خبر الشارع الفلسطيني يشكك بجدية اتفاق المصالحة في القاهرة

الساعة 05:17 م|01 مايو 2011

الشارع الفلسطيني يشكك بجدية اتفاق المصالحة في القاهرة

فلسطين اليوم: رام الله

مع أول إعلان عبر وسائل الإعلام المختلفة، حول اتفاق القاهرة بين حركتي فتح وحماس كتب الفلسطيني "فؤاد الخفش" على صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" عبارة " لن اصدق إلا بعد عودتي لوظيفتي".

وفؤاد كان قد أقصي عن مهامه كمدير عام في وزارة وشؤون الأسرى بعد أحداث الانقسام بسبب انتمائه السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس.

يقول الخفش:" اعتقد أن الاتفاق لن يطبق على ارض الواقع بالكامل وسيتم تطبيق جزئيات منه".

وأشار الخفش، والذي تعرض للاعتقال على يد الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة سلام فياض في الضفة الغربية منذ الانقسام ستة مرات وتم استدعائه للتحقيق أكثر من 180 مرة، أن هذه الأجهزة لن تسمح بعودة الأمور إلى الوراء و لن تتوقف عن ملاحقة كوادر الحركة في الضفة.

وقال الخفش:" السؤال هنا من الذي يحكم و بالتحديد في الضفة الغربية، هل هي الأجهزة الأمنية أم المستوى السياسي، وهذا ما ستتم الإجابة عليه خلال الأيام القادمة".

ويجزم الخفش، كما الكثيرين، على أن ما جرى هو محاولة للتعايش بين الفصيلين الكبريين على الساحة الفلسطينية و ليس مصالحة حقيقة.

وكما حال فؤاد كان الكثيرين من الفلسطينيين الذين فاجئهم إعلان المصالحة، حد التشكيك في جديته، و على صفحات  التواصل الاجتماعي انقسموا إلى مشككين فيه و إمكانية تطبيقه، و بين متابعين لمباراة كرة القدم بين فريقي ريال مدريد و برشلونه.

وأكثر من ذلك، فقد خلت الشوارع من أي مظاهر للاحتفال بهذا الاتفاق و الذي كان مطلبا للتحركات الشبابية منذ الخامس عشر من آذار الفائت.

وعن أسباب هذا الاتفاق بعد أربع سنوات، و 148 مبادرة لإنهائه، و1430 ساعة حوار، يقول عضو لجنة المستقلين للمصالحة هاني المصري، أن هذا الاتفاق هو احد تداعيات الثورات العربية، و التي غيرت الموقف العربي سئ جدا و الضاغط على الفلسطينيين و الذي ساهم انحدارهم الكامل نحو أسلو وصولا إلى الانقسام، وخاصة مصر "القائدة".

ويتابع المصري:" الحكومة الحالية في مصر اتخذت موقفا متوازنا، بدلا من موقف نظام مبارك المنحاز والمرتهن بالموقف الأمريكي و الإسرائيلي.

ومما ساعد موقف مصر، كما يقول المصري، هو الوضع السياسي حيث الجمود في العملية السلمية الأمر الذي جعل المصالحة هي الورقة الوحيدة المتاحة للسلطة لحماية ما تبقى من ارض و حقوق.

ولم تكن حماس بعيدة عن هذه التغيرات، فما يجري بسوريا، جعلها تدرك أهمية الوحدة أكثر، و خاصة بتغيير الحكومة المصرية التي وازنت موقفها من الطرفين.

واعتبر المصري ان فرصة نجاح المصالحة اكبر من أي وقت مضى، فالمعيقات أصبحت اقل تأثيرا، و خاصة إذا استكمل الاتفاق ببرنامج للحكومة يستند للقانون الدولي وقراراته، حيث يمكن قطع الطريق على إمكانية حصارها.

واعتبر المصري أن عدم وجود وجوه حزبية في الحكومة" حكومة الكفاءات" يسهل تمرير هذه الحكومة و التعامل معها في المجتمع الدولي.

الا أن الاتفاق لا يعني ان الخلاف سينتهي، و لكن يمكن ان نتوصل لبرنامج مشترك للقواسم المشتركة، وخاصة مع الاتفاق على بند التعامل مع المقاومة، الذي لم يكن واضحا فيما مضى، ومحط خلاف.

واعتبر المصري انه و بالرغم من هذه الايجابيات الا أن هناك عوائق التي يمكن أن تحد من تطبيقه، أهمها تعامل الأجهزة الأمنية، و عدم امتثالها لقرارات المستوى السياسي، و خاصة ان الانقسام و على مدار أربع سنوات انشأ فئات و شرائح مستفيدة من الانقسام و تسعى لتعطيله.