خبر يوم المحرقة: ما يزال الناجون معنا -اسرائيل اليوم

الساعة 08:23 ص|02 مايو 2011

يوم المحرقة: ما يزال الناجون معنا -اسرائيل اليوم

بقلم: ليئور ألفروفيتش

(المضمون: يدعو الكاتب الى جمع الذكريات الشخصية والخاصة من الناجين من المحرقة الذين ما يزالون يعيشون في المجتمع الاسرائيلي لنقلها الى الأجيال التالية لتظل حية نابضة - المصدر).

        حُدد تاريخ ذكرى الكارثة والبطولة بعد اسبوع من نهاية عيد الفصح. كان هدف المُشرّع ان يكون قريبا قدر المستطاع من يوم نشوب تمرد غيتو وارسو الذي بدأ في ليل عيد الفصح في التاسع عشر من نيسان 1943. وذلك لتعظيم مثال البطولة المقاتلة وليثبت للعالم ولأنفسنا خاصة انهم لم يمضوا جميعا مثل غنم الى الذبح بل كان من حاربوا ايضا.

        بيد انه على مر السنين ومع تطور المجتمع في اسرائيل تغير التصور العام ايضا وجرى الطمس على المثال المقاتل. ومن الواضح اليوم ان مصطلح البطولة ليس ذا دلالات قتالية فقط بل له تعبيرات شخصية واجتماعية واعتقادية. أي ان من عرف كيف يحافظ مثلا على ايمان ملتهب أو على علاقات صداقة في الغيتو برغم جميع النوائب هو بطل ايضا.

        على كل حال يوجد شيء ما يحسن تأكيده على خلفية القُرب بين عيد الفصح الذي انقضى ويوم المحرقة – وهو قُرب أساس هدفه كامن في الفاسوق "وتُحدث ابنك في ذلك اليوم".

        يعيش اليوم نحو من 200 ألف ناجٍ من المحرقة في اسرائيل. قد يموت 13 ألفا منهم حتى يوم الذكرى في السنة القادمة. هذا ما يقوله علم الاحصاء. فمعدل الوفيات يقف على نحو من 30 كل يوم. هذه حال الايام. جيل يمضي وجيل يأتي. لكن يُخيل الينا ان المجتمع الاسرائيلي ما زال لا يهضم معنى الذكرى فيما يتعلق بأبناء وبنات الجيل التالي من اولئك الذين ستكون المحرقة بالنسبة اليهم حادثة تاريخية بعيدة الناجون منها أجداد وجدات كبار بعيدون لقوا حتفهم قبل أن يأتي اولئك الى العالم.

        الذكرى العامة غامضة ومتقلبة، فهي مثل كرة تتنقل بين أيد مختلفة، وكل يدين اثنتين تشكلان منها منتوجة تلائم تصورها العام. تتغير الذكرى بحسب الحاجات السياسية أو الاجتماعية. فهي مثل ضباب يلف الارض. فالجميع في ظاهر الامر يعيشون تحته لكن لا يمكن لمسه في الحقيقة ولا يتغلغل الى الداخل، لكنه يمنح فقط وهم الحضور، ولكونه كذلك فلا يمكن الاعتماد عليه، فقدرته على التكيف تُصعب جدا معالجته على نحو مناسب.

        لهذا يجب علينا ان نجعل الآن خاصة، في السنين الاخيرة التي بقيت للناجين من المحرقة ليعيشوها بيننا، اجراء تخليد الذكرى. وهذه دعوة الى جميع أبناء الجيل الجديد للخروج وجمع الذكريات. لا الذكريات العامة وحدها بل الذكريات الشخصية والخاصة، الذكريات ذات الوجه والصورة.

        كيف؟ ما زال كل واحد منا يستطيع ان يختار ناجيا أو ناجية، واستماع قصة حياته ونقشها في وعيه. وأن يدرس حياته ويتذكر شخصه والفم الذي قص عليه واللهجة والتعبير في العينين.

        اجل، يجب علينا ان نصغي وان نتذكر كي نستطيع في الجيل التالي عندما يسألنا أبناؤنا ما الذي حدث هناك، أن نُحدثهم عن تجربة شخصية. إن الوقائع التاريخية للمحرقة موثقة بقدر كاف في الكتب، لكن الذكريات الشخصية من لقاء أجدادنا وجداتنا مع المحرقة يجب ان تُنقل الى الجيل التالي. ما زال يعيش معنا 200 ألف يهودي كانوا هناك، ونحن هنا كي نستمع اليهم وننقل الى الأجيال التالية.