خبر مبارك.. الراعي الرسمي للتطرف العلماني ..د. محمد عمارة

الساعة 08:23 ص|03 مايو 2011

مبارك.. الراعي الرسمي للتطرف العلماني ..د. محمد عمارة

 

 لقد بدأ حسني مبارك عهده – في أكتوبر سنة 1981م – بأن وضع – في الأدراج المغلقة – تلك المشاريع التي أُنجزت في عهد السادات لتقنين الشريعة الإسلاميَّة وفقه معاملاتها، كي تطبق بديلًا عن القانون الهجين، ذي الأصول الفرنسيَّة "الذي فرضه الاستعمار الإنجليزي على مصر منذ سنة 1882م.

 

وفي هذا المناخ الفكري – الذي تم فيه الخلط بين "الإسلام" و"الإرهاب" والذي تم فيه استغلال ظاهرة العنف الديني لتكريس نظام حكم الدولة البوليسيَّة – التي تقيم أجهزتها الأمنية "سلخانات" التعذيب للإسلاميين، في الوقت الذي تحرس فيه غلاة العلمانيين والزنادقة.. في هذا المناخ أصبح المستشار محمد سعيد العشماوي واحدًا من أبرز رجالات الفكر في عصر حسني مبارك "الذين بلغت استفزازاتهم للحس الإسلامي حدودًا غير مسبوقة في تاريخ الفكر المصري على الإطلاق.. ففي حماية مؤسسة الرئاسة – ومبارك شخصيًّا – وفي حراسة مباحث أمن الدولة، توالت كتب العشماوي، التي قال فيها عن الإسلام:

 

"إنه تحول إلى اتجاه عسكري، وصيغة حربيَّة منذ غزوة بدر، فتغيرت وجهه، وانزلق إلى مهوى خطير، وتبدل صميم شرعيته، فانحدرت إلى مسقط عسير، وطفح على وجهه كل صراع، فبثر بثوار غائرة، ونشر بقعًا خبيثة على وجه الإسلام، منذ غزوة بدر سنة 2 هـ -أي في عهد الرسول – صلى الله عليه وسلم – وعلى يديه!!..

 

أما القرآن الكريم، فلقد كتب عنه العشماوي، فقال:

 

" إن النص القرآني قد ضيعت وحدته الإنسان المسلم، فأصبح إنسان النص لا المعنى، إنسان النقل لا العقل، إنسان الحرف لا الروح!.. وأن هذا القرآن لم يطبق، في كل العصور الإسلامية، إلا كأمر شاذ، وعملة نادرة، أو كمجرد نزوة، في ظرف استثنائي.. وأن النص القرآني ما زالت به حتى الآن أخطاء نحوية ولغوية!

 

أما رسول الإسلام – صلى الله عليه وسلم – فهو – بنظر العشماوي:

 

"صاحب دعوى" – (أي ادعاء.. وليست "دعوة") !-.. وهو غير معصوم، إذ العصمة هي أفكار إسرائيليَّة دخيلة!.. وأن الرسول كان يحكم بوثيقة شبه جاهلية!.. ولقد عارضتْ كثير من القبائل ما فرضه عليهم من إتاوة أو رشوة يسوءهم أداؤهم ويذلهم دفعها!.. وإن الرسول كان يشجع شعر حسان بن ثابت "المقذع والبذئ"!!..

 

أما الخلافة الإسلاميَّة، فلقد نشر منها العشماوي كتابًا – جرسه نظام مبارك – جاء فيه.. "إنها دولة عنصريَّة.. خلطت مقام النبوة بمنصب الخلافة.. وأن أبا بكر الصديق قد أحدث زيوغا في الخلافة، وحيودًا في الحكم، واشتدادًا في نزعة الغزو، وانتشارًا للجشع والفساد، واغتصابًا لحقوق النبي.. وأنه – (أبو بكر) – قد جاء بدين جديد غير دين محمد"!!..

 

تلك عيّنات – مجرد عيّنات – من " الفكر" الذي نشره المستشار محمد سعيد العشماوي، في عهد حسني مبارك.. والذي رعاه مبارك شخصيًّا.. والذي حرست مباحث أمن الدولة صاحبه، الذي كان صديقًا لسفير إسرائيل!