خبر الوحدة فرصة ايضا -سرائيل اليوم

الساعة 08:00 ص|01 مايو 2011

الوحدة فرصة ايضا -سرائيل اليوم

بقلم: يوسي بيلين

 (المضمون: يرى الكاتب ان الاتفاق الجديد بين حماس والسلطة الفلسطينية قد يكون لمصلحة الفلسطينيين والاسرائيليين معا اذا لم تتجه حماس مجددا الى العنف - المصدر).

        اخطأ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأن سارع الى الرد بخطبة قصيرة جدا في الأمة، على الاتفاق بين فتح وحماس على انشاء حكومة تكنوقراطية مؤقتة. اذا كان قصده الى تعجل التأثير في العالم فلن يستطيع النجاح في ذلك لأن أكثر الدول ذات الشأن تريد ان ترى عنوانا فلسطينيا واحدا.

        اذا تبين في مقابل ذلك ان التعاون الفلسطيني الجديد يفضي الى عنف فلن يستطيع نتنياهو ان يزعم انه منح هذا التطور فرصة وأنه كان على حق بزعمه انه خطر. سيقول له الجميع انه لم يُمكّنه من النجاح منذ البداية وانه أسهم في افشاله.

        هل هذا تطور ايجابي بالنسبة الينا؟ قد يكون كذلك لكن هذا الامر غير مضمون بالتأكيد. كان الخطأ الأكبر خضوع من كان آنذاك رئيس الحكومة اريئيل شارون الى طلب الرئيس الامريكي آنذاك جورج بوش ان يُمكّن حماس التي تؤيد الارهاب من المشاركة في انتخابات المجلس الفلسطيني التشريعي، بخلاف صريح لاتفاق اوسلو. منذ اللحظة التي أصبحت فيها حماس لاعبة شرعية بل فازت في الانتخابات نشأت مشكلة صعبة لاسرائيل وليس الحديث عن حلول مثالية.

        لكنه في الوضع الذي نشأ من الأفضل لنا ان تعترف حماس بمحمود عباس رئيسا للسلطة وأن تُمكّنه من اجراء تفاوض سياسي مع اسرائيل يؤتى به في نهاية الامر لاستفتاء الشعب. اذا لم يكن لحماس موطيء قدم في اجهزة الأمن في الضفة الغربية واستمرت على حكم قطاع غزة وحده؛ واذا لم يوجد عنف يوجه على اسرائيل فهذا تطور ايجابي. لأن اسرائيل في الحاصل لا يحق لها ان تقول لمحمود عباس انه لا يمثل الفلسطينيين جميعا – فقطاع غزة أُخذ منه – وأن تمنعه ايضا من اقامة شراكة مع الغزيين ليستطيع تمثيل الشعب الفلسطيني كله.

        بقيت حماس حماس نفسها. فهي لا تعترف باسرائيل ولا تُجري معها تفاوضا. لا يُطلب الينا ولا يجب علينا اجراء تفاوض مع حماس، ونستطيع الاعتراف بها فقط اذا لبّت الشروط التي اشترطتها الرباعية عليها (الاعتراف باسرائيل والكف عن العنف والاعتراف باتفاقات دولية سابقة). اذا وُجد تفاوض سياسي فسيكون مع م.ت.ف التي توصلنا معها الى الاتفاقات السابقة والتي يرأسها محمود عباس.

        يفترض ان نحادث الحكومة التكنوقراطية لنعالج الكثير جدا من الشؤون التي تتجاوز الحدود بين الجيران (المشاكل الزراعية وقضايا المياه والبيئة وما لا يحصى من القضايا الاخرى التي لا نستطيع سوى التحادث فيها).

        لا يجب علينا ان نحتضن الاتفاق الجديد، فلسنا نعلم ما يكفي عنه لتأييده، لكننا لا نعلم ايضا ما يكفي بنفس القدر لرفضه.

        إن ضعف حماس في استطلاعات الرأي العام وأن محمود عباس أصبح أكثر القادة شعبية في الشارع الفلسطيني وانشاء عنوان فلسطيني واحد إزاء اسرائيل قد تجعل اتفاق القاهرة فرصة للفلسطينيين ولنا ايضا.