس اوباما أوفى. العدل الاساسي للكاو بوي، الاكثر اخلاقية في العالم.

        لا غرو أن الجمهور الامريكي احتفل بالتصفية بمظاهرات فرح عفوية في الشوارع. هذا رد فعل سليم وطبيعي لامة تحب الحياة. وهم لا يخجلون من فرحة ثأرهم. لا يوجد هناك جلد ذاتي. مشوق أن نعرف كيف كان العالم سيرد لو أن اسرائيل صفت نصرالله.

        في الاتصالات التي اجراها رجال استخبارات امريكيون على مدى السنين مع زملائهم في دول صديقة، بما فيها اسرائيل، كان هناك احساس بان الولايات المتحدة ستكون مستعدة حتى لان تبيع ولاية واحدة من أصل خمسين ولاية لديها – على أن يصفى بن لادن.

        في هذه المطاردة شاركت افضل القوى الاستخبارية في العالم، بما فيها "الموساد". عندما تتواصل المطاردة عشر سنوات بدون نجاح، فان هذا أولا وقبل كل شيء هو دليل على قيود القوة. يوجد هنا درس واضح لاسرائيل التي تتلعثم في مسألة شليت: كان ينبغي اتخاذ القرار باعادته كمهمة وطنية عليا، بكل ما ينطوي عليه ذلك من معنى، والعمل بشكل ثابت من اليوم الاول.

        اسامة بن لادن وان كان صفي – الا انه ترك وراءه تراثا وشبكة كثيفة من نشطاء الارهاب في كل أطراف المعمورة. هذه الشبكة، التي الروابط بين اجزائها واهنة، وما يلصقها بعضها ببعض كان في واقع الحال شخصية بن لادن – سرعان ما ستبحث عن عملية ثأر كبرى، باعثة للصدى. في هذه العملية، التي تتدحرج منذ الان على ما يبدو، يوجد ايضا هدف آخر: سترفع الى السطح القيادة البديلة وستشكل في واقع الامر بطاقة زيارتها.

        الاهداف التي اختارتها لنفسها حتى الان المنظمات المرتبطة بالقاعدة كانت بالاساس اهداف غربية ومس بالانظمة العربية، مثل العملية الاخيرة ضد السياح في مقهى في المغرب. اسرائيل لم تكن في الاولوية العليا. ولكن اذا ما وقع لهم هدف اسرائيلي جذاب في الخارج – فلن يترددوا.

        في المدى الابعد: يحتمل أن تؤدي تصفية بن لادن بكل هذه الموجة، للجهاد العالمي الى مفترق طرق. اذا لم ينجحوا في تنظيم تلك العملية الكبرى التي تعيد الاستقرار للشبكة، يحتمل أن تقع هنا نقطة انعطاف تاريخية وظاهرة الارهاب الاسلامي المتطرف من مدرسة بن لادن تبدأ بالافول.