خبر اتفاق المصالحة..مصيبة لإسرائيل والفلسطينيين- يديعوت

الساعة 08:25 ص|02 مايو 2011

اتفاق المصالحة..مصيبة لإسرائيل والفلسطينيين- يديعوت

بقلم: دوف فايسغلاس

اتفاق المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية، اذا ما خرج الى حيز التنفيذ هو حدث سلبي للغاية في تاريخ النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، يضع قيد الشك امكانية ان تتحقق في أي وقت من الاوقات تسوية سلمية بين الشعبين. حتى لو هذرت حماس بـ "الايات المقدسة" التي تطالب بها الرباعية، فلن يتغير جوهرها كعصبة وحشية واجرامية.

عندما يصل هؤلاء الاشخاص الى مواقع التأثير في الحكم الفلسطيني، كل شيء سيتغير سلبا: التطرف سيزداد، التوتر سيتصاعد والكراهية ستنمو. اسرائيل ستتشدد في وسائل المنع والاحباط، وحياة الفلسطينيين ستتشوش وتتعرقل، الاقتصاد سيتحطم، الامن والهدوء سيختفيان والارهاب من شأنه أن يستأنف. في القناة السياسية ، هذا اذا وجدت على الاطلاق، ستطرح على اسرائيل مطالب سياسية غير معقولة، وكل تسوية سياسية ستصبح متعذرة.

لشدة الاسف، اسرائيل هي الاخرى "ساعدت" في تحقيق اتفاق المصالحة. في السنوات الاخيرة تدهور وضع حماس. مغلقة ومنغلقة في غزة، منعزلة ومقاطعة، حين يبرز بؤس غزة حيال الحياة الطيبة في الضفة الغربية، أخذت حماس في الضعف. سيطرتها التنظيمية والسياسية في يهودا والسامرة وهنت، فيما هي تخضع لمطاردة السلطة الفلسطينية. سعيها الى تسوية مصالحة لا يأتي من موقع قوة؛ الضعف والمخاوف اعادوها الى حضن السلطة.

لو أجرت اسرائيل مفاوضات ذات مغزى مع السلطة بمناسبة ضعف حماس، لكانت بلغت ذروتها الهوة والمواجهة التي بين حماس، التي تترسخ في تزمتها في غزة المغلقة، وبين السلطة، التي تعمل على تحقيق تسوية سياسية وتحظى بدعم عالمي جارف. مبادرة سياسية كهذه كانت ستعزز جدا السلطة والجمهور الفلسطيني المعتدل، وتجعل من حماس غير ذات صلة أكثر فأكثر.

ابو مازن يعرف جيدا بان اشراك حماس في حكومته سيمنع مسيرة سياسية مع اسرائيل. ولكن برأيه على أي حال لا توجد مسيرة كهذه وبالتالي "فانه لم يخسر شيئا". وبالمقابل، اتفاق المصالحة، اذا ما تحقق، سيرفع جدا مكانته في الشارع الفلسطيني. الشعب يكره الانقسام. وهو يريد الوحدة. ابو مازن "ضحى" بفرص المفاوضات السياسية لقاء انجاز جماهيري فلسطيني داخلي. لفلسطين ايضا – مثل اسرائيل – لا توجد سياسة خارجية. سياسة داخلية فقط.

ليس لدى اسرائيل جواب حقيقي على الاتفاق المرتقب. التهديد بوقف "المسيرة السلمية" لا يشغل بال الفلسطينيين. فعلى أي حال لا توجد مثل هذه المسيرة، والفلسطينيون لا يؤمنون بصدق نوايا حكومة اسرائيل لاستئنافها. التهديد بـ "مقاطعة" السلطة ليس مقنعا: لاسرائيل مصلحة حيوية في استمرار علاقات العمل مع السلطة، ولا سيما التنسيق الامني الجاري. كما أن طلبا اسرائيليا انفعاليا لامم العالم مطالبة بوقف الدعم الاقتصادي والسياسي للسلطة الفلسطينية هو خطوة عابثة.

العزل السياسي للسلطة من شأنه ان يعيدها الى الايام السيئة لعرفات: منغلقة، مغتربة و "مستخفة" بالرأي العام الخارجية. سلطة فلسطينية منصتة للعالم ومتنكرة للارهاب هي بلا ريب حاجة اسرائيلية صرفة. لاسرائيل مصلحة واضحة ايضا في استمرار المساعدة الاقتصادية للسلطة. عودة الى عصر العوز، البطالة والضائقة من شأنها فقط ان تشجع على استئناف العنف. لهذا السبب، فان التهديد الاسرائيلي ايضا بعدم تحويل اموال الضريبة هو فكرة سيئة.

يمكن ان يلوي العالم انفه في ضوء مشهد وزراء حماس يجلسون حول طاولة الحكومة الفلسطينية. ولكن في هذا سيتلخص الرد. الاسرة الدولية ستسلم بسرعة بوجود "الاعضاء الجدد"، واسرائيل ستكون مطالبة بان تتفاوض مع حكم فلسطيني بعضه حماسي. الرفض الاسرائيلي – المبرر اليوم – لعمل ذلك سيجلب علينا الحرج، الغضب والضغوط. لم يتبقَ لنا غير الاسف على المفاوضات التي فوتت والتي كانت ربما ستمنع الشر الذي يأتي الان، والصلاة في الا تتحقق "المصالحة" مثلما حصل غير مرة في الماضي.