خبر لنتذكر ونتعلم -هآرتس

الساعة 08:25 ص|02 مايو 2011

لنتذكر ونتعلم -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

يوم الكارثة الذي يحل اليوم هو أولا وقبل كل شيء يوم ذكرى. هذا هو اليوم الذي ينبغي لنا ان نتذكر فيه الكارثة، ذكرى الضحايا وتراث الناجين، والا ننسى ايضا الناجين الذين يعيشون معنا اليوم ورفاههم. ولكن لا يكفي كل هذا. على الاسرائيليين أن يكرسوا الجهد ايضا لتعلم دروس الكارثة. فالى جانب الدروس التي استوعبت هنا جيدا، الحاجة الى وجود دولة ذات سيادة قوية ومزدهرة، وواجب مكافحة اللاسامية، محظور باي حال هجر الدرس الاخلاقي للكارثة.

        أحد دروس الكارثة يجب أن يكون هو ان الفظاعة يمكنها أن تنشأ من داخل مجتمع متنور مزعوم، حتى ذا نظام ديمقراطي، وان من الخطير جدا غض النظر عن المؤشرات المقلقة الاولى – بوادر القومية المتطرفة وندوب العنصرية – لبدء التدهور في المنحدر المنزلق، الذي نهايته الله يحمينا. من هذه الناحية ثمة مجال للقلق في اسرائيل. بين يوم كارثة واحد وآخر تدهور المجتمع في اسرائيل وظهرت فيه بوادر مقلقة لكراهية الاجانب واضطهاد الاخر، الى جانب شروخ حقيقية في مناعة النظام الديمقراطي. هذه ينبغي أن تقلق كل مواطن في اسرائيل في كل ايام السنة. ولكنها في يوم الكارثة ترتدي معنى خاصا.

        عندما ترفع العنصرية والقومية المتطرفة الرأس، ينبغي معالجتها بشدة، قبل فوات الاوان. المجتمع الاسرائيلي، الذي جزء هام من مؤسسيه وبناته كانوا ناجين من الاضطهاد اللاسامي وفظاعة معسكرات الابادة والغيتوات يجب أن يشكل قدوة اخلاقية للكفاح ضد كل مظهر بشع من الكراهية والاضطهاد على خلفية قومية، عرقية أو اثنية.

        لشدة الاسف، ليس هكذا هو الحال دوما. في السنوات الاخيرة بدأت تصدر المزيد فالمزيد من الاصوات في داخل المجتمع الاسرائيلي تدعو الى عدم تأجير الشقق للعرب وللعمال الاجانب ومنع لاجئي الحراب من ايجاد ملجأ مناسب في البلاد، وتعمل على تقييد حريات المواطن وحقوق الانسان. ضد هذه الاصوات، التي تصدر ايضا في المجلس التشريعي، ينبغي الكفاح. هذا هو الدرس الاخلاقي للكارثة: عليها ان تكون ليس فقط ذكرى الماضي، او حجة شاملة لزعماء اسرائيل لصد الانتقاد على الدولة من الخارج بل وايضا اشارة تحذير من المستقبل.