خبر ما معنى قفزة- هآرتس

الساعة 10:23 ص|29 ابريل 2011

ما معنى قفزة- هآرتس

بقلم: يوئيل ماركوس

في الحرب العالمية الثانية تبنت قيادة الاستيطان اليهودي شعار "سنحارب هتلر كأنه لا يوجد كتاب ابيض، وسنحارب الكتاب الابيض كأنه لا يوجد هتلر". لكن من اجل ايجاد صيغة كهذه كان يجب ان تكون دافيد بن غوريون. إن زعيما في مستواه فقط كان يستطيع تشجيع انشاء لواء يهودي محارب في الجيش البريطاني، في حين تخزن في مخازن سلاح الهاغاناة السرية اسلحة وتُعد خطط عمل مضادة للبريطانيين الذين حكموا البلاد.

إن بيبي خاصة ليس زعيما في مستوى بن غوريون. فهو باعتباره رئيس حكومة فشل مرة فشلا محرجا جدا ما زال لا ينجح في الارتفاع على نفسه الآن في حين ينهار كل شيء حوله، وبالعكس: هناك في قسم المتطرفين حوله من يقولون: "انظروا مبلغ حظنا لاننا لسنا في وضع سلام مع سوريا من غير الجولان – كنا نلقى الآن سفك الدماء هناك ونخسر الجولان والسلام معا".

هذه سخافة كبيرة. فبرغم ان مبارك الحارس المخلص للسلام مدة عشرات السنين قد خُلع وربما يحكم عليه بالموت، بقي السلام بين الدولتين على حاله. يُقدر كثيرون انه سيصمد ايضا. حتى إن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، وهو ليس في الحقيقة من كبار محبينا، يكرر القول إن اتفاق السلام مصلحة مصرية وليكن من يحكم من كان.

يقول وزير مركزي في اسرائيل  انه في كل ما يتعلق بالتسوية الفلسطينية، لا تفعل الحكومة شيئا وهي هنا وهناك تخوف نفسها بأن الانتفاضة الفلسطينية الثالثة ستأتي بعد سوريا برغم ان أبو مازن ينقل رسالة غير مباشرة فحواها ان الانتفاضة لن تكون في صالح الفلسطينيين. يرى افرايم هليفي انه لا يجوز ان ينشأ وضع "لا حل". في الوضع الحالي لا احتمال لحل دائم في الحقيقة لكن الطرفين مهتمان بالعمل على تسويات جزئية أو مؤقتة. إن من لا يريد تسوية سلام ومصالحة من هذا الطرف أو ذاك سيُدفع الى الحرب إن عاجلا أو آجلا.

إن من ذاق طعم السلام يتمسك به بكامل القوة. فمن الحقائق ان المصريين لا يحبون الاسرائيليين ولم يريدوا علاقات ثقافية وعلاقات صداقة، لكنهم بحثوا عنا سياحا جيدين في سيناء (كان حبهم لرؤيتنا مجتمعين في قلب مصر أقل من ذلك). بل ان الاردن غدا قصة حبنا القديمة برغم الحروب. والآن وهم لا يسارعون الى احتضان حار جدا يعتمدون علينا مع كل ذلك كي لا نجعل الفلسطينيين على حدودهم في الغور.

برغم ما يحدث في منطقتنا علينا ان نكون مبادرين وأسخياء ايضا. ومن جهة ثانية يجب ان نضمن ان تكون الانسحابات المطلوبة منا تناسبية وتدريجية. وأهم من ذلك ان تكون مبطنة بضمانات دولية وثيقة ولا سيما امريكية. ينبغي ألا ينشأ ألبتة وضع نُرى فيه المذنبين الرئيسيين في صد التقدم الى تسوية.

يجب ان تكون خطبة بيبي أمام مجلس النواب الامريكي تحت شعار يقول ان اسرائيل مستعدة لتعريض نفسها للخطر من اجل احراز سلام، كل هذا عن فرض انه يجب على الفلسطينيين ايضا الاجتهاد وان يكونوا شركاء في المخاطرة. والفرض انه يوجد أو سيوجد تحادث بين اوباما وبيبي قُبيل ايلول. نصح يهود مركزيون في الولايات المتحدة وفد الكنيست الذي زارهم هناك في المدة الاخيرة ان يقول لبيبي انه يجب عليه ان يوحي بخطبته ودعاواه بارادة خيّرة. وينطبق هذا ايضا على مساعدته على صوغ خطبه، سارة.

ليس من عملنا ان نحدد أي سلطة تكون في سوريا وهل تنشأ هناك ديمقراطية أم لا. عندما أجرينا في حينه اتصالات بالرئيس حافظ الاسد علمنا جيدا ان يديه ملطختان بدم عشرين ألفا من سكان حماة، وبرغم ذلك أعلنا على الملأ أكثر من مرة أننا نفحص عن امكانية التوصل الى تسوية سلمية معه. ومن الحقائق ان سوريا حافظة في حرص على كل تسوية وقعنا عليها معها. وحال مصر ايضا مشابه – فقد جرى الحفاظ على السلام معها عشرات السنين. وهذا أمر يبرهن على مبلغ كون التسويات السلمية أفضل من الحرب وعلى مبلغ كون الرعاية التي تبذلها القوى العظمى حيوية في منطقتنا.

ليست المصالحة بين حماس وفتح اجراء سلبيا بالضرورة، اذا كان الفلسطينيون يتجهون الى تسوية. فهي تفتح منفذا لمبادرة اوباما الى احلال نظام هنا مع تثبيط الارهاب. أما الامر غير الواضح فهو لماذا سارع بيبي في ذعر الى توجيه انذار على هيئة إما حماس وإما اسرائيل.