خبر بعد بن لادن -هآرتس

الساعة 09:14 ص|03 مايو 2011

بعد بن لادن -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

لقتل اسامة بن لادن يوم الاحد أهمية رمزية أكثر منها عملية. زعيم القاعدة اثر أكثر من أي شخص آخر على الاحداث في العالم في العقد الاخير. بتعليماته نفذت عمليات 11 ايلول 2001 التي أدت الى التدخل العسكري للولايات المتحدة في افغانستان وبشكل غير مباشر في العراق أيضا.

        ولكن الارهاب على نمط بن لادن نزع شكلا وارتدى شكلا. مقر قيادته وقواعد تدريباته لا تزال في ساحة الباكستان – افغانستان، ولكن خلاياه تعيش بشكل مستقر، أو في تحالف هزيل بين شبكات بعيدة. موت زعيمهم الروحي لن يطفىء الحماسة المتزمتة التي تعصف بنشاطهم الاجرامي ضد اهداف غربية، بما فيها اسرائيلية ويهودية، في تطلعهم لفرض سيطرة الاسلام على العالم.

        غير أنهم في السياسة الرموز هي أيضا أفعال. تأثير قتل بن لادن سيجد تعبيره أولا وقبل كل شيء في الساحة الامريكية الداخلية. المنتقدون الجمهوريون للرئيس، براك اوباما، سيجدون صعوبة في مناكفته مثلما في الماضي. وهم يتحدثون ويلتفون بالعلم، وهو يعمل، يعقد مداولات أمنية سرية، يزن معطيات استخبارية وجوانب سياسية، يحسم وينفذ.

        صحيح أنه مطلوب سنوات من الجهد لبناء القدرة، التي تتلخص أخيرا بمحاصرة نطاق ناءٍ ومنعزل، وليس الرئيس نفسه يوجد في المروحية وعلى الارض في القوة الغازية، ولكن المخاطرة السياسية تقع على المقرر. اوباما تجرأ وانتصر.

        الامر لا يعد نتنياهو بنجاح مشابه في انتخابات 2012 – جورج بوش الاب خرج الى حرب العراق بنجاح كبير، وخسر لبيل كلينتون بعد سنة ونصف – ولكن لاوباما يكفي ذلك أن يردع متنافسين بالقوة عما سيظهر لهم كمعركة خاسرة. في سياسة الخارجية والامن سيسهل عليه قتل بن لادن الانقطاع بالتدريج عن افغانستان، مواصلة عملية قطع الاتصال بالعراق، وتقليص ميزانية البنتاغون.

        لاسرائيل، التي توجد على بؤرة استهداف القاعدة، يوجد في بشائر موته تشجيع اضافي. تعزيز اوباما من الداخل يمكنه - وينبغي له – ان يحفز الادارة الامريكية على تدخل أكثر حزما لاحلال السلام في الشرق الاوسط. اذا لم يستوعب بنيامين نتنياهو ومحمود عباس ذلك بعد فمن الافضل أن يسمعا عن ذلك مباشرة من اوباما.