خبر علينا، نحن الشعب، ألاّ نكون وإسرائيل ضد المصالحة...محمد العجلة

الساعة 03:43 م|29 ابريل 2011

علينا، نحن الشعب، ألاّ نكون وإسرائيل ضد المصالحة...محمد سعد العجلة

 

يُلاحظ أن هناك حالة برود شعبي هذه المرة تجاه خبر التوقيع المبدئي في القاهرة على ورقة المصالحة الذي تم يوم أمس (27/4/2011) وهذا من حق الناس بناء على التجارب الصعبة السابقة، خاصة عقب تجربة اتفاق مكة المكرمة. فالحذر واجب وهو أفضل من أن يقع الناس في الإحباط بعد ذلك.

 

لكن أن تأتي هذه الخطوة أفضل من عدمها، كما أن الظروف الجديدة بعد الثورات العربية المجيدة والتوجهات الجديدة لمصر والطريق المسدود الذي وصلت إليه عملية التسوية بسبب تعنت حكومات إسرائيل المتعاقبة، وليس فقط حكومة نتنياهو اليمينية، كل ذلك يجعل من مساحة الأمل كبيرة في تحقيق المصالحة على أرض الواقع، وخاصة بعد الثمن الغالي جداً الذي دفعه الشعب الفلسطيني في شطري الوطن من جراء الانقسام وويلاته.

 

من حق الناس أن تكون فرحتهم مشوبة بالحذر، ومن حقهم انتظار التطبيق لكي يروا الأفعال لا الأقوال، ولكن من حق الشعب والوطن والمجتمع أن يتفاءلوا، ليس فقط  هذه المرة ، ولكن أيضاً دائماً وباستمرار، من أجل المستقبل والأطفال والتاريخ، فليس قدراً أن يبقى الشعب الفلسطيني رهينة للانقسام، وليس قدراً أن يبقى رهينة لأولئك المتشائمين أو الذين امتلأت قلوبهم كراهية وحقداً على هذا الطرف أو ذاك، فالشعوب مرّت في مراحل تاريخية معينة بما هو أسوأ مما مرّ به الشعب الفلسطيني، ثم تصالحت ونهضت وتقدمت.

 

التحدي الآن هو ما سيواجهه الشعب الفلسطيني من الاحتلال وحكومته وحلفائها في العالم، فهؤلاء سيقومون ببذل كل ما يستطيعون من جهد لإفشال إتمام هذه المصالحة وقتلها في مهدها. والصواب أن نختار بعضنا ولا نبالي برد فعل إسرائيل، وأن نتحمل ثمن ذلك مهما يكن. وعلينا، نحن الشعب، ألاّ نكون وإسرائيل ضد المصالحة.

 

كاتب صحفي/ غزة