خبر الكرامة: ثمن الفشل -هآرتس

الساعة 08:23 ص|02 مايو 2011

 

الكرامة: ثمن الفشل -هآرتس

بقلم: أمير أورن

(المضمون: وثائق تنشر لاول مرة عن معركة الكرامة تبين الاستخفاف والثقة الزائدة بالنفس التي أوقعت اسرائيل في حرج لاول مرة بعد انتصارها الساحق في حرب الايام الستة  - المصدر).

هذا الفشل باهظ الثمن، من أصل القصورات في الأداء السياسي والعسكري في حرب يوم الغفران، لم يجر التحقيق فيه أبدا. لم تُعين أي لجنة تحقيق لفحص المنطلقات، الاستخبارات أو التخطيط، ولم يفحص أي فريق كيف عمل رئيس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس الاركان، الجنرالات، قادة القوات. المعنى الحقيقي تم تشويشه، الدروس لم تُستخلص ولم يتم استيعابها. الغرور تواصل حتى الضربة التالية، التي كانت أقوى بمائة ضعف.

        حملة الكرامة كانت أكبر حملات الجيش الاسرائيلي وأكثرها طموحا في غير وقت الحرب حتى الموعد الذي انطلقت فيه الى حيز التنفيذ في آذار 1968. وكان ثمنها باهظا – 30 قتيلا، بينهم مفقودون بعد سنوات فقط أُعلن عنهم كضحايا، 96 جريحا، طائرة قتالية أُسقطت ومركبة مدرعة دُمرت بمدافع الجيش الاردني، بقيت في الميدان وعُرضت على نحو تظاهري في مسيرات النصر. الهدف الأعلى للعملية، ياسر عرفات، استغل التشويشات في تنفيذ الخطة، فر وقاد م.ت.ف نحو صراع طويل من الاردن ومن لبنان. ولكن الصفعة اللاذعة لم توقظ الجيش والقيادة السياسية من غفوتهما. والحقائق بعمومها وإن كانت جلية للعيان، إلا ان التفاصيل تم اخفاؤها والمسؤولية ضاعت سُدى.

        لماذا الكرامة، ولماذا الآن؟ أولا، بفضل نشر كتاب د. آشر فورات (كارلوس برلمان)، "قميص ابيض، قبعة سوداء" (من اصدار الكيبوتس الموحد)، والذي في أساسه معركة الكرامة. ثانيا، لان الوثائق السرية المتعلقة بالحملة سُمح بقراءتها الآن. المذكرات المشوقة لفورات والوثائق الجافة تُكمل الواحدة الاخرى وتنير من جديد القضية التي فيها شيء ما من كثير من القضايا السابقة – معركة قلقيلية ومعركة المتلة لقائد المظليين اريئيل شارون – ومن قضايا مستقبلية، مثل التأخير في اخلاء مدحت يوسف من قبر يوسف.

        في 18 آذار 1968، قرب بير أورا جنوب العربة، صعد على لغم باص محمل بالتلاميذ من مدرسة هرتسليا الثانوية كانوا في نزهة في المنطقة. مرشد وطبيب قُتلا وأصيب 28 تلميذا. الناطقون بلسان الحكومة والجيش الاسرائيلي سارعوا الى الاعلان بأن الرد العقاب سيأتي قريبا. بعد يومين من ذلك انطلق الجيش الاسرائيلي الى حملتين في آن واحد – "أسوتا" لقيادة المنطقة الجنوبية، في العربة الاردنية، و"توفِت" لقيادة المنطقة الوسطى، التي هوجمت فيها قاعدة ياسر عرفات في الكرامة، على مسافة بضع كيلومترات شرقي نهر الاردن.

        نتائج الحملتين كانت مختلفة بشكل قطبي. العقيد آشر ليفي، رئيس قيادة المنطقة الجنوبية وقائد حملة "أسوتا"، في ظل غياب قائد المنطقة، قال ان الاسمين السريين للحملتين  وصفا ما حصل على نحو سليم: "لي في الجنوب كانت لدي صحة جيدة، أسوتا (سلامة) خلافا لـ "توفت" (اللظى) في المنطقة الوسطى". وحدة شكيد، بمساعدة قوة المدرعات، عملت ضد قاعدة فتح في شرطة صافي في الاردن، في محاولة لعزل قاطع ايلات – العقبة. وقد اكتملت العملية كما كان مخططا لها ودون اصابات.

        ليس هكذا في الكرامة، حيث عمل آشر فورات في ظل المخاطرة الشاذة، فقد ذراعه اليسرى في محاولة متكررة لانقاذ الجرحى وحصل على وسام الجسارة. فورات، الذي ترعرع في الارجنتين، خدم في سلاح الطب وبعد تسريحه، برتبة عقيد، أدار مستشفى مئير في كفار سابا. في آذار 1968، كان طبيب لواء 7، اللواء المدرع النظامي. وبفضل سنه ومنصبه كان مقربا جدا من قائد اللواء الاشكالي، العقيد شموئيل غوروديش – غونين. علاقة فورات مع غوروديش معقدة: كانت احيانا ايجابية جدا ولكنها في الغالب سلبية جدا. وضمن امور اخرى، فانه يسميه "سادي". لو فهم قادة غوروديش ما استوعبه طبيب اللواء، لعل مسار ترفيعه العسكري كان توقف قبل ان يُعين قائد المنطقة الجنوبية ويفشل في اكتوبر 1973.

        خطة الحملة وضعت، أمام منظومة لوائية من الجيش الاردني، سرية مدرعات واحدة فقط من لواء 7. فورات، الذي شهد حرب الايام الستة، عجب، لمشهد علاقات القوى غير المعقولة، لماذا يرفض غوروديش طلب المساعدة من المدفعية. قائد اللواء أجابه مباشرة: "كي لا يُقال بعد ذلك بأننا انتصرنا في المعركة بفضل المدفعية وليس المدرعات". السعي وراء المجد، بثمن المخاطرة بالقوات، أذهل فورات. وكتب يقول انه "في المعركة نفسها سيقوم غوروديش بالمستحيل كي ينقذ ويخلي المصابين. ولكني أتخلى عن بطولة الانقاذ تحت النار وأفضل اتخاذ كل الوسائل كي لا تقع اصابات على الاطلاق. وأين قيادة المنطقة الوسطى؟ وأين رئيس الاركان؟".

        بقيت ولدا

        الى جانب غوروديش عمل بطل آخر من حروب 1956، 1948 و1967: العقيد رفائيل (رفول) ايتان، هو الآخر قائد لواء. ايتان كان قائد لواء 80، لواء في غور الاردن. سمع فورات من قائد كتيبة دبابات، مقدم أوري بار اون، يُحذر رفول من ان "الارض في المنطقة الاردنية للغور قد تكون مغمورة بالماء، أو مستنقعية، في أعقاب الامطار أو ري الحقول". وتحفز رفول كالرفاص، وتوجه الى بار اون بشكل هجومي فقال: من أين أنت تعرف الكثير عن ظروف الارض خلف الاردن؟ فأجابه بار اون بأنه عندما كان ولدا يركب دراجته من القدس الى أريحا ومن هناك الى الغور، وقد تعرف عليه من على جانبي النهر.

        رفول غضب. "كنت ولدا ولا زلت ولدا"، صرخ على بار اون. وشدد على أنه اذا كرر تحذيره في نقاش قيادة المنطقة الوسطى فانك "ستخيف كل المترددين وضعفاء الشخصية في قيادة المنطقة الوسطى. ويوجد هناك الكثير من هؤلاء. وهم من شأنهم ان يعرقلوا أو يلغوا العملية. يجدر بك أن تصمت". أما بار اون فلم يتخلى. "المستنقع من شأنه ان يكون اشكاليا. والدبابات ستغرق. يجب البحث في ذلك بكل الاهتمام". أما رفول فحرك يده استخفافا.

        في بؤرة قضية الكرامة وقف رئيس الاركان منذ ثلاثة اشهر في حينه. حاييم بار – ليف، نائب رئيس الاركان في حرب الايام الستة وقبل ذلك قائد فيالق المدرعات ورئيس قسم الاركان، كان قائد كتيبة في 1948، وقائد لواء في 1956. هو رئيس الاركان الوحيد منذ 1953 وحتى دان حلوتس، لم يكن قائد منطقة. عندما دخل في منصبه وجد ثلاثة قادة مناطق، اثنان منهم يعتبران ناجحين وتنافسا على منصب رئيس الاركان بعده، يشعياهو غبيش في الجنوب ودافيد اليعيزر في الشمال، وعوزي نركيس في الوسط.

        وأُخفي عن الجمهور، لسنوات، أن نركيس فشل في الكرامة وأُزيح عن قيادة الحملة. قائد فيالق المدرعات، اللواء اسرائيل طال، استُدعي لانقاذ ما يمكن انقاذه. ومن فوق بار – ليف كانت قيادة سياسية منقسمة – رئيس الوزراء ليفي اشكول من مباي في المعراخ، وخصمه، وزير الدفاع موشيه ديان من رافي. ديان لم يسلب فقط من اشكول حقيبة الدفاع، بل انشغل ايضا بالحفريات غير القانونية بحثا عن الأثريات. في احداها، عشية الكرامة تماما، أصيب وأُدخل المستشفى. المستشار القانوني للحكومة، مئير شمغار، غفر لاحقا لديان هذه المخالفة لقانون الآثار بسبب اصابته. مع اشكول المريض والضعيف وديان الجريح والمعطل، أدار بار – ليف الكرامة دون رعاية عليا.

        في 1 كانون الثاني، ودع بار – ليف سلفه اسحق رابين وأخذ قيادة الجيش. في تلك الفترة عانت اسرائيل من تسللات من الاردن وعمليات تخريبية في اراضيها لاحيان متواترة. ومع نهاية كانون الثاني، اختفت غواصة "ديكر" بـ 69 رجلا من طاقمها. في 8 اذار، يوم حداد وطني في ختام تفتيشات عقيمة، أُعلن عن المفقودين كضحايا. بعد ذلك لغم باص الثانوية. منفذو العملية ومؤيديهم، في ضفتي الاردن، عرفوا بان من المتوقع رد فعل اسرائيلي. بار – ليف ساعد الحكومة على اتخاذ قرار بائس: عدم ضبط النفس الى أن يلغي الجيش الاردني وم.ت.ف حالة التأهب ويعودان الى الحياة الطبيعية. وبالتالي لم تكن هناك مفاجأة.

        على لسان غروتيوس

        ملفات هيئة الاركان توثق احداث الحملة، التي ولدت في صيغة ضيقة في العهد الذي كان رابين فيها رئيسا للاركان. قبل حرب الايام الستة، حين كانت الضفة الغربية تحت سيطرة الملك حسين، تدرب الجيش الاسرائيلي على اجتياز النهر، في منطقة الاغوار. اما بعد الحرب، فقد خطط لحملتي "توفت" و "اسوتا" كعمليتي رد في غور الاردن الشرقي. في 16 تشرين الاول 1967 رفع لرابين خطتي الحملتين "توفت" و "اسوتا". في 13 كانون الاول كلف بالتنفيذ، لليل الغد، لواء المظليين النظامي 35 ووحدة "سييرت متكال" الخاصة. الحملة الغيت، خطط لها مرة اخرى في 12 اذار، ومرة اخرى الغيت. واستؤنفت بعد لغم الباص.

        وتكشف احدى الوثائق النقاب عن أن المعلومات الاستخبارية قدمها ضمن آخرين "غروتيوس" – رجل فتح السابق الذي كان "مخبرا لدى المخابرات الاسرائيلية" "يعرف القاعدة في الكرامة ومحيطها". ووصل غروتيوس الى الاردن عشية حرب الايام الستة مع وحدة الجيش العراقي، في اطار كتيبة الكوماندو 421 لجيش التحرير الفلسطيني. وفر من كتيبته، تدرب في سوريا في معسكر الحمة وتسلل الى الضفة الغربية. والمح الى أن مسؤوله في المخابرات، هوجم واصيب في بروكسل على ايدي أحد مصادره في م.ت.ف، وهو تصادوق اوفير.

        رئيس شعبة الاستخبارات، اللواء أهرون يريف، ادعى بعد الحملة انه لم يكن هناك فشل استخباري. وقال ان شعبة الاستخبارات حللت قبل اسبوع وبدقة كل طرق العمل المحتملة للعدو بما في ذلك تلك التي لم يستخدمها عمليا. "التفاصيل التي كانت لدينا جاءت من مصدرين: فتحيون كانوا لدينا في الاسر واجتازوا تحقيقات، وعملاء. وبوسعهم أن يقدموا لنا الكثير من المعلومات، ولكن المشكلة مع هذين المصدرين هي انهما لم يكونا الاكثر دقة. فلم يتدربوا على قراءة الصور الجوية وكان صعبا عليهم الاشارة فيها الى الاهداف".

        يريف تحدث في تحقيق أجرته هيئة الاركان، بديل هزيل وفره الجيش الاسرائيلي بعد اسبوع من الحملة عن تحقيق لم يكن، حسب تقاليده المقدسة (حرب الايام الستة لم يجرِ فيها تحقيق معمق هي الاخرى). الحديث الذي وصف كتحقيق كان عمليا لقاء للمشاركين في الحملة في مقر الجندي في تل ابيب على نمط "الرفاق يتحدثون عن الكرامة". في يوم الجمعه اياه وقعت في الشمال حادثة اخرى استدعي لمعالجتها قادة وضباط اركان. وبعد الظهر حث بار – ليف المجتمعين على انهاء محاضراتهم خشية أن يتهمهم الحاخام العسكري الرئيس، شلومو غورين بـ "تدنيس حرمة السبت".

        عشية الحملة حث بار – ليف قيادة المنطقة الجنوبية "الا يقتل أي طفل، أي شيخ وأي امرأة. من المهم جدا تحقيق هذا. وعدم فتح جبهة لسماع الانفجارات. هذا ليس فيلما عن الغرب المتوحش، ما ان يبدي حركة حتى تصفيه". اما لقيادة المنطقة الوسطى فقال: "بالتأكيد يمكن أن تقع معركة حقيقية، لا شك سننتصر فيها، ولكن من المهم الانتصار بسرعة وبسعر زهيد. اذا كان لنا في مثل هذه العملية عدد كبير من الاصابات، فان كل العملية لا تبرر نفسها ولا تحقق أي غاية. الحرص على حركة قتالية وحذرة. البقاء في المجنزرات – والقائد وحده ينظر. طائرات ضد المدرعات الاردنية، ضد المدفعية؟ بشكل مبدئي، لا. كل هذه العملية، اذا سقطت طائرة واحدة لنا، لن تكون تساوي شيئا".

        هكذا تحدث بار – ليف قبل العملية. بعدها غير القواعد وحقق لنفسه انجازا. أقواله في التحقيق، التي تناقضت تماما والمقاييس التي حددها مسبقا وضعت الفشل في القاطع الذي بين القدر والنجاح.

        في الوسط، في الغور نشر الجيش الاردني امام الجيش الاسرائيلي فرقة وفيها أربعة ألوية، كتيبة دبابات باتون، وعشر بطاريات مدفعية. وعلى مسافة غير بعيدة من هناك كانت قوة عراقية. وحسب يريف، "في الايام الاخيرة قبل الحملة وصلت أنباء عن تعزيزات كبيرة لرجال فتح في الكرامة، مئات الاشخاص. بعد ذلك تبين أنهم كانوا اكثر من مئات، لان الاعداد تضمنت ايضا كل شباب القرية الذين فرض عليهم التجند للمنظمات".

        أمر الحملة تضمن هدفا مجردا واشكاليا دوما، في كل جيش – استعراض الحضور: "قيادة المنطقة الوسطى ستسيطر، تقتل وتمسك رجال فتح في منطقة الكرامة، تستعرض حضور الجيش الاسرائيلي في المنطقة وتنسحب حسب الامر". اجتياح ليلي، كما قدر المخططون، لن يكون مجديا. عملية في النهار، تهرب من الكرامة المخربين الى أذرع القوات التي يتم انزالها من المروحيات وتسد طرق انسحابهم، ستسمح بـ "استعراض الحضور والاستيلاء على المنطقة".

        ملحق للامر قضى بانه "لا يجب باي حال من الاحوال المس بالنساء والاطفال. النساء والاطفال يتم اخلاؤهم الى منطقة تجمع والحرص هناك على الا يصيبهم ضر. أما الرجال حملة السلاح فيجب قتلهم. قواتنا لن تلبس بزات مرقطة (مثل المخربين)".

        وقام التخطيط على اساس فرضية غير أبالية: الجيش الاردني "سيتصرف مثلما في حرب الايام الستة، على الاقل بعد الانطلاق؟ تدخله لن يكون جديا بما فيه الكفاية واذا ما حصل – فسلاح الجو سيصفي المدفعية والجيش الاسرائيلي سيصفي مدرعات العدو".

        إخطار

        الاخطاء كانت استراتيجية وتكتيكية على حد سواء. تحذير للاردن بعدم التدخل، من خلال السي.اي.ايه وفر إخطارا لعرفات وشجع الجيش الاردني على التدخل. وبينما المروحيات التي نقلت قوة الاغلاق وجدت صعوبة في اجتياز ظهر الجبل، وزعت في الكرامة، في وقت مبكر جدا المناشير التي خطط لالقائها على المخربين. "كل من لديه سيارة بما في ذلك صديقنا ابو عمار (عرفات)"، كما قال بار – ليف "جلس في السيارة وانصرف". القتال تعقد واستمر لاكثر من 14 ساعة.

        الذروة البشعة للحملة كانت تدير دبابتين اسرائيليتين. وعند احصاء مخزون المركبات المدرعة التي اصيبت شرقي الاردن وابقيت هناك كانت ثلاث دبابات سنتريون، واحدة منها محروقة؛ دبابة شيرمن محروقة، مجنزرتان لسرية "دوخيفات"؛ نصف مجنزرتين احدهما محروقة؛ شاحنة وجيب محروقان. ست دبابات اخرى اصيبت بشدة تم اخلاؤها. للاردنيين دمرت 28 دبابة. ووقع للجيش الاردني ومنظمة التحرير معا 196 قتيلا، نحو 90 منهم مسلحين في الكرامة، ووقع 132 من رجالهم أسرى.

        قبل الحملة جرت محاولة لاسكات الصحافة. ولكن الاسرار لم تبقى خفية. المارة في جسري الاردن بلغوا عما جرى. عامل اسرائيلي في سفارة اجنبية ما – يمكن التخمين ان الحديث يدور عن سفارة امريكية، جند فجأة الى الاحتياط ووفر بذلك تأكيدا لمسؤولية عن أن الحملة قريبة. الكرة ركلت من تل أبيب الى السي.اي.ايه ومن هناك الى حسين ومنه الى عرفات. ولاحقا، اقترح رئيس شعبة الاستخبارات يريف بانه "يجدر الامتناع عن تجنيد شخص كهذا، حين يتم تجنيد 1.500 او 1.800 شخص فقط "وذلك خلافا لتجنيد شامل للاحتياط للحرب".

        أما بار – ليف رئيس الاركان فبعد أن استعرض الاحتمالات التي كانت امام الجيش  فقد أجرى ميزانه قائلا: "المهمة تحققت، ولكن في ظل بعض الشذوذ والخلل الذي لست مستعدا ان يقع لنا في عمليات في عهد السلام. ثقة زائدة بالنفس واستخفاف زائد في الطرف المقابل. ما هو صحيح على المستوى العالمي، الاستراتيجي والعملياتي، ليس صحيحا في كل معركة. لم يكن هناك دخول في تفاصيل التفاصيل وتحليل حتى النهاية. امور يمكن قبولها حين يكون كل الجيش يقاتل لا يمكن أن نسمح لانفسنا بها عندما يشارك 1.300 أو 3.000 مقاتل في عملية امنية جارفة حتى وان كان على نطاق واسع. الضربة التي وجهتها العملية الى الطرف المقابل ومساهمتها في صورة الجيش الاسرائيلي لدى الجمهور لم تحقق ما كان ينبغي ويمكن ان تحققه، لولا الحالات الشاذة. حقيقة أن الطائرات هاجمت المدفعية ولكنها واصلت اطلاق النار وسلاح الجيش الاسرائيلي ابقي في الاردن تبين أن الجيش الاسرائيلي كهيئة ليس معفيا من نقاط الضعف. هذا كفيل بان يملأ أشرعتهم بالريح".