خبر قصة نجاح امرأة تسلحت بالإرادة

الساعة 01:17 م|01 مايو 2011

قصة نجاح امرأة تسلحت بالإرادة

فلسطين اليوم – غزة (خاص)

لم تتوقع هالة هذا النجاح الذي حققته بعد أن كادت تكون إحدى ضحايا الزواج المبكر و العادات التي لا تنصف المرأة في بعض الأحيان، إلا أنها وقفت بعد تعثرها و أصرت على الاستمرار فنجحت.

هالة. د .. 24 عاماً من المنطقة الوسطى بقطاع غزة، جسدت مثال لقصة نجاح امرأة تحدت الظروف المعاكسة، واستطاعت فعل الكثير عن طريق الإرادة ...

وبداية الحكاية تتحدث عنها هالة لمراسلة وكالة فلسطين اليوم الإخبارية إذ تقول: "كنت طفلة في الرابعة عشرة من العمر، تميزت في دراستي المدرسية، حيث كنت ادرس في المرحلة الإعدادية، و  حصلت على أعلى الدرجات رغم الظروف الاقتصادية السيئة التي كانت تعيش فيها أسرتي، و مع ذلك لم أفكر يوماً أن العادات و التقاليد الخاطئة ستأتي يوماً لتختطفني من بين كتبي التي عشقتها، و حلمت بمستقبل باهر من خلالها"

و أردفت هالة قائلة:"من المؤسف أن العادات و التقاليد في معظم الأحيان تأتي ضد المرأة و خصوصاً في مجتمعاتنا الشرقية، بحيث جرت العادة عند الناس ذوي الذين يعانون من قلة الدخل أن يلجئوا لتزويج بناتهم دون النظر إلى أعمارهن، هل هي مؤهلة لأن تصبح زوجة و تتحمل كل أعباء الزوجية و الإنجاب و من ثم تربية الأبناء أم لا، فقط كل ما يهم هو التخلص منها دون أي تفكير بمستقبلها التعليمي حتى لو كانت من المتفوقات"

و قالت: "كنت واحدة من ضحايا هذه العادات السيئة، حيث زوجت و أنا في سن مبكر لم يتجاوز 14 سنة، و للأسف لم يستمر الزواج سوى 4 أشهر لأنه بني على أسس خاطئة"

و تابعت: "بعد الطلاق صممت على مواصلة دراستي الثانوية و الجامعية، إلا أن نظرة المجتمع للمطلقات كادت أن تحول دون ذلك، إلا أنني أصررت على المواصلة، على الرغم من كل ما واجهته من عدم تقبل المجتمع لهذه الحالة ( المطلقة ) وسد كل باب قد يساعدني للخروج من الضغوط النفسية.

تابعت هالة دراستها و أخذت شهادات الثانوية الثلاث في سنة واحدة و بمعدل 80%، حيث تقول: كانت أمي تدفعني للدراسة و النجاح، و تقول لي أنا لا أريد أن تنجحي بمعدل عالي فقط انجحي حتى يرى الناس نجاحك و يتخلوا عن نظراتهم الخبيثة إليك، و بحمد لله تخرجت من الثانوية العامة بمعدل رفع رأس أسرتي رغم كل الضغوط التي تحملوها من أجلي"

و بنبرة من الحزن تتابع هالة حديثها: "حلمت بالدراسة في الجامعة كباقي الفتيات و في تخصص أريده و أحبه، لكن سوء الحال الذي تعيشه الأسرة حرمتني من الدخول في الجامعة، لكن لم اعدم الحيلة يوماً، فتقدمت طلباً في كلية المجتمع التابعة لوكالة الغوث، و كانت رغبتي بدراسة الإدارة، و لكن لم احصل على هذه الفرصة إلا انه كان هناك خيار آخر أمامي بدراسة تفصيل و تصميم الأزياء في نفس الكلية، فاضطررت للموافقة مع أنها لم تكن رغبتي، و لكني درستها، و تفوقت في دراستي و تخرجت بمعدل 83%، و حصلت على عدة فرص تدريب تدربت من خلالها و صقلت خبرتي في هذا المجال، حتى أكرمني الله بعمل لمدة عام في نفس الكلية التي تخرجت منها، و درست في مجال التخصص الذي درسته"

و منذ ذلك الحين تواصلت هالة مع عدة مؤسسات و جهات تعنى بهذا المجال، حتى وجدت إقبالا من العديد منها، و أصبحت لديها فرصة  عمل وفرت لها قاعدة أساسية لبناء مشروع خاص بها.

حصلت هالة على فرصة نوعية من قبل الشؤون الاجتماعية بمساعدتها بإنشاء مشروع في مجال تخصصها، لتصبح مصدر دخل لأسرتها الفقيرة، و بالفعل أصبحت هالة سيدة منتجة و عملت في مشروع لتصميم الملابس النسائية في منزلها، إلى أن تلقت تشجيعاً آخر من قبل شخصيات أعجبت بعملها و استطاعت أن تفتتح محلاً تجارياً كبيراً للتطريز و حياكة الملابس، و أصبحت من سيدات الأعمال في المنطقة بعد أن كانت تنتظر وعائلاتها المساعدات الإنسانية من المؤسسات الخيرية، و وفرت لعائلتها المكونة من 12 فرداً كل ما تحتاجه.

و في نهاية قصتها دعت هالة جميع الفتيات من مثيلاتها أن يكسروا حاجز الصمت الذي يعشن فيه، و أن يكون لديهن وعي كبير بما يدور حولهن، لان المشكلة الأساسية تكمن فيمن حولنا و ليست فينا، لذلك علينا ألا نكون عبئاً على أحد.