خبر نتنياهو حيال حماس- فرح سابق لأوانه/ هآرتس

الساعة 10:32 ص|29 ابريل 2011

نتنياهو حيال حماس- فرح سابق لأوانه/ هآرتس

بقلم: عكيفا الدار

في المقاطعة لم يفاجأوا من رد فعل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على نبأ اتفاق المصالحة مع حماس. فليست هذه هي المرة الاولى، ويحتمل جدا ألا تكون المرة الاخيرة، التي تبدو فيها المصالحة للحظات في متناول اليد، وبعد عدة أيام تخلي المصافحات مكانها لللكمات بين الفصيلين. كما أن هذه ليست المرة الاولى، وعلى أي حال ليست الاخيرة ايضا، التي يطرح فيها نتنياهو امام الرئيس محمود عباس مسألة في صيغة "من تحب أكثر – أباك أم أمك؟". عباس ليس انتحاريا شيعيا. فقد أخذ بالحسبان بان نتنياهو سيستغل شروط الرباعية للاعتراف بحماس (التنديد بالعنف، الاعتراف باسرائيل واحترام الاتفاقات مع اسرائيل)، كي يلقي عليه بالبيضة التي لم تفقص. عباس يعرف انه بعد ثلاثة أسابيع، فان "المصالحة مع الارهابيين"، باشكال مختلفة، ستكون الرسالة المركزية في خطاب نتنياهو أمام مجلسي الكونغرس والمؤتمر السنوي لايباك.

ليس مضمونا على الاطلاق أن تكون مهمة نتنياهو سهلة جدا. أولا، فقد أوضح عباس أمس أمام عشرات الميكروفونات، الكاميرات والكراسات من كل العالم بانه اذا ما قامت بالفعل حكومة وحدة مؤقتة فانها ستتشكل من تكنوقراطيين سيكونون خاضعين لامرته وسياسته. والسياسة، كما شدد الرئيس، لن تتغير. ونزعا للشك فصل قائلا: قانون واحد، سلاح واحد، مرجعية واحدة، سعي الى حل الدولتين على أساس حدود 4 حزيران 67. ولكن ماذا تقول عن تصريح ناطق كبير من حماس في أنهم لن يعترفوا باسرائيل ابدا، سُئل عباس. فاجاب الرئيس بابتسامة متصالحة "اذن قال".

ثانيا، في الشرق الاوسط الجديد، حيث يبدي الناس الاستعداد للموت في سبيل الديمقراطية والحرية من الصعب أكثر تجنيد القوى ضد المصالحة بين الاحزاب والاتفاق على اجراء انتخابات ديمقراطية. فبعد كل شيء، انتصرت حماس في الانتخابات التي فرضها رئيس جمهوري، هو جورج بوش على الفلسطينيين. كما لا يمكن الادعاء بان لا معنى للحديث مع زعامة تمثل فقط نصف الشعب الفلسطيني، وعندما يلوح احتمال ان تمثل كل الشعب الفلسطيني، يجري اخراج "لا شريك" من المخزن.

ثالثا، الرئيس السوري بشار الاسد، احد الاسياد الرئيسين لحماس، منشغل هذه الايام في صراع البقاء. وفي نفس الوقت، في مصر، الاخوان المسلمون، الاخوان الكبار لحماس، في الطريق الى الحكومة التي ستواصل عقد علاقات دبلوماسية مع اسرائيل وتعترف بسيادتها في نطاق الخط الاخضر.

وكدليل، استضافت القاهرة الجديدة في الايام الاخيرة رئيس القيادة السياسية – الامنية في وزارة الدفاع، عاموس جلعاد، ومدير عام وزارة الخارجية رافي باراك.

يمكن المراهنة على أن عباس لن يوقع مع حماس على أي اتفاق، قبل أن يتأكد من الا يسحب توقيعه في اللحظة الاخيرة البساط من تحت أقدامه في الطريق الى اعتراف الامم المتحدة بدولة فلسطينية في حدود 67. أو ان تكتفي حماس هي أيضا بالخط الاخضر، أو ان تتلقى هي من عباس بطاقة حمراء اخرى.